- لو كان ذكر الجمهور والسواد الأعظم والتنبيه على فهم العلماء للمسائل من سمات المقلدين وعدمُه من سمات المحققين لكان أسلافنا في القرون المفضلة أبعد الناس عن التحقيق وأقربهم للتقليد المذموم
وإلا فما معنى تحذيرهم من الغرائب والشواذ؟!!!
- مرادي بعادة العلم وأهله أن نظير هذه المسائل لا ينزلونها تلك المنزلة التي أنزلت ولم أقصد تتابعهم على القول بالمجاز
وعلى فهمك لهذا المقطع من كلامي فإنه خطأ
لأنه يلزم منه_ إن لم نقل أنه صريح كلامك ولا أراك تلتزمه_ اتهام السواد الأعظم من علماء الأمة من أهل السنة وغيرهم ومن المحققين وغيرهم بقلة الفهم وعدم التحقيق وإيثار السلامة وحب اللصوق
واللازم باطل فكذا الملزوم
وبيان بطلانه واضح
- لا أريد أن أخوض في مسألة المجاز ترجيحا وأدلة
فليس غرضي من مداخلتي هنا ذلك
إنما غرضي هو وزن هذه المسألة والتنبيه على خلل يقع في فهم حقيقتها وما حولها
- لو كان إثبات المجاز يفسد فهم النصوص اعتقادا وفقها للزم عنه القول بأن السواد الأعظم من علماء أهل السنة فاسدي الفقه والاعتقاد لأنهم مثبتون للمجاز واللازم باطل اتفاقا فكذا الملزوم
فمثلا بالخاري والدارمي وعد ما شئت من أئمة الاعتقاد والفقه من مثبتي المجاز لا يقول أحد أن فقههم للنصوص فاسد
وكذا كثير ممن ضل في باب الاعتقاد والفقه ليس سبب ضلاله إثبات المجاز وإنما السبب هو أصول أخرى ذهب إليها
- الاستشهاد بالقرون المفضلة هنا هو محل النزاع
فالمثبت ينسب هذا لهم ولا يسلم للنافي بما يقول
إما بذكر بعض السلف ممن استعمل المجاز في كلامه
أو بذكر مقدمة وهي أن المجاز كاصطلاح لم يجر على لسانهم ولكن الذي جرى هو المعنى كباقي اصطلاحات العلوم المتفق على صحة معناها وحدثت بعد القرون المفضلة
وهذا ذكرني بالصنعاني رحمه الله عندما أراد أن يعدد مزالق الأصوليين فعد منها تقسيمهم للدلالة إلى دلالة التزام ودلالة تضمن ودلالة مطابقة ثم قال وهل كان أبو ذر أو أبو الدرداء يقول بهذا التقسيم أو على علم بدلالة الالتزام؟!!!!
هذا ذكرته لا لإقناع النفاة بذلك فقد قدمت أنه ليس من غرضي الخوض في مسألة المجاز ترجيحا وأدلة
وإنما ذكرته للقاريء حتى لا يظن أن المثبتين والقائلين بالمجاز يقرون النفاة بأن السلف من نفاة المجاز وأن ذلك لا يضرنا
لا
هم يقولون بالعكس ويرون أن نفي المجاز مخالف لمنهج السلف وكثير منهم يرى أن نفيه بدعة
- بعد هذا لعل القاري الفطن أدرك مدى التهويل الذي ألقاه أخونا أبو فهر على مثبتي المجاز ومسألة المجاز
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[05 - 07 - 09, 01:42 ص]ـ
3 - ولو لم يكن لهم: فالشأن في أن هذه المباحث الأصولية المكتوبة بعد الشافعي جلها أشعرية إعتزالية،ثم يكون الاعتزال والتمشعر فيها ظاهراً ويكون خفياً ويكون الباطل فيها من قبل فروع الاعتزال والتمشعر ويكون الباطل فيها من قبل أصول الاعتزال والتمشعر .. ثم يكون الباطل فيها من جهة الأصول العقدية للاعتزال والتمشعر ويكون الباطل فيها من جهة منهج النظر الذي قرره المعتزلة والأشاعرة وهجروا به الفطرة العربية السليمة .. وذلك فساد كله .. وقد يخفى بعضه حتى على مثل شيخي الإسلام .. وما حوى رجل الحق حتى ما خرج عنه قط ..
4 - بخصوص أهل السنة والأصول يا أبا يوسف: الصواب أن يقال أصول الفقه التي تعرفها القرون المفضلة وكانت في عصر الأئمة أما ما بعدهم فجلها إعتزال وتمشعر إما في المنهج الذي عدلوا به عن منهج السلف في النظر .. وإما في الأصول العقدية وإما في الفروع ..
هذا كله غلط وخطأ خطير ومبالغة في الأمر ويلزم منه هدم علم الأصول
نعم أكثر من تكلم في الأصول المعتزلة والأشاعرة
لكن ليس معنى ذلك أن جل كلامهم في علم الأصول مخالف لأصول الشافعي وغيره من السلف
نعم هناك ما هو مخالف لكن أغلبه صواب
وهذا يدل عليه الواقع
وقد وافقهم على ذلك علماء أهل السنة
ولم نسمع أحدا منهم يقول أن جل ما ذكروه في علم الأصول مخالف لمنهج السلف
وإنما قالوا بعضه لا جله
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[05 - 07 - 09, 02:36 ص]ـ
¥