تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال ابن فارس (ت 395هـ): " فأما تكرير الأنباء والقِصص في كتاب الله – جل ثناؤه – فقد قيلت فيه وجوه. وأصلح ما يقال فيه: إن الله – جل ثناؤه – جعل هذا القرآن وعَجْزَ القوم عن الإتيان بمثله آية لصحة نبوة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثم بَيَّن وأوضح الأمر في عجزهم بأن كرر ذكر القصة في مواضع، إعلاما أنهم عاجزون عن الإتيان بمثله، بأن نظم جاء، وبأي عبارة عبر عنه، فهذا أولى ما قيل في هذا الباب " [الصاحبي ص343].

وتحدث كل من الزركشي (ت 797هـ) في كتابه (البرهان) والسيوطي (ت 911هـ) في كتابه (الإتقان) عن تكرار قصص الأنبياء في القرآن، وقد ذكر الزركشي فوائد عدة لذلك، وأعاد السيوطي ذكر معظمها لكنه صرح أنه اقتبسها من كتاب (المقتنص في فوائد تكرار القصص) لبدر الدين بن جماعة (ت 733هـ) المذكور سابقا.

ويمكن تلخيص ما ذكراه بالنقاط الآتية [ينظر البرهان 3/ 25، والإتقان 3/ 204]:

1 - إن في كل موضع تكررت فيه القصة زيادة شيء لم يذكر في الذي قبله، فكأن القصة تتكرر والحقيقة أنها لا تتكرر، ولكن يرد في كل موضع جانب منها بحسب ما يقتضيه السياق.

2 - مراعاة أحوال الصحابة في تباعد منازلهم، وعدم تمكن كثير منهم من متابعة تعلم سور القرآن كلها، فلولا تكرار القِصص لوقعت قصة موسى إلى قوم وقصة عيسى إلى قوم آخرين، وكذا سائر القصص، فأراد الله اشتراك الجميع فيها، فيكون فيه إفادة لقوم وزيادة تأكيد لآخرين.

3 - ما سبق أن ذكره ابن فارس من أن الله تعالى جعل القرآن آية لصحة نبوة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأنه كرر ذكر القصة الواحدة بأساليب مختلفة، وأن القوم عجزوا عن الإتيان بمثله مع تنوع أساليبه، فكان ذلك أظهر لعجزهم.

وقال الدكتور غانم في ص 325 وهو يتحدث عن ظاهرة التكرار لدى الأستاذ النورسي بديع الزمان:

" كان الأستاذ سعيد النورسي قد أشار إلى حكمة تكرار قصص الأنبياء في مواضع أخرى من كتاباته، فقال في تفسيره: " فيجوز أن تكون قصة موسى مثلا مذكورة في كل مقام لوجه مناسب من الوجوه المشتملة هي عليها، إن قصة موسى ... أخذه القرآن بيده البيضاء فضة فصاغها ذهبا، فخرت سحرة البيان ساجدين لبلاغته " [المعجزات الأحمدية ص188، والمثنوي ص193 - 196].

وقال في (زهرة داغ): "ومن المكررات القرآنية (قصص الأنبياء) عليهم السلام، فالحكمة في تكرار قصة موسى عليه السلام - مثلا - التي لها من الحكم والفوائد ما لعصا موسى، وكذا الحكمة في تكرار قصص الأنبياء، إنما هي لإثبات الرسالة الأحمدية، وذلك بإظهار نبوة الأنبياء جميعهم حجة على أحقية الرسالة الأحمدية وصدقها، حيث لا يمكن أن ينكرها إلا من ينكر نبوتهم جميعا، فذكرها إذن دليل على الرسالة " [الثمرة ص93، والمعجزات القرآنية ص196]. ا. هـ

=====

قلت - حسين -: هذا ما يسر الله لي نقله مختصرا مراعاة للمقام، وفي انتظار باقي مشاركات أساتذتنا ومشائخنا، تقبل الله منا ووفقنا وعلمنا وإياكم، ويسر لنا ولكم .. اللهم آمين

ـ[أبومحمد والبراء]ــــــــ[27 - 04 - 08, 06:37 ص]ـ

رفع الله قدرك

فقد أفدت وأجدت

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير