تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإن كان مثلا يعني فيه علة ذكر يعني طرق إثبات العلة وقواعد الأصول كثيرة التي يمكن الاستفادة منها في التطبيق كما في قوله تعالى مثلا: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ يعلم أن هذه الآية عامة وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ يعلم أن هذه الآية عامة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) يعلم أن هذه عامة لأن أدوات الموصول من أدوات العموموَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا يعلم أن هذه عامة أداتها ما هي؟ من الشرطية وهكذا، أيضا الآيات الأخرى مثلا التي فيها إثبات العلية (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا) لاحظوا معي ترتيب الحكم على الوصف بالفاء أو ذكر الحكم عقيب وصفه بالفاء وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا فذكر الحكم القطع وذكر العلة ما هي ما قبل الفاء اللي هو ثبوت السرقة الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الحكم ما هو الجلد والعلة ما هي ثبوت الزنا , من بدل دينه فاقتلوه - العلة ما هي أن الحكم ما هو القتل، ما هي العلة؟ تبديل الدين، , من أحيا أرضا ميتا فهي له - ما هي ما هو الحكم ثبوت الملكية وما هي العلة، الإحياء , ومن نام فليتوضأ - ما هو الحكم ثبوت الوضوء أو وجوب الوضوء، ما هي العلة؟ حصول النوم وهكذا , من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد - , من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار - وكثيرا جدا جدا الآيات والأحاديث (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) التي فيها يعني شيء من هذا القبيل.

المقصود أن الإنسان يعود نفسه أنه إذا سمع مثل هذه الآيات، وهذه الأحاديث أن يتذكر القواعد الأصولية فهذا يفيد فائدة كبيرة جدا -أيها الإخوة-.

أيضا مما يحتاجه طالب الأصول التأكد من انطباق القاعدة على المسألة، فلا بد أن يتأكد أن هذه القاعدة الأصولية منطبقة على هذه المسألة المسئول عنها مثلا أو النازل أو المراد بحث حكمها، لا بد أن يتأكد منها فإن كان أمرا بحث عن صيغة الأمر، إن كان نهيا بحث عن صيغة النهي إن كان مثلا عاما بحث عن العموم، إن كان مفهوم يبحث إذا أراد أن يطبق القاعدة لا بد أن يتأكد من هذا، إن كان قياسا أراد أن يقيس فلا بد أن يتبين له مثلا الفرع والأصل والعلة، على سبيل المثال لو أردنا أن نقيس مثلا المغذي أو ما يسمى بالجلوكوز نقيسه على الأكل والشرب، ماذا نقول مثلا؟ اللي هو بالنسبة لحصول الإفطار يعني حصول الفطر به للصايم فنقول مثلا: الفرع ما هو؟ الجلوكوز المغذي، والأصل ما هو؟ الأكل والشرب الثابت بالنصوص أنه مفطر، ما هو العلة الجامع بينهما حصول التغذية بكل منهما حصول التغذية بكل منهما ما هو الحكم حصول الإفطار؟ حصول الإفطار بهما جميعا، يعني حصول الإفطار بهما نقول قياس لأ لأن ذلك ثبت بالنص ونقول حصول الإفطار بالجلوكوز.

أحيانا -أيها الإخوة- قد يحتج أحد مثلا بقاعدة ويكون احتاجه بها في غير محله ونذكر مثالين على هذا وهو يعني ذكرهما مما يفيد إن شاء الله.

احتج بعض العلماء بقوله تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا احتج بها على وجوب الزواج، طبعا قبل هذا نقول إنه فيه قاعدة أصولية مشهورة؛ وهي الأمر بالشيء نهي عن ضده والنهي عن الشيء أمر بضده، والصحيح أن نقول: إن النهي عن الشيء أمر بأحد أضاده إذا تكرر هذا وهو أن الأمر بالشيء نهي عن ضده والنهي عن الشيء أمر بأضاده.

فبعض العلماء أراد أن يستدل على وجوب الزواج بقوله تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا فيقول في عرضه وجه استدلال، يقول: إن الله -سبحانه وتعالى- نهى عن الزنا، والنهي عن الشيء أمر بضده وهو الزواج طبعا، هناك أحاديث وردت في الحث على الزواج، "يا معشر الشباب" لكن من باب يعني الاستدلال من طريق آخر فهل هذا الاستدلال صحيح؟ لأ عند التحقيق غير صحيح لماذا؟ لأن النهي عن الشيء أمر بأحد أضاده فهو صحيح أن الآية نهي عن الزنا والنهي هنا أمر بأحد أضاده، فهو المكلف مأمور إما بالزواج وإما بالتعفف وإما بالتسري وإما إن كان هناك حالة أخرى تمنع من الزنا فهو أيضا يعني تكون حالة رابعة، لكن كون نقول: إن النهي عن الشيء أمر بهذا لا ما يعني.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير