تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالواجب إذا تركه الانسان أثم، و أما المستحب فلا، و أيضا الواجب ثوابه أكثر، فالانسان يحتسب على الله ثوابا أكثر من ثواب المستحب، و هذه نقطة قد لا يفهمها الانسان كثيرا أو يغفل عنها.

الفائدة 226

قال رحمه الله:

108 ـ ....... و أما ........ ما لم يكن بقربة يسمى

109 ـفإنه في حقه مباحُ .... و فعله أيضا لنا يباحُ

هذان البيتان يتعلقان بالذي لم يبين لنا أنه فعله صلى الله عليه و سلم على سبيل القربة، و هو ما فعله عادة أو جبلة.

أما الجبلة فلا يمكن نصفه بحكم، لا واجب، و لا مستحب، و لا مباح، لأنه جبلة، فالانسان متى جاءه النوم نام، و لا يقدر الانسان على ترك النوم أبدا، إذن لا نصف هذا، لا نقول:واجب، و لا مباح، ولا حرام من حيث هو، لكن قد نقول: إنه واجب إذا أنهكه السهر، و قد نقول: حرام.

إذا نام عن صلاة الجماعة مثلا، لكن هو من حيث هو، النوم طبيعة و جبلة، ما يوصف بحكم.

و أما ما فعله صلى الله عليه و سلم على سبيل العادة فكلام المؤلف يقتضي أنه مباح، لكن ينبغي ألا نقتصر على الإباحة، فنقول: ما فعله على سبيل العادة، ففعله مستحب، لكن لا بالعين،بل بالجنس.

مثال ذلك:

في عهد الرسول صلى الله عيه و سلم اعتاد الناسُ أن يلبسوا إزارا و رداءً و عمامة في الغالب، فنقول: كون الناس في ذلك الوقت يلبسون هذا اللباس أفضل و أحسن، لئلا يشذ الانسان عن الناس، و لئلا يكون لباسه شهرة، لكن لو أردنا أن نطبق ذلك في عهدنا الآن، و نأتي إلى الصلاة، كلُّ واحد منا لابسٌ إزارا و رداءً و عمامة،

نقول: هذا شهرة، ليس مستحبا، فالمستحب أن يلبس ما اعتاده الناسُ عندنا، و لهذا كان الصحابةُ لما فتحوا البلادَ صاروا يلبسون لباسَ الناس، لئلا يكون الانسان متميزا، يشتهر في المجالس، يقولون: فلانٌ كذا.

أو يجعلونه نكتة ينكتون به، و لهذا نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن لباس الشهرة.

إذن ما فعله على سبيل العادة فهو مستحب بالجنس، فصار ما فعله على سبيل التعبد عرفتم أحكامه، و ما فعله على سبيل الجبلّة قلنا: لا حكم له، و ما فعله على سبيل العادة قلنا: إنه مستحب، لكن بالجنس، لا بالعين.

الفائدة 227

و هنا سؤال، و هو:

هل يمكن أن يكون فيما فعله على سبيل الجبلة شيء مشروع يتعلق بهذا الجبلي؟

الجواب:

نعم، مثل هيئة النوم على الجنب الأيمن،و أذكار النوم عنده و بعده.

الفائدة 228

ثم قال رحمه الله:

110 ـ و إن أَقَرَّ قولَ غيره جُعِلْ ... كقولِه كذاك فعلٌ قد فُعِلْ

111 ـ و ما جَرَى في عصرِه ثم اطّلع .... عليه إن أَقَرَّه فلْيُتَّبَعْ

هذه ثلاثة أقسام:

القسم الأول:

إذ أقرَّ قول غيره، يقول المؤلف: فإنه كقوله لكن كقوله حكما، ليس كقوله صريحا فإقراره الجارية لما قالت: إن الله في السماء.

كقوله هو إن الله في السماء.

القسم الثاني:

إقراره الفعل كفعله حكما، لكن لا يكون مشروعا، فكونه أقرَّ الرجل على قراءة: (قل هو الله أحد) آخر كل قراءة، ليس كفعله هو، لأنه لو فعله الرسول صلى الله عليه و سلم لكان سنة و تشريعا، لكن كفعله حكما ن فلا إنكار فيه.

القسم الثالث:

و هو ما فعل في عهده صلى الله عليه و سلم و اطلع عليه، و سكت عنه، و هو عبادة فيكون غير بدعة.

و قوله: و اطلع عليه.

ظاهره أنه إذا لم يطلع فليس كذلك، و لكن الصحيح أنه يكون مشوعا أو مباحا حسب ما تقتضيه الحال، و إن لم يطلع عيه، لأن ما لم يطلع عليه الرسول صلى الله عليه و سلم فقد اطلع عليه الله عز و جل.

و بهذا انتهى هذا الفصل، و هو فصل الأفعال، و نسأل الله أن يعيننا على العلم النافع، و العمل الصالح.

***********

الحمد لله على تمام باب الأفعال .....

أحبتي في الله انتظرونا مع باب النسخ ...

أبشروا يا أصحاب ....

فالنهاية على الأبواب ...

نسأل الله التوفيق للحق و الصواب ...

ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[04 - 10 - 09, 09:07 ص]ـ

للعلم، فإننا في نهاية الشريط الخامس، و في مطلع باب النسخ القادم ببضع أسطر فقط، نكون قد باشرنا الشريط السادس، و بهذا نكون قد أتممنا 5 أشرطة كاملة من شرح الشيخ العثيمين رحمه الله، تبقى 3 أشرطة فقط، تنقضي بسرعة البرق، و لا نشعر إلا و قد أتممنا الشرح كاملا إن شاء الله، فنكون قد درسنا شرحا من أفضل الشروح لنظم الورقات بتوفيق الله، و حينها لكل حادث حديث!! ....

ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[04 - 10 - 09, 08:05 م]ـ

بارك الله فيك أخي أسامة طارق على التشجيع و المتابعة .....

آمل أن تستفيدوا من هذه المذاكرة الطيبة، و أن تعجبكم و تنال رضاكم ...

أبشروا فالأبواب المتبقية قليلة ....

ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[07 - 10 - 09, 02:45 م]ـ

للرفع ...

ـ[سفيان العباسي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 03:02 م]ـ

تسجيل متابعة

بورك فيكم

ولو تجعلها في ملف وورد منسق عند الإنتهاء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير