تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال ((وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل)) الرعد، فقال ((يسقى بماء واحد)) فخرج ما لم يسقى بماء واحد.

وقال ((ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً)) النحل، فخرج منه ما لم يتخذ منه السكر.

أما (النخل) فهو عام يشمل الصغير والكبير المثمر وغيره، سواء كان في جنات أم في غيرها، وسواء كانت نخلة واحدة أم أكثر.

قال تعالى في وصف الجنة ((فيها فاكهة ونخل ورمان)) الرحمن، ونخل الجنة كثير كثير.

وقال ((أتتركون في ما هاهنا آمنين () في جنات وعيون () و زروع ونخل طلعها هضيم)) الشعراء، والنخل هنا يشمل ما في الجنات وغيرها.

وقال ((والأرض وضعها للأنام () فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام)) الرحمن، وهو يشمل جميع النخل سواء كان في جنات أم لم يكن.

وقال ((تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر)) القمر

وقال ((فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية)) الحاقة

وقال ((و لأصلبنكم في جذوع النخل)) طه

وقال ((والنخل باسقات لها طلع نضيد)) ق

فأنت ترى أنه لم يخصص النخل بشيء، فهو أعم من النخيل وأشمل.

وقد تقول: ولكن القرآن قد يستعمله استعمالاً واحداً، وذلك نحو قوله تعالى في سورة النحل ((هو الذي أنزل من السماء ماءً لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون () ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون)).

وقوله في سورة عبس ((فلينظر الإنسان إلى طعامه () أنا صببنا الماء صباً () ثم شققنا الأرض شقا () فأنبتنا فيها حباً () وعنباً وقضباً () وزيتونا ونخلاً () وحدائق غلباً () وفاكهة وأبا () متاعاً لكم ولأنعامكم)).

فاستعمل النخل والنخيل لما يخرج من الأرض على وجه العموم، ولم يخصص النخيل بشيء.

والحق أن السياق مختلف، وأن (النخل) في عبس أكثر من (النخيل) في النحل. وإليك ما يوضح ذلك:

1 - أنه قال في النحل ((هو الذي أنزل من السماء ماءً)) وقال في عبس ((أنا صببنا الماء صباً)) والصب أكثر من الإنزال، علاوة على أنه أكده بقوله (صب)

2 - جعل الماء في النحل للشراب والشجر، فقال: ((لكم منه شراب ومنه شجر)) في حين خصص الماء في عبس للطعام، ولم يذكر الشراب. فالماء المعد للزراعة في عبس أكثر، فإنه لم يخصص قسماً منه للشرب، بل جعله للطعام خاصة.

3 - ثم إن المنتوجات في عبس أكثر، فقد ذكر في النحل الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات، وذكر في عبس الحب والعنب والقضب والزيتون والنخل والحدائق والغلب، وهي ملتفة كثيرة الشجر، والفاكهة والأب، فلم زاد في الماء المخصص للزرع في عبس زادت المنتوجات في النوع والكمية.

4 - ذكر النخيل والأعناب بصورة الجمع في النحل، وذكر النخل والعنب بصورة اسم الجنس الجمعي في عبس وهو أكثر.

5 - قال في النحل ((هو الذي أنزل من السماء ماءً لكم منه شراب منه شجر فيه تسيمون () ينبت لكم به الزرع)) بإسناد الفعل إلى ضمير الغيبة.

وقال في عبس ((أنا صببنا الماء صباً () ثم شققنا الأرض شقاً () فأنبتنا)) بإسناد الفعل إلى ضمير المتكلم بصيغة الجمع للتعظيم، وهذا يقتضي الزيادة في التفضل على الإنسان فيما ذكر.

6 - ثم انظر كيف أنه لما زاد في الكمية والأنواع في عبس جاء بضمير الجمع فقال ((أنا، صببنا، شققنا، فأنبتنا)) وجاء بضمير الإفراد في النحل. ونحو ذلك قوله تعالى ((ونزلنا من السماء ماءً مباركاً فأنبتنا به جنات وحب الحصيد () والنخل باسقات لها طلع نضيد () رزقاً للعباد وأحيينا به بلدة ميتاً كذلك الخروج)) ق.

فاستعمل (النخل) في آية (ق) ولم يستعمل (النخيل) كما في النحل.

أكتفي بهذا القدر وأكمل غداً إن شاء الله

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[19 - 05 - 08, 06:46 ص]ـ

نفع الله بك

وننتظر الباقي

ـ[أبو هداية]ــــــــ[19 - 05 - 08, 11:31 م]ـ

سعدت بمرورك شيخنا إحسان

قال الأستاذ السامرائي: ويتضح سبب ذلك في النظر في الآيتين:

1 - فقد أسند إنزال الماء في (ق) إلى ضمير المتكلم بصيغة الجمع للتعظيم (ونزلنا) في حين أسنده في النحل إلى ضمير الغائب، كما أسلفنا.

والإسناد إلى المتكلم يقتضي زيادة التفضل والإحسان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير