تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يعني رحمه الله: أنه يمتنع أن ينسخ القرآن بسنة، قالوا: لأن القرآن متواتر، أما السنة فلست متواترة، و لهذا فصل بعضهم فقال:

يجوز أن ينسخ القرآن بالسنة المتواترة، و لا يجوز أن ينسخ بالآحاد، و لكن الصحيح أنه إذا صح الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم

، و كان ناسخا للقرآن أنه يعمل به،

و لكن بشرطي النسخ، و هما:

1 ـ ألا يمكن الجمع، فإن أمكن الجمع لا نسخ.

2 ـ و أن يعلم تأخر الناسخ، فإن شككنا فيه يجب التوقف.

و على ها فنقول: الصواب أنه يجوز نسخ القرآن بالسنة إذا صحت عن النبي صلى الله عله و سلم، لأن النسخ محله الحكم، و الحكم يثبت بالقرآن و السنة، فإذا صحت عن الرسول صلى الله عليه و سلم نسخت، و مع هذا فإننا لا نحفظ إلا مثالا واحدا في قوله تعالى: (و اللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا و أصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما) النساء 16.

هذا في الذكرين يأتيان الفاحشة فيما بينهما، و هو اللواط، أمر الله أن نؤذيهما و أنهما إذا تابا و أصلحا فإننا نعرض عنهما.

ثم جاءت السنة: (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول به).

لكنّ هذا الحديث لا يتحققُ فيه الشرطُ الذي قلنا، و هو الصحة، إلا أن هذا الحديث تأيّدَ بعمل الصحابة، فقد أجمع الصحابة على قتل الفاعل و المفعول به، لكن اختلفوا كيف يكون القتل، كما نقل ذلك ابن تيمية و غيره.

الفائدة 248

و قوله رحمه الله: بل عكسه صواب.

أي: أن نسخ السنة بالكتاب هو الصواب، و الصوبُ أن النسخ يكون بالقرآن و بالسنة، بعضهما مع بعض، لكن يشترط في السنة أن تصح إلى النبي صلى الله عليه و سلم.

الفائدة 249

ثم قال رحمه الله:

121 ـ و ذو تواتر بمثله نسخ ... و غيره بغيره فلينتسخْ

قوله: و غيره، يعني: غير المتواتر.

و قوله: بغيره، يعني: بغير المتواتر.

أفادنا المؤلف رحمه الله في هذا البيت أنه يجوز نسخ المتواتر بالمتواتر، و نسخُ الآحاد بالمتواتر، و يجوز نسخُ الآحاد بالآحاد.

و لا يجوز نسخُ المتواتر بالآحاد، لأنه على كلام المؤلف لا يجوز أن يكون الناسخ أضعف، و معلم أن الآحاد أضعف من المتواتر، لكن في كلامه نظرا، و الصوابُ أن المدار على الصحة.

الفائدة 250

ثم قال رحمه الله:

122 ـ و اختار قومٌ نسخَ ما تواترا ... بغيره و عكسُه حَتْمًا يُرَى

قوله: بغيره. يعني: بغير المتواتر، يعني: ينسخ المتواتر بالآحاد.

و قوله: و عكسه حتما يرى. عكسه، أي: نسخُ الآحاد بالمتواتر.

و قوله: حتما يرى. يعني: أنه يتحتم القول به.

************

ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[19 - 10 - 09, 08:36 م]ـ

و الخلاصة الآن:

ـ أن النسخ ثابت شرعا و جائز عقلا.

ـ و أنه يشترط للنسخ شرطان:

الشرط 1: عدم إمكان الجمع، يعني أن يتعذر الجمع.

الشرط 2: أن يُعْلَمَ تأخرُ الناسخ.

ـ فإن لم يتعذر الجمع، و جب الجمع و لا نسخ، لأن النسخ يعني إبطال أحد النصين.

ـ و إن تعذر الجمع و لم نعلم المتأخر فإنه لا نسخ، إذا ماذا نصنع؟

يجب أن نذهب إلى الترجيح! فإن لم نجد المرجح، وجب التوقف!!

ـ و هل يشترط أن يكون الناسخ أعلى ثبوتا من المنسوخ؟

الصحيح أنه لا يشترط، إذا صحَّ (أي إذا صح الناسخ).

*****************

تم بحمد الله باب النسخ .....

أبشروا يا إخوتي الأفاضل ... بقيت سبعة أبواب فقط، و ننهي هذا الشرح المبارك!!

ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[19 - 10 - 09, 08:39 م]ـ

و الأبواب المتبقية هي:

1ـ باب التعارض بين الأدلة و الترجيح

2ـ باب الإجماع

3ـ باب الأخبار و حكمها

4ـ باب القياس

5ـ باب ترتيب الأدلة

6ـ باب في: المفتي و المستفتي و التقليد

7ـ فصل في الاجتهاد.

نسأل الله التوفيق و السداد .....

في القول و العمل و الاعتقاد ....

بارك الله في كل من قرأ و استفاد ....

و شارك معنا في هذا الموضوع الطيب و أفاد ...

ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[24 - 10 - 09, 08:59 م]ـ

للرفع و النفع .....

ـ[عبد الحميد الأثري الجزائري]ــــــــ[29 - 10 - 09, 11:34 م]ـ

للرفع ....

ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[02 - 11 - 09, 12:36 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير