[سؤال عن اشتراط المعتزلة الإرادة فى الأمر]
ـ[مصطفى مهدي]ــــــــ[03 - 11 - 08, 10:08 م]ـ
عندما قرأت كلام الأصوليين حول اشتراط المعتزلة الإرادة فى الأمر والذى يتناقله جل الأصوليين وجدتهم يحملون الإرادة على المعنى العقدى والذى به يجب وقوع المأمور, فمثلا لو قال الله تعالى سبحانه"أقم الصلاة" ولم يرد بالإرادة الكونية فإن هذا لا يعتبر أمرا عند المعتزلة فى نظر الأصوليين لأنه لايقع فالله عز وجل لم يرده فلذا لم يكن أمرا عند المعتزلة على ما نقله الأصوليون, ولكن عندما رجعت لكتاب أبى الحسن البصرى المعتمد فالذى فهمته من كلامه أن الإرادة المقصودة عندهم هى قرينة مخصصة لأحد أفراد الاشتراك الواقع فى صيغة افعل والتى تأتى لعدة معان ,فالإرادة تعتبر قرينة دالة على المراد بالصيغة لا أن وقوع الشىء دليل على أن الصيغة أمر, فالذى يقول لغيره:"كل واشرب" فهذه عندهم تحتمل التهديد والأمر والندب والسخرية مثلا, فإرادته أى القرينة الدالة على أحد المعان التى تفهم من الجملة السابقة هى المبينة للمراد من الصيغة لا أن الوقوع شرط فى الأمر, فمرادهم فى الأصول أن الصيغة تكون أمرا بإرادة وتوجيه القائل لا بمجرد نفسها, وهذا بالطبع بعيد عن القول المشهور عند الأصوليين:
فالأصوليون قالوا إرادة الوقوع تدل على أن المراد أمر والمعتزلة قالوا إرادة المتلفظ أو القائل قرينة مبينة للمراد من المعان المحتملة لصيغة افعل بغض النظر عن الوقوع وعدمه.
فما رأى المشايخ الكرام؟
ـ[مصطفى مهدي]ــــــــ[03 - 11 - 08, 10:36 م]ـ
وعكّر علىّ فى هذا الأمر بعض الجمل للبصرى فقال:
فلابد من أن يكون غرضه إيقاع المأمور به-ولاتخلو إرادته إما أن تتعلق بالمأمور به وهو قول أصحابنا -فصح أن صيغة الأمر تكون طلببشرط أن يكون الغرض بها وقوع المأمور به.
فهل مرادهم: اشتراط ذلك ليصح الأمر ابتداء كما هو ظاهر تصريح البصرى ونقل الأصوليين أم أن مرادهم اشتراط ذلك للدلالة على أن الصيغة يراد بها الأمر لا غيره بغض النظر عن الوقوع؟
وهل يمكن أن يقال أن اشتراطهم إرادة الوقوع اصطلاح عرفى لا مشاحة فيه؟
ـ[محمد فواز الحربي]ــــــــ[06 - 11 - 08, 09:22 م]ـ
ذهب أئمة المعتزلة الي أن الأمر لا يفارق الإرادة فلا يأمر شرعا الا بما يريدة قدرا بدعوي أن صيغة افعل ونحوها تستعمل في الأمر والتهديد والتسخير ونحو ذلك فلا تكون للأمر الا اذا اقترنت بالإرادة ولأن النائم والساهي لو تكلم بصيغة افعل لم تكن أمرا لخلوها من الإرادة0
وذهب عامة أهل الحق الي أن الأمر يفارق الإرادة لأن الله تعالي أمر ابراهيم بذبح أسماعيل ولم يرده، وأمر أبا جهل بالإيمان ولم يرده، وكلام النائم والساهي لغو فلا يكون أمرا