ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 01:46 ص]ـ
استدل ابن حزم بحديث ( ... ذروني ما تركتكم) على بطلان القياس. فما رد أهل العلم عليه؟ بارك الله فيكم.
الاستدلال بهذا الحديث واضح البطلان؛ لوجوه:
أولا: زعم ابن حزم أن الصحابة اتفقوا على إنكار القياس، وهو يستدل بهذا الحديث على إنكار القياس، ومن المعلوم أن هذا الحديث قاله النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة لإكثارهم من السؤال، فإذا كان النهي في هذا الحديث إنما هو عن القياس، فقد ثبت صدور القياس من الصحابة، فإما أن يكون كلام ابن حزم عن إجماع الصحابة باطلا، وإما أن يكون استدلاله بهذا الحديث باطلا، وفي الحالين يبطل مذهب ابن حزم.
ثانيا: في صحيح مسلم أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم (أفي كل عام يا رسول الله) يعني عن الحج، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم، ذروني .... إلخ، ومن المعلوم أن هذا الكلام من الصحابي إنما هو سؤال واستفتاء، وليس فيه من القياس شيء، فثبت ثبوتا لا شك فيه أن لا دلالة في هذا النص على نفي القياس.
ثالثا: حاصل استدلال ابن حزم بهذا الحديث أن أصحاب القياس لم يذروا النبي حين تركهم، فدخلوا في النهي، وهذا في الحقيقة استدلال من ابن حزم بالقياس؛ إذ لا يمكن أن يفهم عاقل من هذا الكلام النبوي النهي عن القياس إلا من باب الإلحاق، فإن زعم أن الاستدلال إنما هو بفحوى النص أو بمطلق النص أو بغير ذلك، فلا مشاحة في الاصطلاح، فلك أن تسميه ما تشاء، ولكننا نسمي ذلك القياس، وحينئذ يئول الخلاف إلى اللفظ.
رابعا: تتمة الحديث (ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم)، ومن المعلوم أن كثرة المسائل ليست هي القياس، وكذلك من المعلوم أن أهل القياس متفقون على أنه لا يصح في معارضة النص، فلا يمكن أن يكون خلافا على الأنبياء.
فثبت ثبوتا لا شك فيه أن الحديث لا يدل على بطلان القياس.
خامسا: لو قال قائل إن هذا الحديث أقرب إلى إثبات القياس منه إلى نفيه لكان له وجه من الصواب قوي، وذلك أن الصحابة كانت بهم حاجة شديدة إلى السؤال عما يعرض لهم في أمور الحياة، سواء في العبادات أو في المعاملات، ومن المعلوم أنهم لن يسألوا عن حكم شيء يعرفون حكمه من قبل بنصوص أخرى؛ لأن هذا تحصيل حاصل، فثبت ثبوتا لا شك فيه أنهم مأمورون بهذا الحديث أن يتفقهوا في النصوص ويستدلوا بما يعرفون من الأحكام على ما لا يعرفون، ويلحقون الأشبه بالأشبه.
والله أعلى وأعلم.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[18 - 04 - 08, 02:00 ص]ـ
فالجواب عليه أن نقول وما لك تقول أنه لم يرد فيها نص من الكتاب والسنة مع أنها مقيسة على نصوص الكتاب والسنة؟
شيخى الحبيب، أنت تناقشه فى حجية القياس و النقاش فى حجية القياس يكون من الأدلة المتفق عليها بينك وبينه.
أعنى أن هناك أرض ثابتة يمكن أن ننطلق منها:
كلاكما يقول بحجية الكتاب و السنة و اختلفتم فى القياس.
فسألته عن دليله، قال أن هذا غير موجود فى الكتاب والسنة، فتقول "وما لك تقول أنه لم يرد فيها نص من الكتاب والسنة مع أنها مقيسة على نصوص الكتاب والسنة؟ "!!!!!!
كيف و هو يناقشك فى حجية القياس و تقول الأدلة مقاسة على مااتفقت عليه أنا و أنت من أدلة؟؟؟
هذا مصادرة صريحة شيخى الحبيب.
ـ[سامح رضا]ــــــــ[18 - 04 - 08, 09:29 ص]ـ
معذرة شيوخنا الكرام على التطفل
الموضوع كله خلاف لفظي في الغالب بين الظاهرية وبين خصومهم
وأرجو الصبر وقراءة وجهة نظري
سنفترض أن الشرع به نص بتحريم البطيخ (فرض تخيلي)
الظاهري يقول لا قياس فالبطيخ محرم فقط
الشمام وما يشبهه محرم أيضاً عند الظاهري لأن البطيخ في اللغة هو اليقطين وهو يشمل البطيخ والشمام وأي ثمار من نفس النوع أو الفصيلة بدلالة اللغة وهي معتبرة عندهم (راجع التقريب لحد المنطق لابن حزم باب الأسماء والأنواع)
هكذا الشمام محرم عندهم بدلالة النص وليس القياس
أصحاب القياس الصحيح لديهم الشمام محرم بدلالة القياس ولن أذكر التفاصيل فأنتم أدرى بها مني
البعض ممن يقيس قياسا فاسدا سيستنتج علة خاطئة أن علة التحريم أن له قشرة سميكة أو لونه الخارجي أخضر أو أنه حلو الطعم ويقيس عليه ثمار أخرى
في النهاية الخلاف شبه لفظى!
وهناك كلام مشابه قرأته للشوكاني في إرشاد الفحول
فالأمر مثل نفي المجاز الذي قال به ابن تيمية وابن القيم رضي الله عنهما منعاً للتأويل في الصفات وبين من يثبت المجاز لكنه لا يؤول الصفات ...... الخلاف لفظي تقريباً.
لذا أرجو من إخوانى الحنابلة وهم جمهور الملتقى ألا تشتد وطأتم على إخوانهم الظاهرية وينساقون خلف أهل الرأى الذين يصورون لهم أن الشريعة مبناها على القياس وأن الظاهرية أهل ضلال ... فالظاهرية أقرب إليهم من باقى المذاهب.
ـ[سامح رضا]ــــــــ[18 - 04 - 08, 09:45 ص]ـ
للمزيد http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=106032
¥