تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن حيث القواعد الشرعية ينظر الأصولي في المقاصد التي تراد بالتشريع فينظر في المقاصد الضرورية والحاجية والتحسينية وفي جلب المصالح ودرء المفاسد، وفي عدد كثير من القواعد الأخرى التي أخذت من الأدلة واستنبطت منها - فالقواعد الأصولية اللغوية تستفاد منها الأحكام لغة، والقواعد الأصولية الشرعية مضمونا وجوهرا - وهي التي عليها مدار صلاح التعامل في المجتمع وفهم مدى صلاح الاسلام لكل زمان ومسايرة تطورات الأزمنة.

والاسلام يحمل الى العالمين رسالته الخالدة بسمو رسالته وهدي الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله بدين الحق ليظهره على الدين كله، والمعارف الانساية مهما كانت نزعاتها لا يمكن بأي صورة أن تجلي حقائق الوحي ولا أن تخوض في المطلق.

والحقائق العلمية البرهانية تؤكد وجود احساس ديني عميق في الانسان لا يمكن انكاره ويكون الجزء الأكبر من تكوينه النفسي وله أثر واضح على وعيه وادراكاته الحسية.

والمعارف الاسلامية وضحت المعالم المحيطة بالنفس البشرية وأجلت بعض الحقائق المثيرة فيما يخص سمو النفس البشرية وخلقتها الربانية.

وما يحيط بالأنفس لهو عظيم حقا اذا علمنا أن علم القلب علم كبير، وهو من أسرار الله تعالى المودعة في الانسان وهو صلة الوصل بين العبد وربه والقلب من عالم الملكوت، فكل ملكة في الانسان لها مقام محدود بينما القلب له ميزة روحانية محاطة بأسرار ربانية عظيمة، وهذا العلم بعيد كل البعد عن تقييم أصحاب الجدل البرهاني ويختلف اختلافا جذريا عميقا عن كل التصانيف التجريبية في هذا الباب لأن سند هذا العلم رباني وهو فضل منه ورحمة يختص به من يشاء من عباده.

ومن ميزة هذا العلم أن صاحبه يتفقه من معين حقيقي بعد أن هذب ملكاته و كيانه ونشد التقرب الى مولاه، وهذا لأعده من أسمى المعارف لأن غايته معرفة الحق، وأن يكون الانسان عارفا ليس مخالفا للحق بل هذا بركة منه تعالى وفضائل ورحمات.

والعبد المؤمن هو من صفى سرائره وسعى الى اصلاح نفسه من آفاتها الذميمة وتوجه الى الله سبحانه وتعالى متقربا اليه بصالح الأعمال.

والعبد المؤمن التقي هو الذي أفنى حياته في معرفة ربه وسعى الى هذه المعارف بكل غال ونفيس مدركا أن الله يعلمه وهذا من كمالات النفس البشرية ان هي ارتقت في معارج الحقائق وسعت الى ربها قويمة وسديدة فطوبى لمن علمه الله من عنده علما فارتقى بمعارفه وألهم كرامات مغذيا روحه بكمالات الحق.

وهذا العلم ينشد الكمال ويسمو بالانسان التقي الموقن والمصدق بربه من مقام الى مقام وغايته معرفة الحق بالحق، وهذا لايكون الا بتهذيب الملكات والجوارح وتغذيتها بالكمالات لتتوافق وتتناغم وتتزكى لتتكامل فترى قواما وعجبا بما علمها الله تعالى.

وبلوغ هذه الكمالات ليعد شيء راق وبالغ الأهمية للنفس البشرية التي أكرمها الله من فضائله ورحمته وتفتح آفاقا معرفية كبرى في طمأنينة و سكون النفس البشرية وتهذيبها لأحق خلافة في الأرض.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير