تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الميم الساكنة إذا جاء بعدها حرف الباء يجوز إظهارها]

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 12 - 03, 06:48 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد اشتهر في معظم كتب التجويد، خاصةً المختصر منها ـ وهي المتدوالة بكثرة بين طلبة العلم غير المختصين ـ أن الميم الساكنة إذا جاء بعدها حرف الباء؛ فحكمها الإخفاء الشفوي، ولا يعرفون غير هذا، مع أنه يجوز فيها الإظهار وهو وجه صحيح معمول به.

قال ابن الجزري ـ رحمه الله ـ في النشر 1/ 175:

أما إذا كان ساكنا (حرف الميم) فله أحكام ثلاث:

الأول: ...

الثاني:الإخفاء عند الباء على ما اختاره الحافظ أبو عمرو الداني وغيره من المحققين، وذلك مذهب أبي بكر بن مجاهد وغيره، وهو الذي عليه أهل الأداء بمصر والشام والأندلس وسائر البلاد الغربية .... (ثم ذكر أمثلة)

وقد ذهب جماعة كأبي الحسن بن أحمد بن المنادي وغيره إلى إظهارها عندها إظهارا تاما، وهو اختيار مكي القيسي وغيره، وهو الذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر البلاد الشرقية، وحكى أحمد بن يعقوب التائب إجماع القراء عليه.

قلت: والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أن الإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب، وعلى إخفائها في مذهب أبي عمرو حالة الإدغام نحو أعلم بالشاكرين. اهـ

وانظر: فن الترتيل وعلومه للشيخ أحمد الطويل 2/ 767.

ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[24 - 12 - 03, 11:07 م]ـ

قال شيخنا المقرئ المتفنن عبدالله بن صالح العبيد حفظه الله في كتابه المختصر المحرر «الإتقان في تجويد القرآن» في حاشية ص 36:

(لكن العمل الآن على وجه الإخفاء، وأما من أنكر من المتأخرين وجه الإظهار فقد أتي من قلة اطلاعه على كلام السلف في هذا العلم)

فائدة: سمعت شيخنا وقد سئل من هو هذا المنكِر؟

فأجاب: هو الميهي شيخ الجمزوري رحمهما الله تعالى.

ـ[ابن سحمان]ــــــــ[24 - 12 - 03, 11:14 م]ـ

لكن مذاهب العشرة في العشر الصغرى والكبرى على الإخفاء وهو الذي يقرأ لهم به الآن واما انه مسطور في كتب السلف فلا نكارة ولكن لم ينص عليه في الشاطبية والدرة وكذلك في الطيبة رغم كثرة زياداتها على الحرز

والله اعلم

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 12 - 03, 06:33 ص]ـ

هذه بعض النقول المفيدة في المسألة المطروحة من عدة كتب معظمها لمعاصرين فليست كتبا قديمة ولا مهجورة لعل الله أن يرينا الصواب فيها:

في شرح المقدمة الجزرية لطاش كبرى زادة ت 968هـ ـ نشر مجمع المدينة لطباعة المصحف ـ ص195:

نقل جواز الأمرين بنحو من كلام صاحب النشر.

وفي كتاب نهاية القول المفيد لمحمد مكي الجريسي ت 1322هـ

نقل كلام صاحب النشر وأقره. ص 126

وقال الشيخ سعيد العنبتاوي في منظومته حلية القراء (مع شرحها لمحمود أحمد ص 81)

فالأول الإخفاء عند الباء ... وسمه الشفوي للقراء

مع غنة والجزري أخبرا ... إخفاؤها خلف فكن مخيرا.

وقال الشيخ المقرئ عبد الرازق بن علي بن إبراهيم في كتابه الفوائد التجويدية في شرح المقدمة الجزرية ص143:

والإخفاء مع الغنة هو المختار وعليه أهل الأداء بمصر والشام والأندلس، وغيرها، واختاره أكثر المحققين كالحافظ أبي عمرو الداني وابن الجزري وابن مجاهد، وغيرهم،

وذهب جماعة إلى الإظهار،

والمعمول به هو الإخفاء لعدم العمل بالإظهار من عصر الجزري إلى الآن ..

وصحح الوجهين كذلك لكل القراء ولم يرجح أحدهما على الآخر الصفاقسي في غيث النفع ..

وصححهما كذلك شارحوا الجزرية وغيرهم،

وعليه فلا وجه لمن منع وجه الإظهار من غير غنة أو خطّأ من يقول به حيث إنه صحيح، وثابت لكل القراء وهذا معنى قوله [ابن الجزري في المقدمة]:

الميم إن تسكن بغنة لدى ... باء على المختار من أهل الأداء. اهـ.

قال الشيخ المقرئ عبدالله بن صالح العبيد في كتابه الإتقان في تجويد القرآن ص 36:

ولا فرق في ذلك بين "الإخفاء الشفوي" و"القلب" ـ المتقدم في باب النون الساكنة والتنوين ـ غير أن الإخفاء فيه وجه صحيح وهو:

الإظهار بخلاف القلب فلا إظهار فيه إجماعا.

ثم قال في الحاشية: لكن العمل الآن على وجه الإخفاء، وأما من أنكر من المتأخرين وجه الإظهار فقد أتي من قلة اطلاعه على كلام السلف في هذا العلم. اهـ.

وفي كتاب فن الترتيل للشيخ أحمد الطويل 2/ 767:

قال: للعلماء في إخفاء الميم الساكنة عند الباء ثلاثة مذاهب ..

الثاني: إسكان الميم وإظهارها من غير غنة وعليه أهل الأداء بالعراق، وهو خلاف الأولى، والوجهان صحيحان معمول بهما. اهـ.

وفي البرهان للشيخ محمد صادق قمحاوي ص23:

... وقيل حكمها الإظهار والإخفاء أولى ...

وقال الشيخ عطية قابل نصر في كتابه غاية المريد ص75:

وذهب جماعة إلى الإظهار ولكنه خلاف الأولى ..

وفي كتاب المفيد للشيخ المقرئ محمد بن عبدالحكيم العبد الله ص71:

نقل لجواز الوجهين. اهـ.

وقد قدم للكتاب جمع من العلماء منهم المقرئ الشيخ محمد نبهان مصري.

كل هؤلاء من القراء والمقرئين، وغيرهم بعد ابن الجزري ذكروا وجه الإظهار، ورجحوا الإخفاء لكن لم يقل أحد منهم أن وجه الإظهار شاذ، ولا يجوز أن يقرأ به، وكيف يصح وصفه بالشذوذ وقد حكي الإجماع على صحته؟! ومازال العلماء يتناقلونه في كتبهم إلى اليوم!

ثم مَن ذا الذي أحاط بجميع المقرئين في العالم، وتحصل له أن المشافهة بوجه الإظهار قد انقطعت، ولا يوجد على وجه الأرض من يقرأ بها ولا من تلقاها، خصوصا أن الإظهار حكي عن أهل العراق، والمشرق وهؤلاء ـ أهل المشرق ـ لا يزال الاتصال بهم ضعيفا مقارنة بأهل المغرب، وعدم العلم ليس علما بالعدم.

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير