تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(قوله "الإجماع" هذا الثالث، و ذلك لأنه دليل قاطع، و العام دليل ظاهر يفيد ثبوت الحكم لكل فرد من أفراد العام بطريق الظهور لا بطريق القطع، فإذا اجتمع القاطع و الظاهر كان القاطع مقدما.

قوله "و الحق أنه ليس بمخصص بل دال على وجوده" أي لأن الإجماع لابد أن يستند إلى دليل، فيكون المخصص للعام هو هذا الدليل، و الإجماع دليل على وجوده.

و من أمثلة ذلك قوله تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله) الجمعة/9.

فإنهم أجمعوا على أنه لا جمعة على عبد و لا امرأة.).

اهـ كلام الشيخ في تيسير الوصول ص 200/ دار ابن الجوزي.

4ـ و يقول الشيخ الدكتور محمد علي فركوس في شرحه على كتاب مبادئ الأصول للعلامة ابن باديس رحمه الله:

(كما يجوز تخصيصه بالإجماع لوقوعه، كتخصيص قوله تعالى "أو ما ملكت أيمانهم" بتحريم المملوكة إن كانت أختا من الرضاع) اهـ من الفتح المأمول في شرح مبادئ الأصول ص 130/ دار الرغائب و النفائس ـ الجزائر.

و لم يتناول الشيخ فركوس هنا المسألة بالتفصيل، و لكن تناولها بلاشك في كتبه الأخرى و أشرطته، فله عناية فائقة بأصول الفقه، وشرحه هذا مختصر و هو تعليقات جيدة و نافعة جدا.

ثانيا:

أحببت أن أفيد إخوتي هنا بجواب لأحد المشايخ الفضلاء بالجزائر، و قد سألته عن اختلاف العلماء في التخصيص بالإجماع، هل هو بذاته أم بمستنده ودليله فقال فيما معناه:

(أن الخلاف لفظي، فالإجماع في الحقيقة لا يمكن أن ينعقد إلا بمستند شرعي، و الأولى أن يقال أن الإجماع دليل على وجود الدليل و ليس دليلا بنفسه، و دليل الإجماع قد يعلم و قد يخفى، و لكن الإجماع يخصص في كلا الحالتين، لأجل مستنده لا لذاته، و إلا صار كالتصويت في عصرنا الحاضر ….!!)

و أعتذر إن خانتني العبارة، فالشيخ صاغ الجواب بأحسن عبارة و تعبير علمي دقيق، و ما قرأتموه إنما هو من إنشائي و ما علق بذاكرتي.

إذن فالخلاصة:

أن الخلاف لفظي فقط، فمن العلماء من يفضل التعبير عن المسألة بتخصيص الإجماع للقرآن و السنة بنفسه و اعتباره دليلا، و يفضل آخرون التعبير عنه بتخصيص الإجماع بمستنده و ليس بذاته لأن الإجماع لا يحصل إلا بمستند، فمرد التخصيص إذن إلى المستند و ليس إلى الإجماع نفسه، و هذا ما اختاره الشيخ العثيمين رحمه الله و الإمام الشوكاني و الشنقيطي و غيرهم.

و لكن في الأخير الإجماع يخصص عند الفريقين جميعا، فالخلاف لفظي فقط.

هذه مجرد مباحثة إخوتي الكرام، و نرجو التوجيه من أساتذتنا الكرام.

و الله أعلى و أعلم ....

بارك الله فيكم جميعا ....

ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[14 - 08 - 09, 01:59 م]ـ

فتح الله عليك أبا همام وجزاك الله خيرا على هذا المجهود الطيب

والخلاف كما ذكرت لا يعدو أن يكون لفظيا على ما يظهر والله أعلم

أرجو أن تواصل في سير هذا المذاكرة الطيبة وأنا، إن شاء الله، أنشط لإضافة بعض الفوائد والنكت التي استفدتها من الشروح الأخرى للمتن.

وفقني الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى

ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[14 - 08 - 09, 05:57 م]ـ

بارك الله فيكم أخي المفضال أبا بكر، و مرحبا بأهل تونس الخضراء، و لعل تاريخكم المجيد بجامع الزيتونة العريق، يحفزكم أكثر لاسترجاع ذلك المجد التليد ....

و من يدري؟؟؟

لعل الله يبعث فيه الروح من جديد ....

اللهم بارك في تونس و أهلها، و ارفع بهم راية الإسلام عالية .... اللهم آمين ....

بانتظار مشاركاتك النافعة أخي أبا بكر ....

و سأكمل قريبا الأبواب المتبقية بإذن الله تعالى ...

لندخل في المذاكرة و تلخيص كل ما مضى بالسؤال و الجواب و السرد كذلك إن شاء الله، و بأسلوب شيق إن شاء الله و غير ممل ....

و ننتظر تعقيب و توجيه أساتذتنا الأماجد أمثال الشيخ البوني الشنقيطي و الشيخ عصام البشير و الشيخ أبي مالك العوضي و الشيخ أبي فهر السلفي و غيرهم كثير إن شاء الله ...

وفق الله الجميع ...

ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[15 - 08 - 09, 08:09 م]ـ

بارك الله فيك أخي أبا همام وأحسن إليك، وأسأل الله أن يتقبل دعاءك فالغربة هنا شديدة وليس الخبر كالمعيانة وإخوانكم في كرب وبلاء لا يعلمه إلا الله فأسأله تبارك وتعالى أن يعجل لنا بفرجه. آمين

وأول الفوائد: طريقتان رئيسيتان في التصنيف في أصول الفقه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير