كلمة التوحيد لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[17 - 05 - 08, 04:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
كلمة التوحيد
الحمد لله ذي الآلاء والنِّعم واهب العطاء وكاشف الضر والسَّقمِ والصلاة والسلام على سيِّدنا محمدٍ خير العُرْبِ والعجم وعلى آله وصحبه أفضل السادات والأمم وبعد
فإن كلمة التوحيد هي حق الله تعالى على العبيد وبقول: لآ إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم والعمل بمقتضاهما يدخل قائلهما دائرة التوحيد ولا يخلد في نار السعير.
قال الإمام ابن القيم في مدارج السالكين 3\ 397 - 398 (( ... التوحيد الذي دعت إليه الرسل ونزلت به الكتب وعليه الثواب والعقاب والشرائع كلها تفاصيله وحقوقه وهو توحيد الإلهية والعبادة وهو الذي لا سعادة للنفوس إلا بالقيام به علماً وعملاً وحالاً وهو أن يكون الله وحده أحب إلى العبد من كل ما سواه وأخوف عنده من كل ما سواه وأرجى له من كل ما سواه فيعبده بمعاني الحب والخوف والرجاء بما يحبه هو ويرضاه وهو ما شرعه على لسان رسوله لا بما يريده العبد ويهواه وتلخيص ذلك في كلمتين إياك أريد بما تريد فالأولى توحيد وإخلاص والثانية اتباع للسنة وتحكيم للأمر)) أهـ
وقال في 3\ 441: (( ... الطريق كلها في هاتين الكلمتين وهي معنى قولهم الطريق في إياك أريد بما تريد فجمع المراد في واحد والإرادة في مراده الذي يحبه ويرضاه فإلى هذا دعت الرسل من أولهم إلى آخرهم وإليه شخص العاملون وتوجه المتوجهون وكل الأحوال والمقامات من أولها إلى آخرها مندرجة في ضمن ذلك ومن ثمراته وموجباته
فالعبودية تجمع كمال الحب في كمال الذل وكمال الانقياد لمراضي المحبوب وأوامره فهي الغاية التي ليس فوقها غاية وإذا لم يكن إلى القيام بحقيقتها كما يجب سبيل فالتوبة هي المعول والآخية وقد عرفت بهذا وبغيره أن الحاجة إليها في النهاية أشد من الحاجة إليها في البداية ولولا تنسم روحها لحال اليأس بين ابن الماء والطين وبين الوصول إلى رب العالمين هذا لو قام بما ينبغي عليه أن يقوم به لسيده من حقوقه فكيف والغفلة والتقصير والتفريط والتهاون وإيثار حظوظه في كثير من الأوقات على حقوق ربه لا يكاد يتخلص منها ولا سيما السالك على درب الفناء والجمع لأن ربه يطالبه بالعبودية ونفسه تطالبه بالجمع والفناء ولو حقق النظر مع نفسه وحاسبها حسابا صحيحا لتبين له أن حظه يريد ولذته يطلب نعم كل أحد يطلب ذلك لكن الشأن في الفرق بين من صار حظه نفس مرضاة الله ومحابه أحبت ذلك نفسه أو كرهته وبين من حظه ما يريد من ربه فالأول حظه مراد ربه الديني الشرعي منه وهذا حظه مراده من ربه وبالله التوفيق)) أهـ
وهذا ما قرره شيخه شيخ الإسلام الإمام ابن تيميَّة في سائر كتبه ومنها ما جاء في مجموع الفتاوى ج1 ص333 حيث قال رحمه الله تعالى: " وبالجملة فمعنا أصلان عظيمان أحدهما أن لا نعبد إلا الله والثانى أن لا نعبده إلا بما شرع لا نعبده بعبادة مبتدعة
وهذان الأصلان هما تحقيق شهادة أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وأن محمداً رسول الله " أهـ
والكلام على كلمة التوحيد لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لا يستطيع متكلم أن يحيط به مهما كان شأنه [ووالله الذي رفع السماء بغير عمد لو أن متكلماً كرس عمره وأفناه وسخر كل ما يملك للكلام على كلمة التوحيد لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لما وفاها ما ينبغي أن تكون عليه وكان عمره ذلك شرف له وفخر في الدنيا والآخرة كيف لا؟! وهو يتحدث عن أحن الحسنات وأفضل الكلام وأطهر الذوات إنه يتحدث عن ربنا وحبيبنا وخالقنا الله سبحانه وتعالى فهنيئاً لمن تشرف بفهم وبيان كلمة التوحيد لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ والأمر كما قال الإمام سُفيان بن عُيينة رحمه الله تعالى حيث قال كما رواه عنه ابن أبي الدنيا والبيهقي كما في الدر المنثور للحافظ السيوطي 5\ 44قال: " ما أنعم الله على العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " أهـ]]
¥