تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الفرق الأول: الإختلاف في الإشتقاق فالربوبية من الرب و الألوهية من الإله و من أعظم الخطأ عند الأشاعرة بل هو أصل ضلالهم في هذا الباب تفسيرهم للإله بمعنى الرب و هذا باطل شاهده قول الله تعالى: " قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس ".

الفرق الثاني: متعلَّق الربوبية الأمور الكونية (الإحياء الإماتة الرزق ... إلخ) و متعلَّق الألوهية الأفعال و الأوامر لأن مردّه فعل المكلف.

الفرق الثالث: توحيد الربوبية أقرّ به المشركون غالبا و توحيد الألوهية أنكره المشركون أصلا و فرعا.

الفرق الرابع: أن توحيد الربوبية مدلوله علمي يقوم بالقلب قال شيخ الإسلام في خاتمة التدمرية: " .. هذا القسم العلمي الدائر بين التصديق و التكذيب من جهة المكلّف " و توحيد الألوهية مدلوله عملي فهو قسم عملي دائر بين التصديق و التكذيب من قبل فعل المكلف.

الفرق الخامس: توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية فهو خارج عنه لا يدخل فيه إلا من جهة المعنى الشرعي و توحيد الألوهية متضمّن لتوحيد الربوبية لأن الربوبية هي بعض الألوهية.

الفرق السادس: توحيد الربوبية يسمّى توحيد المعرفة و الإثبات فمبناه عليهما و توحيد الألوهية مبني على القصد و الطلب.

الفرق السابع: توحيد الربوبية لا يدخل من آمن به في الإسلام إجماعا بخلاف توحيد الألوهية.

الفرق الثامن: توحيد الربوبية يوجب توحيد الألوهية و طريقة القرآن في الإحتجاج به على الألوهية بيّنة واضحة.

2 - هل الرسل دعت إلى توحيد الربوبية؟ و الجواب: نعم الرسل عليهم الصلاة و السلام دعوا إلى جميع أنواع التوحيد و لكن الخصومة حصلت في توحيد الإلهية.

3 - الأصل في الإنسان التوحيد و الكفر و الشرك طارئ عليه و الدليل على ذلك:

أ*- أن أول زمرة من بني آدم هو أبوهم عليه الصلاة و السلام و هو نبيّ و النبيّ موحد و الشرك حصل بعده.

ب*- عموم الأدلة الدالة على منها قوله تعالى: " كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ... " الآية و في الآية محذوف أشارت إليه الفاء.

ت*- أن الله فطر الناس على التوحيد " فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها " و قوله صلى الله عليه و سلم من حديث عياض بن حمار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: " خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم و حرّمت عليهم ما أحللت لهم و أمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا " و قوله صلى الله عليه و سلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه و فيه: " ما من مولود يولد على الفطرة ... " الحديث و تأمل أن الحديث دال نصا على ذلك لأن من بعد ما تفيد التأكيد في التنصيص كما هو مقرر عند الأصوليين و الله أعلم.

ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 01:49 ص]ـ

الدرس الرابع:

1 - المسلم هو من وحّد الله في أفعاله و وحّد الله هو بأفعاله بنفسه و المشرك من أشرك بالله سبحانه في أفعاله و أشرك هو بأفعاله بنفسه هذا تفريق مهم.

2 - شرع المصنف رحمه الله تعالى في هذه المقدمة في بيان حكم التوحيد و و جوبه و اختاره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى.

3 - المصنف رحمه الله تعالى لم يذكر بابا في التكتيب و لكن عامله معاملة الباب كما سبق.

4 - ساق قوله سبحانه و تعالى " و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون " " ما " نافية و " إلا " إيجاب يعبّر عنه بأنه استثناء لأن إلا في الأصل هي للإستثناء و قد تخرج عنه لغيره و "ما إلا " من صيغ الحصر بل هو أعلى درجات الحصر: و أدوات الحصر إلا إنما 000 حصر و تقديم كما تقدّما و لهذا جاءت في أعظم كلمة و هي كلمة االتوحيد (لا إله إلا الله) هذا فيه نفي و إثبات ففي هذه الآية حصر حكمة خلق العباد في العبادة و القصر: إثبات الحكم في المذكور و نفيه عما عداه.

5 - ما هو المذكور؟: المذكور: هم الجن و الإنس و ماذا ذكر معه؟: علّة الخلق فيكون المعنى: ما خلق الجن و الإنس إلا لحال و إلا لحكمة واحدة هي العبادة و ما عداها من اللهو و اللعب فهو منفي إما بالمنطوق و إما بالمفهوم على الخلاف عند الأصوليين و الآية نص واضح بيّن أن الله لم يخلق هذين العلمين إلا لعلة واحدة و هي عبادته جل و علا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير