[فوائد تأصيلية من دروس الشيخ أحمد الحازمي ]
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 09:03 م]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صخحبه و من اتبع هداه أما بعد:
فمما لا شك فيه أن علم الإعتقاد من أعظم ما يتنافس فيه المتنافسون و لدراسته شمر ساعد الجد المشمرون و إن من أعظم أصوله توحيد الباري جل و علا و تحقيق العبودية له سبحانه و تعالى و التفقه فيه دليل على النباهة و عنوان على إرادة الله تعالى بعبده الخير و لست في مقام التنويه به و بفضله فقد أفاض أهل العلم في ذلك و لكن حسبي في هذا المقام أن أزبر ببناني مسائل من كتاب التوحيد من شرح لشيخ فاضل ألا و هو الشيخ أحمد بن عمر الحازْمي حفظه الله تعالى و هو شرح ابتدأ فيه الشيخ بُعَيْدَ رمضان الماضي و لا يزال حفظه الله تعالى و لما رأيت عنايتي فيه أحببت أن أشرك القراء بما استفدته من مسائل جليلة نفيسة و الله أسأل و عليه ثقتي و هو المعول أن يوفقني و القراء لما فيه رضاه و أن ينفّعنا بهذا الشرح الذي هو من زبد العلم و أصوله و لقد أفاض فيه الشيخ حفظه الله تعالى و حلّى الشرح بتأصيلات قلّ من يتنبّه لها و هذه الحلقة الأولى و فيها درسان و الحمد لله رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اتّبع هداه و بعد:
الدرس الأول:
1 - رفع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى راية العلم و الجهاد و ردّ على شبه أهل الشرك و العناد و محاسنه أكثر من أن تحصر و أشهر من أن تذكر.
2 - تمتاز رسائله رحمه الله تعالى بالسهولة لأنه أراد أن يخاطب بها الناس عامة و علماء لأن الشرك كان قد فشى عند العلماء فصلا عن العامة.
3 - كتاب التوحيد و فيه مسائل:
أ*- اسمه: كتاب التوحيد.
ب*- سبب تأليفه: ما فشى في نجد من الشرك و قد ذكر ذلك الشيخ عبد اللطيف رحمه الله تعالى في الدرر ج 1 فالمجدد رحمه الله تعالى ألّفه لدعوة الناس إلى توحيد الله عز وجل لأن عصره كان عصرا انطمست فيه معالم الدين الذي هو توحيد الله رب العالمين.
ت*- موضوعه: من حيث التراجم ذكر المجدد جميع أقسام التوحيد لكنّ النصيب الأوفر كان لتوحيد العبادة و إن أكملنا العنوان اتّضح مراد المؤلّف من التأليف و إن اختصرنا العنوان فتكون أل للعهد الذهني و هو التوحيد الذي وقع النزاع فيه بين الرسل و أقوامهم.
ث*- منهج الكتاب: إشتمل على 67 بابا على خلاف بين أهل العلم فمنهم من قال بأنه 66 بابا و الخلاف في الباب الأول هل هو ما صدّر به المؤلف كلامه أم أنه باب: " باب فضل التوحيد و ما يكفر من الذنوب " و الصواب و الأقرب أن المصنف اعتبره بابا خاصا و أن المقدمة هي الباب الأول و هي " باب وجوب التوحيد أو باب بيان حكم التوحيد " و ذلك لوجوه:
1 - ما ذكره رحمه الله تعالى كما في تاريخ نجد من تفاضل الناس في العلم و التوحيد حيث قال لبعض تلاميذه:" و هذه المسألة من أكثر ما يكرّر عليكم و هي التي بوّب لها الباب الثاني في كتاب التوحيد " فهذا نصّ لا يعدل عنه.
2 - أنه جعل لهذا الباب مسائل فعامله كغيره من الأبواب.
3 - نصّ الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله تعالى على ذلك لما ذكر وجه المناسبة بين المقدّمة و بين باب فضل التوحيد.
4 - أنه هو الذي يفهم عند المطابقة بينه و بين نصّ الإمام السابق المذكور في التاريخ.
4 - لم يأت المصنّف رحمه الله تعالى بالحمدلة مع ورود الأثر فيها و إن كانت هذه الآثار لا تخلو من مقال و يحتمل أن المصنّف رحمه الله تعالى قد نطق بالشهادة و الحمدلة و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم البداءة الواردة في الحديث تشتمل البداءة القولية و الخطيّة و اقتصر على البسملة لأنها من أبلغ الثناء و الذكر و كذلك للخبر و كان النبي صلى الله عليه و سلم يقتصر عليها في مراسلاته فهي سنّة فعلية ثابتة و هذا رواه البخاري في صحيحه و أجرى كتابه مجرى الرسائل إلى أهل العلم و عادة المصنّف أنه يباشر الناس بالفائدة و هذا يعنون له البعض: ترك التشهد و الحمد تعجيلا للفائدة خاصة العوام و أشباه العوام لأنهم قد يملّون و قال حفيده الثاني وقع لي نسخة من خطّه رحمه الله بدأ فيها بالبسملة و ثنّى بالحمدلة و صلى فيها على النبي صلى الله عليه و
¥