تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[18 - 06 - 09, 09:47 م]ـ

وصايا لدارس علم الأصول

بقي معنا وصايا لدارس علم الأصول، أولا -أيها الإخوة- أي علم من العلوم لا بد فيه من التطبيق إذا طبق الإنسان -سبحان الله يعني- العلم الذي تعلمه سهل عليه فهمه وسهل عليه حفظه وصار نسيانه بطيئا، وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا فعلم النحو وعلم الطب وغيره من العلوم، إذا الإنسان يعني عرفها نظريا ثم لم يطبقها، قد يكون فيه فائدة لكن فائدته قليلة، إنسان ضبط أحكام الفاعل وأحكام المفعول وأحكام الظرف وأحكام الجار والمجرور، لكنه لم يطبقها في كلامه ففي هذه الحال تكون يعني فائدته قليلة جدا، أو إنسان عرف يعني أنواع العلل والأمراض، لكنه ما طبقها على من يصاب بها فأيضا يكون فائدته قليلة جدا فكذلك الشأن في علم الأصول لا بد فيه من التطبيق والتطبيق أن يعود الإنسان نفسه، يعود الإنسان نفسه أنه إذا سمع آية أو سمع حديث تأمله على ما عنده من قواعد أصولية، فإن كانت عامة بحث عن أداة العموم وإن كانت خاصة مثلا وأمكنه مثلا أن يدرك مثلا ما هو العام الذي اختص بها هذه الآية أو هذا الحديث، وإن كان مفهوم مثلا ذكر نوع هذا المفهوم، هل هو مفهوم صفة، هل هو مفهوم شرط، هل هو مفهوم غاية، هل هو مفهوم عدد، هل هو مفهوم من أنواع المفاهيم؟

وإن كان مثلا يعني فيه علة ذكر يعني طرق إثبات العلة وقواعد الأصول كثيرة التي يمكن الاستفادة منها في التطبيق كما في قوله تعالى مثلا: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ يعلم أن هذه الآية عامة وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ يعلم أن هذه الآية عامة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ () يعلم أن هذه عامة لأن أدوات الموصول من أدوات العموموَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا يعلم أن هذه عامة أداتها ما هي؟ من الشرطية وهكذا، أيضا الآيات الأخرى مثلا التي فيها إثبات العلية وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا () لاحظوا معي ترتيب الحكم على الوصف بالفاء أو ذكر الحكم عقيب وصفه بالفاء وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا فذكر الحكم القطع وذكر العلة ما هي ما قبل الفاء اللي هو ثبوت السرقة الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الحكم ما هو الجلد والعلة ما هي ثبوت الزنا , من بدل دينه فاقتلوه - العلة ما هي أن الحكم ما هو القتل، ما هي العلة؟ تبديل الدين، , من أحيا أرضا ميتا فهي له - ما هي ما هو الحكم ثبوت الملكية وما هي العلة، الإحياء , ومن نام فليتوضأ - ما هو الحكم ثبوت الوضوء أو وجوب الوضوء، ما هي العلة؟ حصول النوم وهكذا , من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد - , من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار - وكثيرا جدا جدا الآيات والأحاديث âفَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ التي فيها يعني شيء من هذا القبيل.

ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[18 - 06 - 09, 09:49 م]ـ

المقصود أن الإنسان يعود نفسه أنه إذا سمع مثل هذه الآيات، وهذه الأحاديث أن يتذكر القواعد الأصولية فهذا يفيد فائدة كبيرة جدا -أيها الإخوة-.

أيضا مما يحتاجه طالب الأصول التأكد من انطباق القاعدة على المسألة، فلا بد أن يتأكد أن هذه القاعدة الأصولية منطبقة على هذه المسألة المسئول عنها مثلا أو النازل أو المراد بحث حكمها، لا بد أن يتأكد منها فإن كان أمرا بحث عن صيغة الأمر، إن كان نهيا بحث عن صيغة النهي إن كان مثلا عاما بحث عن العموم، إن كان مفهوم يبحث إذا أراد أن يطبق القاعدة لا بد أن يتأكد من هذا، إن كان قياسا أراد أن يقيس فلا بد أن يتبين له مثلا الفرع والأصل والعلة، على سبيل المثال لو أردنا أن نقيس مثلا المغذي أو ما يسمى بالجلوكوز نقيسه على الأكل والشرب، ماذا نقول مثلا؟ اللي هو بالنسبة لحصول الإفطار يعني حصول الفطر به للصايم فنقول مثلا: الفرع ما هو؟ الجلوكوز المغذي، والأصل ما هو؟ الأكل والشرب الثابت بالنصوص أنه مفطر، ما هو العلة الجامع بينهما حصول التغذية بكل منهما حصول التغذية بكل منهما ما هو الحكم حصول الإفطار؟ حصول الإفطار بهما جميعا، يعني حصول الإفطار

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير