[أسس التشريع الفقهي (لماذا يعتمد بعض العلماء على أحاديث ضعيفة)]
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[27 - 01 - 08, 04:23 م]ـ
يعتمد الفقهاء في تكوين آرائهم الفقهية على أحاديث قد تكون ضعيفة، ويفترض ألا يعتمد في التشريع إلا على الصحيح فقط؛ فما تعليل ذلك؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[27 - 01 - 08, 08:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم اللغوي المفيد فريد البيدق وفقني الله وإياك
هناك عدة أسباب تجعل بعض الفقهاء يعتمدون على بعض الأحاديث الضعيفة منها:
1 - الخلاف في التصحيح والتضعيف لأن التصحيح والتضعيف موطن اجتهاد فربما يكون الحديث صحيحاً عند هذا الفقيه وضعيفاً عند غيره والعلماء طبقات في هذا الباب فمنهم المتشدد ومنهم المتساهل ومنهم المعتدل، ثم إن هذا الخلاف يرجع إلى قواعد كثيرة يقع فيها الخلاف بين العلماء في باب التصحيح والتضعيف ومن الأمور التي تؤثر في هذا كثيراً أن كثيراً من الفقهاء والأصوليين يكتفون لتصحيح الحديث بعدالة الرواة وضبطهم واتصال السند ولا يهتمون بالشذوذ والعلة على خلاف طريقة المحدثين.
2 - أن يكون الحديث مما يختلف في الاحتجاج به وذلك أن الحديث الضعيف أنواع كثيرة أوصلها بعضهم إلى ستين نوعاً ومنها مثلاً المرسل فهو حجة في بعض المذاهب وليس حجة في بعضها وحجة بشروط عند آخرين.
3 - أن يكون الفقيه ممن يقوي الحديث بأمور أخرى كأن يقويه بحديث ضعيف او فتوى صحابي أو فتوى اهل العلم أو القياس الصحيح أو غير ذلك مما يعتمد عليه بعض الفقهاء.
4 - أن يكون الفقيه لا معرفة له بهذا الفن فلا يميز بين الصحيح والضعيف وعليه فهو يحتج به ظناً منه أنه صحيح أو يقلد من سبقه من الفقهاء.
5 - أن لا يكون الحديث هو عمدة الفقيه وإنما ذكره استئناساً أو ترجيحاً أو تقوية لما ذكره من أدلة ويكون عمدته في المسألة ظاهر القرآن أو قول صحابي أو قياس أو غير ذلك.
والله أعلم
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[06 - 02 - 08, 04:14 م]ـ
الكريم "أبو حازم"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
دائما تثريني، فجزاكم الله تعالى خيرا!