تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حتى حدث أهل الرأي و احدثوا في دين الله ما لم يكن فيه من قياس و تقليد و استحسان و سد للذرائع.

و لكن في أول الأمر كان أهل القياس غير أهل الخديث يعرف ذلك كل من قرأ كتب السير و التراجم.

قرأت آلاف التراجم، فوجدت أن سفيان والأوزاعي والشافعي وأحمد وأمثالهم هم رؤوس أهل الحديث، وكلهم يقول بالقياس قطعاً.

ثم دخل القياس في المنتسبين إلى الحديث حتى جعله بعضهم أصلا من الاصول يوالي فيه و يعادي و يبدع نسأل الله العافية.

أهل الرأي أعيتهم السنن أن يحفضوها و يفهموها فقالوا بآرائهم.

اعلم يا ابن سفران أن كل شيء في الكتاب و السنة و لم يحوجنا الله إلى قياسك.

فهل تقول بحجية القياس الاقتراني؟

ابن حزم يقول بحجيته ويسميه الاستدلال ولا نشاحه في اصطلاح، ويقول أن ما دل عليه حجة ولو لم يكن في الكتاب والسنة فماذا أنت قائل؟

تحريم النظر من ثقب الباب داخل في عمومات النهي عن أذى المومنين و عن التجسس. و أرجوا أن لا تعاند في ذلك.

نعم، فعلى كلامك الرسول صلى الله عليه وسلم ترك التنبيه الصحيح وهو ان يخبره بأن أذى المسلمين والتجسس ممنوع بالعمومات، وأخطأ كأهل القياس فنهره لأنه لم يفهم التحريم من علة أمر آخر.

على ذلك كان من الممكن أن يرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول وما دخل كون الاستئذان جعل لأجل النظر؟

انظر كيف عمي بصرك عن مشكاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وما كان ذلك إلا أن نظرك للحديث لم يكن لفهم ما يريده رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل لترى كيف تطوع الحديث ليوافق مذهب ابن حزم.

و لكن قياسك يلزمنا أن نقول لا يجوز أن يقترب من الباب أو يمر بالقرب منه لأنه لم يستأذن للاقتراب.

وهذه سنة علمكم إياها ابن حزم، اختراع قول للمخالف ثم الرد عليه.

هذا ليس قياسي ولا قياس رسول الله صلى الله عليه وسلم.

معنى الذي قاله صلى الله عليه وسلم: ترك الاطلاع من ثقب الباب ممنوع مثل الدخول بلا استئذان لأن علة الدخول بلا استئذان هي أن لا ينظر أحد إلى ما لا يريد صاحب البيت نظره إليه. فأين منه ما تقول؟

أعلم أنك ستقول هذا قياس فاسد و كذلك غيرك سيتهم قياسك بالفساد ولن تجد شيئا تصححان به قياسكما و هكذا كل قياس في العالم هو فاسد و معارض بقياسات أخرى.

وهذا تعميم فاسد يقابله أن الكتاب والسنة لا ظاهر لها، لأنك تدعي أن هذا الظاهر وغيرك يقول الظاهر أمر آخر.

و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا.

ما هو الذي لو كان من عند الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً؟

نعم هذا دأبكم في التنطع في الواضحات.

وهذا دأب من اصطبغ بأخلاق ابن حزم، يستعيض عن ضعف الحجة بالوصف البشع.

أما نحن فلما قال لنا عليه السلام ذروني ما تركتكم تركناه.

و لما قال لنا هو عفو قلنا سمعا و طاعة لن نحلله أو نحرمه برأينا.

رأينا فعلكم في قياسات النبي صلى الله عليه وسلم وعنادكم لها.

ورأينا تنطع ابن حزم في أسماء الله وصفاته، وهل هناك أشد تنطعاً ممن يقول أن الله عليم ولكن لا يعني ذلك أن له علماً؟

أما هذه فنحن نقول عنها في الجزائر:

معزة ولو طارت.

والله ما قلت فيك غير ما قلته، وكيف تتبع ظاهر النصوص وتريدنا أن نتغاضى عن ظاهر كلامك؟

كيف بلا برهان و انا آتيك بالحديث.

وما دخل الحديث؟ أقول لك تقلدونه فيما ينسبه لخصومه فتقول لي حديث؟

إلا إن كان كحديث: سمع الحسن من أبيس هريرة!

ثم من تكلم عن الأحناف.

هو مثال ضربته ولا أحتاج أن يتكلم أحد عنهم.

أرجوا أن لا تتعصب يا ابن سفران و إن كانت سنة الله فيمن عدم الحجة.

ليس عدم الاقتناع بكلامك وكلام ابن حزم تعصباً، وإنما التعصب هو ما اعترفت به على نفسك.

عفا الله عنك وغفر لك

وهذه آخر مشاركة لي في الموضوع.

ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 02:43 ص]ـ

عبارة: (فهل تقول بحجية القياس الاقتراني؟) هي من كلامي وليست من كلام أخي العبدلي.

وسبب عدم استمراري في الموضوع هو عدم الجدوى، فإقناع من قرأ كتب ابن حزم مقلداً غير ناقد وغير مطلع لردود غيره عليه في حينه أمر في منتهى الصعوبة، لما زرعت الشتائم والتنقص في صدره من صورة خاطئة عن غير الظاهرية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير