تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أولا أنك تدعي أن الناس كانوا يقبلون خبر الواحد اذا ما بعث به النبي عليه الصلاة والسلام، لأنهم كانوا يعلمون أنه لو وقع خطأ لصوبه النبي! وأقول لك ما برهانك على هذا الكلام؟؟ لا أعني ما برهانك على مطلق وقوع تصويب الخطأ من النبي عليه السلام لمن بلغه وقوعه فيه، فهذا ثابت ولا مراء .. وانما أقول ما برهانك على أنهم ما قبلوا ما قبلوه من خبر الواحد المبعوث اليهم الا اعتمادا على هذا؟؟ أولا يا أخي الحبيب، لو كان هذا الكلام صحيحا، لردوا أخبار الواحد التي يستغربونها بمجرد أن مات النبي صلى الله عليه وسلم، لخوفهم - كما تدعي - من أن يكون فيها خطأ! ولو فعلوا لما وصلنا كثير مما وصلنا من خبر الغيب المنقول بنقل الآحاد! وهذا هو عين ما كنت أطالب أخاك شريف باثباته: أنهم فعلوا ذلك! أي أنهم عرضوا خبر الواحد على عقولهم أولا قبل أن يقبلوه، واستباحوا ذلك لكونه خبر واحد! والآن أنا أطالبك أنت أيضا بتقديم البرهان عليه! والا فلا فرق بين حال الصحابة من قبول خبر الواحد الثقة في زمن الوحي وحالهم منه بعد انقطاع الوحي ووفاة النبي عليه السلام!

أما المغالطة الثانية فهي في قولك اذا جاء رجل بعد عشرين أو ثلاثين سنة يقول قال رسول الله، فأنا أسألك أولو كان ذلك الرجل بعد وفاة النبي بعشرين سنة هو واحد من الصحابة أو الخلفاء الراشدين؟؟ اولو كان هو أبو هريرة رضي الله عنه؟؟ أولو كان هو عبد الله بن عمر، أو أنس بن مالك رضي الله عنهما؟؟ هل كان الناس يتوقفون في قبول رواية الواحد من هؤلاء حتى يجمعوا اليها مثلها من كثرة، فان لم يجدوا ردوها؟؟ يا اخوة هداكم الله هذه دعوى محدثة باطلة لا يقوم عليها دليل أبدا!!

وتقول "الثالثة: انت تقول ان عدم الاخذ بحديث الاحاد يذهب ثلثي الدين وهذه مبالغة كبرى , كما اورد احد الاخوة ولسبب بسيط جدا

اذا تتبعت الخلاف في العقائد بين المذهبين السلفي والاشعري مثلا نجد ان نقاط الخلاف الرئيسية محصورة بما هو متواتر الصدور

الاستواء متواتر

العلو متواتر

اليدين متواتر

العين متواتر

وحتى حديث النزول الخلاف فيه في المعنى وليس في الثبوت فمن اين اتيت بهذه الاحصائية المجحفة"

أولا هذه ليست احصائية، ولم أدع أني قد أحصيت أمرا كهذا، ونعم قد يكون فيها شيء من المبالغة عند التأمل، ولكن يا أخي الكريم هذه المسائل التي ضربت أنت بها المثال، هي وان كانت متواترة الرواية من جهة اللفظ والنص، الا أنها آحاد من جهة الفهم .. فنحن فهمنا معنى الاستواء وحققنا العقيدة الصحيحة فيه - عقيدة الصحابة رضي الله عنهم - لا من نص متواتر وانما من نصوص آحاد بما فسره به أحبار الصحابة رضي الله عنهم! فلو أنك أسقطت خبر الواحد في ذلك، فأنى لك أن تبرأ الى الله من بدع المبتدعة وانتحالاتهم في ذلك الباب العظيم من أبواب العقيدة؟؟ وهل تزعم اذ أسقطت تلك الأخبار أن الله قد ترك ذلك الأمر العظيم من دينه بلا حجة ينضبط بها عند المسلمين؟؟ أخرج لي النصوص المتواترة في السنة التي بها فسرت تلك الآيات، والتي بها علمنا معتقد السلف رحمهم الله، ان كنت ترى أن لك فيما تواتر كفاية وغنية! تأمل في هذا الكلام جيدا يا رعاك الله وعندئذ ستحكم بنفسك كم يبلغ حجم ما سيسقط من الدين عند التحقيق ان قال القائل برد خبر الآحاد في مسائل العقيدة ..

