تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

? وَالَّذِي يَظْهَرُ لِي مِنَ عِبَارَاتِ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي كَلَامِهِمْ عَنْ مَوْقِفِ أَهْلِ السُّنَّةِ مِنَ الْمُتَشَابِهِ والمحكم أَنَّ الْمُتَشَابِهَ مَا أَثَارَ مَعْنَيَيْنِ -أَوْ أَكْثَرَ- أَحَدُهُمَا يَتَلَاءَمُ وَالشَّرِيعَةَ وَالْآخَرُ لَا تَشْهَدُ لَهُ الشَّرِيعَةُ، وَقَدْ يُصَادِمُهَا، وَالْآيَةُ الْمُتَشَابِهَةُ تَحْتَمِلُهُمْ جَمِيعًا مِنْ حَيْثُ اللَّفْظُ وَالتَّرْكِيبُ لَا مِنْ حَيْثُ الْمُرَادُ. أو أنه ما ليس لنا فيه علم بحقيقته في الواقع الخارجي. لِذَلِكَ وَصَفَ Qُ تَعَالَى الْمُتَتَبِّعِينَ لِمُتَشَابِهِهِ بِالزَّيْغِ وَالضَّلَالِ، لِأَنَّهُمْ خَالَفُوا الْمُرَادَ وَعَدَلُوا عَنِ الْمَقْصُودِ إِلَى الشَّاذِّ وَالْبَعِيدِ أَوِ الضَّعِيفِ الْمَرْجُوحِ، أَوِ الْمَنْسُوخِ الْمَتْرُوكِ. أو تجرؤوا على ما حجب عنا علمه وَإِلَّا لَمَا كَانَ فِي وَصْفِهِمْ بِهَذَا مَعْنًى إِذَا كَانَتِ الْآيَةُ-أو الدليل- تَحْتَمِلُ الْجَمِيعَ مِمَّا يُوَافِقُ الشَّرْعَ، أو فيها علم خفي، وَلَكَانَ أَهْلُ الِاجْتِهَادِ زَائِغِينَ عَنِ الْحَقِّ لِأَنَّهُمْ -وَلَا شَكَّ- سَيَأْخُذُ بَعْضُهُمْ بِهَذَا الْمَعْنَى وَيَأْخُذُ الْآخَرُونَ بِذَلِكَ الْمَعْنَى. أو يتبين لبعضهم من العلم ما توقف فيه غيرهم،

إِذَنْ لَيْسَ مُجَرَّدُ احْتِمَالِ الْآيَةِ- أَوِ الدَّلِيلِ- أَكْثَرَ مِنْ مَعْنًى يُدْخِلُهَا فِي دَائِرَةِ الْمُتَشَابِهَاتِ المنهي عن تتبعها. حَتَّى يَكُونَ هُنَاكَ مَعْنَىً مَقْصُودٌ وَآخَرُ مَتْروكُ، فهذا الأخير هو المنهي عن تتبعه. كما أنه لا يعني خفاء ودقة العلم بوجهها أنه من المتشابهات المنهي عن تتبعها حتى يترك السلف البحث فيها وهذا صنو السالف والله تعالى أعلم. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn3))

وَبِهَذَا يَدْخُلُ الْمَنْسُوخُ وَالْعَامُّ الْمَخْصُوصُ وَالْمُطْلَقُ الَمْقَيَّدُ وَالظَّاهِرُ الْمُؤَوَّلُ تَحْتَ مَعْنَى الْمُتَشَابِهِ، وَهَذِهِ الْأَنْوَاعُ سَنَتَعَرَّفُ عَلَيْهَا إِنْ شَاءَ Qُ تَعَالَى فِي كِتَابِ دَلَالَةِ الْأَدِلَّةِ عَلَى الْأَحْكَامِ وَطُرُقِ اسْتِنْبَاطِهَا وَسَوْفَ نَرَى كَيْفَ يَرُدُّ أَهْلُ الْعِلْمِ هَذِهِ الْأَنْوَاعَ الْمُتَشَابِهَةَ إِلَى الْأَنْوَاعِ الْمُحْكَمَةِ كَالمْخُصِّصِ وَالْمُقَيِّدِ وَالْمُبَيِّنِ وَالنَّاسِخِ وَنَحْوِ ذَلِكَ.

وبهذا التحرير يكون التقرير أنَّ: مِنْهُ مَا يَعْلَمُهُ الرَّاسِخُونَ وَمِنْهُ مَا يَعْلَمُهُ الْأَنْبِيَاءُ وَالْمَلَائِكَةُ وَمِنْهُ مَا لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ. كَمَا رُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: إنَّ التَّفْسِيرَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ: تَفْسِيرٌ تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ مِنْ كَلَامِهَا وَتَفْسِيرٌ لَا يُعْذَرُ أَحَدٌ بِجَهَالَتِهِ وَتَفْسِيرٌ تَعْلَمُهُ الْعُلَمَاءُ وَتَفْسِيرٌ لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ مَنْ ادَّعَى عِلْمَهُ فَهُوَ كَاذِبٌ. قاله ابن تيمية

([1]) مَنْ قَالَ إِنَّ الْوَاوَ اسْتِئْنَافِيَّةٌ وَ {وَالرَّاسِخُونَ} مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ جُمْلَةُ {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} وَالْوَقْفَ تَامٌّ عَلَى قَوْلِهِ "إِلَّا Q"، فَإِنَّهُ يُفَسِّرُ الْمُتَشَابِهَ بِأَنَّهُ مَا اسْتَأْثَرَ Qُ بِعِلْمِهِ، لِأَنَّ الضَّمِيَر فِي قَوْلِهِ " وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّاQُ" رَاجِعٌ إِلَى مَا تَشَابَهَ مِنْهُ، وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ.

([2]) يقول شيخ افسلام: وَلَفْظُ " التَّأْوِيلِ " فِي كَلَامِ السَّلَفِ لَا يُرَادُ بِهِ إلَّا التَّفْسِيرُ أَوْ الْحَقِيقَةُ الْمَوْجُودَةُ فِي الْخَارِجِ الَّتِي يُؤَوَّلُ إلَيْهَا: كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {هَلْ يَنْظُرُونَ إلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ} الْآيَةَ. وَأَمَّا اسْتِعْمَالُ التَّأْوِيلِ: بِمَعْنَى أَنَّهُ صَرْفُ اللَّفْظِ عَنْ الِاحْتِمَالِ الرَّاجِحِ إلَى الِاحْتِمَالِ الْمَرْجُوحِ لِدَلِيلِ يَقْتَرِنُ بِهِ أَوْ مُتَأَخِّرٍ أَوْ لِمُطْلَقِ الدَّلِيلِ؛ فَهَذَا اصْطِلَاحُ بَعْضِ الْمُتَأَخِّرِينَ؛ وَلَمْ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير