ـ[أبو حمزة الظاهري]ــــــــ[24 - 04 - 08, 11:24 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم، وهذا الموضوع لم يلقَ حظه من الدراسة التي تيبن تسلسل أحداث اليوم الآخر، ولعل البعض عزف عنها لأنها كما قيل لا يبنى عليها عمل - سبحانك ربي! يوم كان مقداره خمسين ألف سنة لا يحظى منا بتفكر وتأمل والمصير إليه ولا شك.
ما ذكرته أخي الكريم من تسيير الجبال فيحدث بعد النفخ في الصور النفخة الثانية أي نفخة الإحياء، والبعث {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (يس:53)}
فلما يبعث الناس من قبورهم، وترد أرواحم إلى أجسادهم ويسمعون الصيحة يخرجون مسرعين مهطعين مقنعي رؤوسهم وأفئدتهم هواء، كالجراد المنتشر، المبثوث.
نعم يبعثون من قبورهم التي دفنوا فيها، ومعالم الأرض لمّا تتغير بعد، وهنا يرون الجبال تسير كما قال تعالى: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)} من سورة النمل.
وفي هذه الأثناء يتسائلون فيما بينهم: قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (يس:52)
ثم تبدأ معالم الأرض في التغيير إلى أن يكون التبديل الكبير بعد صعقة للخلق أجمعين، وقال تعالى عن شأن الكفار في زمن النبي صلى الله عليه وسلم: {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (الطور:45)}
وهل هذه الصعقة هي بالنفخ في الصور أم لا، ليست هناك نصوص صريحة سالمة من المعارضة
وبعد هذه الصعقة يكون التبديل الكبير، {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (إبراهيم:48)}.
ثم البروز لله على الأرض الجديدة، {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)} من سورة النازعات.
ودِدْت أن أكمل ولكن الموضوع طويل وليت الأخوة يشاركون، ويبينوا لنا من صفات ذلك اليوم.
وأعتقد أن الصحابة يعلمون صفته كما قص الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما في العصور المتأخرة فيبعد من يعرفه أو يتفقه فيه - إذ هو عندهم مسائل لا يبنى عليها عمل.
وأما نحن فيجب علينا لزاماً حتى نسير على خطاهم أن نتفقه في هذا اليوم ونعرف بالتفصيل كيف هو وما هي المراحل التي يمر بها، لكي ندرك منهاجهم في العلم والعمل.
ـ[أبوا أنس الجزائري]ــــــــ[25 - 04 - 08, 01:56 م]ـ
شكرا أخي أبوا حمزة على اهتمامك بهذا الموضوع وعلى تلك التوضيحات القيمة وأسأل الله عزوجل أن يعف وعنا ويجعلنا من الذين قال فيهم
{وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً} [الإنسان: 7] وقوله {يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار} [النور: 37]
وعلى كل من أراد أن يضيف شيئ ينفع به إخوانه فليتفضل جزاه الله خيراً عن الإسلام والمسلمين.
إذا غامرت في شرفٍ مروم ... فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير ... كطعم الموت في أمر عظيم