ü عدد المشاهير الذين استوطنوا المدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وخمسون صحابيا. (مشاهير علماء الأمصار لابن حبان)
ü والذين استوطنوا مكة خمسون صحابيا.
ü والذين استوطنوا العراق مائة وخمسة منهم بالبصرة خمسون وبقيتهم بالكوفة.
ü ومنهم بالشام خمسون صحابيا صلى الله عليه وسلم وبمصر وخرسان واليمن مثل هذا العدد تقريبا. [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn4)
المطلب الأول: فضل عمل أهل المدينة و أسباب ذلك
1) تأسيهم بالآثار ومجانبتهم البدع:
كان مذهب أهل المدينة في القرون المفضلة , أصح مذاهب أهل الأمصار , فإنهم كانوا يتأسون بأثر رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من سائر الأمصار , وكان غيرهم من أهل الأمصار دونهم في العلم بالسنة النبوية واتباعها [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn5)
ولم يكن بها في هذه القرون بدعة ظاهرة , ولا خرج منها بدعة في أصول الدين , كما خرج من سائر الأمصار , فخرج من البصرة القدر والاعتزال , والنسك الفاسد , والشام كان بها النصب والقدر , وخرج من الكوفة التشيع والإرجاء , والتجهم كان بخراسان.
وأما المدينة فإن كان بها ممن هو مضمر لذلك , فكان عندهم مهانا مقهورا.
2) ثقة العلماء بعلم أهل المدينة:
قال مالك: ((والله ما استوحش سعيد بن المسيب ولا غيره من أهل المدينة لقول قائل من الناس , ولولا أن عمر بن عبد العزيز أخذ هذا العلم بالمدينة لشككه كثير من الناس. [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn6)
وما يدل على هذه الثقة , أن الصحابة كانوا يحتجون بقضاء أئمتها , ويأخذون بأقوال علمائها , فعن حبيب بن أبي ثابت , قال: ((لقيت طاوسا فسألته – يعني عن الإيلاء – فقال: كان عثمان يأخذ بقول أهل المدينة)) [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn7) .
وعبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – يقول في توريث الجد مع الإخوة: ((إنما نقضي بقضاء أئمتنا)) [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn8) .
وحين كتب معاوية إلى زيد بن ثابت يسأله عن الجد أيضا , كتب إليه: ((ذلك لم يكن يقضي فيه إلا الأمراء – يعني الخلفاء - , قال: وقد حضرت الخليفتين قبلك , يعطيانه النصف مع الأخ الواحد , والثلث مع الإثنين , فإن كثرت الإخوة لم ينقصوه الثلث)) [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn9)
وحين يتساهل الآخرون في الرواية , يشتد أهل المدينة في قبول الحديث وروايته , فلا يسلم منه إلا القليل , وهذا التدقيق هو الذي أكسب علم المدينة , ثقة علماء المدن الإسلامية المختلفة.
ويتحدث محمد بن الحسن الشيباني عن أصحابه فيقول: ((كان إذا حدثهم عن مالك امتلأ عليه منزله , وإذا حدثهم عن غير مالك لم يجبه إلا القليل من الناس , فقال: ما أعلم أحدا أسوأ ثناء على أصحابه منكم؟ إذا حدثتكم عن مالك ملأتم علي الموضع , وإذا حدثتكم عن أصحابكم , إنما تأتون متكارهين)) [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn10)
3) احتياج أهل الأمصار إلى علمهم:
فقد رحل علماء الأمصار إلى المدينة في طلب الحديث, ولقد ذهب علماء المدينة إلى الأمصار قضاة ومعلمين كهشام بن عروة ومحمد بن اسحاق ويحي بن سعيد الأنصاري و ربيعة بن عبد الرحمن وحنظلة بن أبي سفيان وعبد العزيز بن الماجشون وغيرهم. وكان يستعين بهم غيرهم في طلب مشورتهم وما عرف بها من سنن بل إن أبا جعفر المنصور كان يرى أن المدينة هي المرجع في السنن وكذا المهدي والرشيد.
4) تفاضل الآخرين بما يأخذونه عنهم:
فالأخذ عنهم معيار للتفوق فيقول مجاهد وعمرو بن دينار وغيرهما من أهل مكة: ((لم يزل شأننا متشابها متناظرا حتى خرج عطاء بن أبي رباح إلى المدينة فلما رجع إلينا استبان فضله علينا)) [11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn11)
المطلب الثاني: صلة عمل أهل المدينة بالفقه المدني.
¥