وتقول "انت تقول وتكرر عبارة منكري حديث الاحاد. لا احد ينكر حديث الاحاد ايها الاخ الكريم لان هذه العبارة مطلقة ولا احد ينكر حديث الاحاد مطلقا , انما التعامل مع الحديث يختلف من مذهب الى اخر , فأرجو ان تصوب عباراتك الى ما تراه منصفا والسلام"

وأقول أنا أكثر كلامي أبين فيه وأقول "رد خبر الواحد في مسائل المعتقد" أو "في العقائد" .. وهذا من باب التغليب، والا فمعلوم أن للقائلين بهذا القول تفصيلات فيه، هي ايضا مما بذلته عقولهم بلا حجة ولا برهان، وكلامهم فيها ما أنزل الله به من سلطان! وهذا التهافت فيما بينهم في ذلك الباب هو من أظهر الأدلة على تخبطهم بالرأي في قول محدث لا ضابط له ولا زمام ولا خطام! فالذي يراه عقلي موافقا لأصل من الأصول - مثلا كما هو مذهب الاحناف في الآحاد - قد لا يراه عقلك أنت، فكيف يؤدي ذلك الخلاف الى أن يكون النبي عندي قال هذا الكلام وعندك أنت لم يقله؟؟ قد نختلف في توجيه النص والجمع بينه وبين ما ظاهره التعارض معه من الأصول ونحو ذلك، اذا ما ثبت عندنا بالطرق المعتبرة، لكن أن تدعي أنت أن الرسول لا يمكن أن يقول مثل هذا الكلام لأنه لا يدخل رأسك، ثم تتذرع لذلك بأنه خبر واحد فقد يكون وهم فيه أو أخطأ، ولو كان من كثرة عن كثرة لما وقع مثل ذلك، فأنت لا تدري كم المطاعن التي تلحق اذ ذاك بمن عدلتهم الأمة بداية من الصحابة أنفسهم، رضي الله عنهم، اذ اتهمتهم بنقل كلام باطل ونسبته الى النبي عليه السلام! وللمذاكرة أدعوك لتأمل هذه النافلة: ألا ترى أننا لو رددنا خبر الآحاد في العقائد بهوانا وبما نراه نحن من الآراء، لجرحنا بذلك في خلق كثير، ربما كان من نتاج ذلك الجرح أن سقط بذلك التواتر عن بعض النصوص التي بلغت حد التواتر؟ فياللتذبذب والتخبط عند هؤلاء، ولا حول ولا قوة الا بالله!

أخي الكريم، أنتظر منك مثل ما أنتظره من الأخ فلان، قبل أن تواصل ما عندك ..

الأدلة الواضحة على أن الصحابة والسلف كانوا يردون الخبر في العقيدة - دون العبادات - بحجة أنه خبر واحد بما يخالف عقيدتهم: لا على أن ذلك وقع من بعضهم، ولكن على ان هذا كان منهجهم الذي عمل به التابعون وتابعوهم واتفقت عليه الأمة.

ولو أنكما ادعيتما أن رد أحد الصحابة - ان وقع - لرواية يرويها له صحابي آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم، لمخالفتها ما يعتقده أو يراه من أمر دينه، هو دليل يسوغ لمن نهجوا هذا المسلك ممن جاءوا بعدهم أن ينتهجوه كذلك، لكان ذلك مردودا عليكما من وجوه، منها أن اجتهاد الصحابي في الاستنباط من النص الثابت ليس حجة على المسلمين، فكيف باجتهاده في رد حبر صحابي مثله عن النبي بالرأي، (وكفى به طعنا في عدالة الصحابي وضبطه)؟؟

فأرجو أن يكون واضحا على أي شيء بالضبط أطلب منكما أن تقدما الدليل .. هداني الله واياكما الى الحق."

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير