[سؤال في تعريف الفقه الذي في مقدمة منار السبيل]
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[12 - 04 - 08, 08:20 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أرجو من الإخوة الكرام أن يوضحوا لي مراد الشيخ الضويان في شرح مقدمة دليل الطالب حيث قال "الفقه معرفة الأحكام الشرعية الفرعية الاستدلال بالفعل أو بالقوة القريبة"
مرت علي كلمة "القوة" في مدارج السالكين وكان شرح الشيخ ياسر برهامي في شرائطه أن القوة: القابلية و الاستعداد ..
هل أفهم من هذا أن "بالفعل" أي يعلم الحكم الشرعي بالفعل. و "بالقوة القيبة" أي عنده استعداد لمعرفه الحكم و استنباطه بالنظر في أدلة المسألة؟ و هل أفهم من هذا أن التعريف هو أقرب للفقيه منه للفقه؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا ..
ـ[أبو غندر]ــــــــ[12 - 04 - 08, 02:51 م]ـ
قال الشيخ عبد الكريم الخضير -حفظه الله- في شرح الورقات
(معرفة الأحكام الشرعية التي طريقها الاجتهاد: المقصود بها المسائل الفرعية، ويخرج بذلك المسائل العقلية، والمسائل العقدية؛ لأنه ليس طريقها الاجتهاد.
التي طريقها الاجتهاد: حقيقةً فعلاً، أو بالقوة القريبة من الفعل، فالفقيه من يعرف جملةً صالحة من الأحكام الشرعية التي طريقها الاجتهاد بالفعل، أو بالقوة القريبة من الفعل، فالذي يعرف من الأحكام الشرعية بأدلتها بالفعل، وهي حاضرة في ذهنه يسمى فقيه، الأولى من يسمى الفقيه.
الذي لا يعرف الأحكام ليست حاضرة في ذهنه، لكنه يستطيع الوصول إلى معرفة هذه الأحكام بأدلتها، ويستطيع أن ينظر في أقوال أهل العلم ويوازن بينها وينظر في أدلتهم ويرجح، وإن لم تكن المسائل حاضرة في ذهنه، فإنهم يسمونه فقيه بالقوة القريبة من الفعل.
فالشخص الذي إذا سألته عن مسألة في الطهارة يفتح على أوائل الكتب مثلاً -أوائل كتب الفقه مثلاً- وينظر فيها ويتصورها وينظر في أدلتها، ومن خالف ومن وافق وأدلة الجميع ويوازن هذا فقيه، لكن إذا سألته عن مسألة في الطهارة بحث في أواخر الكتب وأوساطها هذا تسميه فقيه؟! لا بالفعل ولا بالقوة القريبة منه، هذا ليس بفقيه أصلاً.
فالإمام مالك -رحمه الله تعالى- لما سئل عن أربعين مسألة أو ثمان وأربعين مسألة، فأجاب عن جلّ هذه المسائل -أكثر من ثلاثين مسألة- قال: "لا أدري"، هل استطاع أحد أن يقول: إن الإمام مالك ليس بفقيه؟ هل يستطيع أحد أن يقول: الإمام مالك ليس بفقيه؟ لا يستطيع، كيف نقول: فقيه، وهو لا يعرف إلا الشيء اليسير من هذه المسائل، هو فقيه؛ لديه القدرة التامة والآلة المكتملة في استنباط الأحكام، فهو فقيه بالقوة حينئذٍ.)
http://www.khudheir.com/ref/1142/text
ـ[أبو عائشة اليماني]ــــــــ[24 - 04 - 08, 02:38 م]ـ
أخي هل في هذه العبارة سقط ("الفقه معرفة الأحكام الشرعية الفرعية الاستدلال بالفعل أو بالقوة القريبة")
أما معنى القوة هنا فهو كما ذكرت من أنه الاستعداد والقابلية فالإمام أحمد يقال له فقيه مثلا لأمرين
الأول: لأنه بين لنا كثيرا من فروع الشريعة واستدل لها بأدلة وهذا معنى قوله (بالفعل) يعني أنه فقيه حقيقة
والثاني: لأنه قادر على الإفتاء وبيان الحكم في مسائل لم يعلمها من قبل بمعنى أن عنده الأهلية لذلك فهذا فقيه بالقوة فإذا قال في مسائل لا أدري لا يعني أنه ليس بفقيه
وكلام الشيخ الخضير هذا ملخصه
قال في المراقي
والفقه هو العلم بالأحكام ... للشرع والفعل نماها النامي
أدلة التفصيل منها مكتسب ... والعلم بالصلاح فيها قد ذهب
فالكل من أهل المناحي الأربعة **** يقول لا أدري فكن متبعه
يعني أن الفقه هو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من الأدلة التفصيلية.
وقوله والعلم بالصلاح ... ألخ
لما عرف الفقه بقوله العلم أراد أن أن يبين لنا أن العلم بجميع الأحكام في تعريف الفقه العلم بمعنى الصلاحية والتهيؤ لذلك بأن يكون له ملكة يقتدر بها على إدراك جزئيات الأحكام
فالكل من أهل المناجي (المذاهب) الأربعة يقول لا أدري فكن متبعه
والله أعلم