ـ[محمد العزام]ــــــــ[26 - 01 - 08, 03:44 ص]ـ
قال الشافعي:
41. وأعلمهم ما أوجب على أهل معصيته من خلاف ما أوجب لأهل طاعته.
42. ووعظهم بالأخبار عمن كان قبلهم، ممن كان أكثر منهم أموالا وأولادا، وأطول أعمارا، وأحمد آثارا. فاستمتعوا بخلاقهم في حياة دنياهم، فأذاقهم عند نزول قضائه مناياهم دون آمالهم، نزلت بهم عقوبته عند انقضاء آجالهم، ليعتبروا في أنف الأوان، ويتفهموا بجلية التبيان، ويتنبهوا قبل رين الغفلة، ويعملوا قبل انقطاع المدة، حين لا يعتب مذنب، ولا تأخذ فدية،و {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً، وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً}. [آل عمران: 30]
ـ[محمد العزام]ــــــــ[26 - 01 - 08, 08:53 م]ـ
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
43. فكل ما أنزل في كتابه - جل ثناؤه - رحمة وحجة، علمه من علمه، وجهله من جهله، لا يعلم من جهله ولا يجهل من علمه.
أصل عظيم من أصول الإسلام بدأ به الشافعي كتابه وكلامه في الأصول بعد المقدمة السابقة، وهذا الأصل هو مكان كتاب الله تعالى من العلم وهو أساس العلم ومصدره وسبيل الهدى واليقين.
وبين أن كلام الله تعالى: رحمة و حجة
فقرن بين كونه رحمة وكونه حجة ليأخذ الناس الكتاب على أنه رحمة للعالمين،
وحجة الله ودينه إنما هو رحمة للناس وهدى ونفع ورفعة لهم وخير لهم، في الدنيا والآخرة، وكذلك ليميز بين حجية القرآن على المسلمين وبين حجيته على الكفار كما قال تعالى:
قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء، والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى
الأمر الثاني هو كون العالم حجة على من لا يعلم كما هو معلوم
وان من علم القرآن ارتفع عنه الجهل، فإن فيه الهدى والرشاد
ـ[محمد العزام]ــــــــ[26 - 01 - 08, 11:24 م]ـ
قال الشافعي:
44. والناس في العلم طبقات، موقعهم من العلم بقدر درجاتهم في العلم به.
45. فحق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه، والصبر على كل عارض دون طلبه، وإخلاص النية لله في استدراك علمه: نصا واستنباطا، والرغبة إلى الله في العون عليه، فإنه لا يدرك خير إلا بعونه.
وأذكر هنا أنهم سألوا الشافعي رحمه الله تعالى عن دليل الإجماع فالتحف بثوبه وقرأ القرآن ثم قال لهم:
ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيراً.
كان القرآن يحرك أنفاسه وحركاته وخطواته
رحمه الله رحمة واسعة ونفعنا بعلمه .. آمين
ـ[محمد العزام]ــــــــ[27 - 01 - 08, 02:29 ص]ـ
قال الشافعي:
46. فإن من أدرك علم أحكام الله في كتابه نصا واستدلالا، ووفقه الله للقول والعمل بما علم منه: فاز بالفضيلة في دينه ودنياه، وانتفت عنه الريب ونورت في قلبه الحكمة، واستوجب في الدين موضع الإمامة.
47. فنسأل الله المبتدىء لنا بنعمه قبل استحقاقها، المديمها علينا،مع تقصيرنا في الإتيان على ما أوجب به من شكره بها، الجاعلنا في خير أمة أخرجت للناس: أن يرزقنا فهما في كتابه،
ثم سنة نبيه، وقولا وعملا يؤدي به عنا حقه، ويوجب لنا نافلة مزيده.
48. قال الشافعي: فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها.
لاشك أن القرآن العظيم أعظم ما يهتدي به الناس في دينهم ودنياهم، فإن فيه الهدى كما قال تعالى: هدى للمتقين.
وإن العلم بكتاب الله تعالى يفتح الله به البصيرة وينور للسالكين دربهم، ومن تأمل كتاب الله تعالى، وقرأ آياته بتمعن وتدبر، فتح الله له من أبواب الخير ما لا يعلمه إلا الله، وإن القرآن العظيم فيه الكفاية، كما قال تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم:
قل إن اهتديت فبما يوحي إلي ربي.
فهدى الله تعالى نبيه بهذا الكتاب العظيم، وقوله تعالى:
وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم.
ثم يبين الشافعي أن كتاب الله تعالى فيه الهدى التام، ولاشك في أن المقصود هو الهدى العام ببيان أصول الدين وطريق النجاة وإجمال ما يحتاج إليه الناس في معرفة الحق، فإن الله تعالى قال كما سيأتي آنفاً:
وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس مانزل إليهم
ولكن الله أمرهم في القرآن بالتقوى، وهي اتباع الأوامر واجتناب النواهي، والسلوك المستقيم والأخلاق الفاضلة، وقال تعالى:
اتقوا الله ما استطعتم
قل أطيعوا الله والرسول
ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
ربنا ولاتحملنا ما لا طاقة لنا به
اتقوا الله حق تقاته
ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن
وغيرها من الآيات التي تبين أصول الدين ومعالمه.
ـ[ابو همام]ــــــــ[28 - 01 - 08, 08:54 م]ـ
أثابك الله ليتك حملتها على ملف وورد
¥