ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[03 - 05 - 09, 12:50 م]ـ
الفائدة 46
الآن نأتي على قوله: (و يعاقب على تركه)
ـ سؤال: هل يمكن أن يأتي العبد الكبيرة و المعصية و الذنب، و يترك الواجب و الله يعفو عنه؟؟ ... نعم
فيمكن أن يترك العبد الواجب و لا يقع العقاب!
الفائدة 47
عقيدة الوعد و الوعيد:
1ـ أن الله إن وعد فلا يخلف وعده.
2ـ أن الله إن أوعد فقد يخلف وعيده، و إخلاف الله لوعيده من باب فضله و كرمه.
ـ و أهل السنة و الجماعة فيها وسط بين الغالي و الجافي، بين الخوارج و المرجئة و كذلك يخالفون فيها المعتزلة.
ـ فقوله (و يعاقب على تركه) لا يلزم هذا.
الفائدة 48 قصة أبي عمرو بن العلاء مع أبي عثمان المعتزلي
هنالك عالم من رؤوس المعتزلة و هو أبو عثمان عمرو بن عبيد، ألف فيه الدارقطني جزءا، طبعه بعض المستشرقين! في المعهد الفرنسي بدمشق قديما، سماه (أخبار عمرو بن عبيد).
ـ الذي يقرأ ترجمته في لسان الميزان، يجد عجبا عنه، و له قصة مع أبي العلاء رحمه الله رائعة في هذا المعنى حيث سأله (هل يتخلف وعد الله ... ) و الفرق بين وعد الله و وعيده أنه قد يتخلف الوعيد فضلا من الله.
فكان مما قال له:عمرو بن العلاء:
(إنما أتيت من العجمة!! ...
إن العرب لا تَعُدُّ عارا و لا خُلفا أن تَعِدَ شَرّا ثم لا تفعل، ترى ذلك كرماً و فضلا.
إنما الخُلفُ أن تَعِدَ خيرا و لا تفعل ...
فقال له أبو عثمان: أوجد لي شاهدا من كلام العرب؟
فأنشد أبو عمرو بن العلاء:
و إني و إن أوعدته أو وعدته ..... لَمُخْلِفُ إيعادي و مُنجِزُ موعدي
و هذا شعر لعامر بن طفيل كما في ديوانه ص 155.
الفائدة 49
فقول الماتن عليه مؤاخذات:
1ـ على كلمة واجب.
2ـ وعلى كلمة ما يثاب على فعله.
3ـ وعلى كلمة ما يعاقب على تركه.
الفائدة 50
و أحسن من هذا ما قاله ابن قدامة في كتابه الأصولي الذي لخصه من مستصفى الغزّالي، فعرّفا الواجب بقولهما:
(ما تُوُعِّدَ على العقاب بتركه)
و لم يذكرا "ما يثاب على فعله" خوفا من المحذور السابق.
الفائدة 51
أقسام الواجب باعتبارات مختلفة:
يُقسم الواجب إلى 3 أقسام بـ3 اعتبارات:
1ـ باعتبار ذات الواجب:
أـ معين: و هذا حال أكثر الواجبات، شيء مخصص يريده الشرع.
مثل: الصلاة، الحج، عتق رقبة، أداء دين.،أداء نذر.
هذا واجب معين و سمي واجبا مخصصا أيضا.
مثلا: كفارة القتل،عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، هذا معين و ليس مخيرا، فلا يجوز للمكلف الانتقال إلى صيام شهرين متتابعين مع وجود الرقبة، فهذا واجب معين.
ب ـ مخير: علقه على مجموعة أشياء، و على المكلف إن اختار أي نوع من هذه الأنواع فإنه يسقط من ذمته.
مثال1: كفارة اليمين، إطعام 10 مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فمن لم يستطع فصيام 3 أيام.
فهنا المكلف مخير بين الاطعام و الكُسوة، أيهما أفضل؟ العبرة بسد الحاجة.
مثال2: فدية الأذى في الحج، لمن كان في رأسه أذى و هو محرم و احتاج للحلق، فهذا نخير، فله أن لا يحلق، بشرط أن يأتي الكفارة و لكن على التخيير و الابهام.
الفائدة 52
ـ الواجب المخير: يسمى أيضا المبهم، و هو الفعل الذي طلبه الشارع طلبا جازما لا بعينه، بل خَيَّرَ فيه بين أفراده المحصورة المعينة.
ـ الأفراد تكون محصورة معينة، و الذي حصرها الشرع.
****************
ـ تم الشريط الثالث بعون الله و توفيقه ـ
الحمد لله أولا و آخرا .....
اللهم وفقنا لتفريغ الشريط الرابع وإتمام جميع السلسلة العلمية الطيبة في خير و عافية
هنيئا لكم إخوتي الكرام ......
أرجو أن تستفيدوا و تفيدوا ....
اللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[03 - 05 - 09, 05:41 م]ـ
إخوتي هذه هي الصورة التي أردت إظهارها مع الكتابة و لم أستطع، و سأكتفي بإرفاقها هنا
، و هي مفاجأة سارة تتعلق باللطيفة الايمانية المتعلقة بمثل الكلمة الطيبة في قلب المؤمن،
و هي رسم توضيحي للمعاني التي كان يبينها العلامة ابن القيم رحمه الله و التي
استقاها من المثل الوارد في الآية الكريمة .....
و للعلم فقد قمت برسمها بتوفيق من الله متتبعا كلمات الامام ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين في وصف أوجه التشابه و التطابق بين الكلمة الطيبة
أي شجرة الاسلام و الايمان في قلب المؤمن و الشجرة الحقيقية المغروسة في الأرض بأصلها الثابت و فرعها الصاعد في السماء ..... فسبحان الله .... ما
أعظم و ما أوسع علم الله تعالى و ما أعظم أمثاله في القرآن الكريم و السنة النبوية ....
و قد أعانني أخي الفاضل سليم أبو سليمان في تلوينها ... فالتلوين على الحاسوب صعب للغاية!!
- ابتسامة -
ـ[محمدزين]ــــــــ[06 - 05 - 09, 02:40 م]ـ
ما شاء الله
أخي أبا همام مواهبك متعددة , ولك في كل فن نصيب
نفع الله بك وزادك توفيقا
¥