ـ[العبدلي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 04:21 م]ـ
لم أقل ذلك يا أخي لأنك تنفي القياس بل لقولك الصريح الذي لا لبس فيه وقد خصصت فيه بلسانك ابن حزم: (و عدم حجية القياس أوضح من ضياء الشمس في وسط نهار لا غيم فيه يكفي العاقل منها آية
أو حديث مما ذكره أبو محمد رحمه الله.)
فأوجبت على الشخص لكي يكون عاقلاً أن يوافق على استدلالات ابن حزم.
.
هذه مغالطة وما قلته أنا أن الشخص العاقل تكفيه آية من كتاب الله أو حديث من سنة رسول الله
كي يعلم بطلان القياس.
و لعلك تحاول التعلق بمسألة فهم الآيات و السنن و سأريحك من ذلك بقولي أن الآيات المحرمة للقياس و الرأي و الأحاديث كذلك هي بلسان عربي مبين و لا أجدني مظطرا لأن أذكرك بأنها على الظاهر حتى يأتي صارف من الكتاب أو سنة أو إجماع متيقن أو ضرورة عقل.
و أنها على عمومها ما لم يأت مخصص من الأدلة الصحيحة التي سردتها سابقا.و ما لم يأت ناسخ لها بيقين لا بالدعاوى.
و أرجوا عدم المغالطة مرة أخرى فكلامي واضح.
أما الأئمة الذين ذكرتهم فلم ينف القياس منهم إلا داود فقط.
.
قد أتيتك بقول ابن عمر إذ يجعل العلم ثلاثا لا غير كتاب و سنة و لا أدري.
و أنت تعلم قول ابن سيرين أنه ما عبدت الشمس و القمر إلا بالمقاييس. و لست أفصح من ابن سيرين كي تقول إنما عنى القياس الفاسد.
و تعلم الآثار عن الشعبي في البول على القياس و إلقائه في الحش و أذكرك بأنه لم يدع ما دعاه أهل القياس من تفريق بين فاسد وغير فاسد لأني أعلم أنك ستحاول المغالطة بهذا الكلام.
و تعلم تبويبات البخاري و نفيه للقياس.
و لكني أتحداك أن تأتيني بكلام لاحدهم أنه قال تؤخذ هذه المسألة قياسا.
و أما أنهم أخطأوا وقالوا بالرأي فهذا ممكن منهم. ولكنهم لم يجعلوخ كما جعلته و أمثالك شريعة من عند الله.
ولست ممن يقلد كائنا من كان و لكني ذكرتك بأنه ليس ابن حزم وحده من ينفي القياس بل هو منهج مخمد ابن عبد الله و صحبه و التابعين حتى حدث أهل الرأي و احدثوا في دين الله ما لم يكن فيه من قياس و تقليد و استحسان و سد للذرائع.
و لكن في أول الأمر كان أهل القياس غير أهل الخديث يعرف ذلك كل من قرأ كتب السير و التراجم.
ثم دخل القياس في المنتسبين إلى الحديث حتى جعله بعضهم أصلا من الاصول يوالي فيه و يعادي و يبدع نسأل الله العافية.
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو من علمنا القياس، وكاد يخرق عين من لم يقس وجوب الكف عن النظر من ثقب الباب على وجوب الاستئذان.
أهل الرأي أعيتهم السنن أن يحفضوها و يفهموها فقالوا بآرائهم.
اعلم يا ابن سفران أن كل شيء في الكتاب و السنة و لم يحوجنا الله إلى قياسك.
تحريم النظر من ثقب الباب داخل في عمومات النهي عن أذى المومنين و عن التجسس. و أرجوا أن لا تعاند في ذلك.
و لكن قياسك يلزمنا أن نقول لا يجوز أن يقترب من الباب أو يمر بالقرب منه لأنه لم يستأذن للاقتراب.
أعلم أنك ستقول هذا قياس فاسد و كذلك غيرك سيتهم قياسك بالفساد ولن تجد شيئا تصححان به قياسكما و هكذا كل قياس في العالم هو فاسد و معارض بقياسات أخرى.
و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا.
وقضية ما سكت عنه فهو عفو هي محل البحث في هذا الموضوع!
نعم هذا دأبكم في التنطع في الواضحات.
أما نحن فلما قال لنا عليه السلام ذروني ما تركتكم تركناه.
و لما قال لنا هو عفو قلنا سمعا و طاعة لن نحلله أو نحرمه برأينا.
أما اعترافك بالتهمة الأخيرة فهو اعتراف بالتعصب لابن حزم وقبول قوله بلا برهان، فعندما يقول أن الأحناف يقولون كذا دون أن ينقل لهم نصوصاً ثم تأخذ بقوله بلا تتبع لنصوصهم فهذا محض التقليد، وأما التفاخر به فهو تعصب مذموم.
أما هذه فنحن نقول عنها في الجزائر:
معزة ولو طارت.
كيف بلا برهان و انا آتيك بالحديث.
ثم من تكلم عن الأحناف.
أرجوا أن لا تتعصب يا ابن سفران و إن كانت سنة الله فيمن عدم الحجة.
ـ[العبدلي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 04:28 م]ـ
ولك الإعادة حتى ترضى!
نقول: يا أبا محمد لا يتم استدلالك حتى تثبت لنا أن ما دل عليه كلام رسول الله قياساً هو مما سكت عنه ولم يأمر به، وهذا هو محل الخلاف.
أما أن ما يؤخذ من القياس هو غير المسكوت عنه فبدعة من القول لم تسبق إليها.
¥