[تحريف في"النبذ" لابن حزم رحمه الله]
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 01:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قد سبق لي أن ذكرت في مشاركة سابقة تحريفا شنيعا في المطبوع من كتاب النبذ في أصول الفقه لابن حزم الظاهري (طبعة دار ابن حزم)، حيث أدرج المحقق (محمد صبحي حسن حلاق) كلمة من كيسه في النص مما أدى إلى تحريف العبارة عما أراده المؤلف ...
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=171476
واليوم أذكر تحريفا آخر في نفس الكتاب، حصل بسبب الخطأ في الإملاء، والاستعمال الغلط لعلامات الترقيم. وأدى ذلك إلى إفساد العبارة كليّا، بحيث صارت لا معنى لها!
ففي صفحة 69 تكلّم ابن حزم عن مدلول صيغة الأمر، وأنها تفيد الوجوب، وأن صيغة النهي تفيد التحريم، وردّ على من يقول: إن الأمر يفيد الندب، وإن النهي يفيد الكراهية، فقال رحمه الله:
[النص الصحيح:]
... ومعنى الندب والكراهية: إنما هو (إن شئتَ افْعلْ، وإن شئتَ فلا تفْعل)، هذا موضوعهما في اللغة. ولا يُفهمُ من "افْعَلْ": إن شئتَ لا تفْعلْ؛ ولا يُفهم من "لا تفْعلْ": إن شئت فافعل. اهـ
هذا كلام واضح لمن يتأمله.
ودونكم النص كما جاء في المطبوع:
... ومعنى الندب والكراهية: إنما هو (إن شئتُ أفعلُ، وإن شئتُ فلا أفعلُ) هذا موضوعهما في اللغة. ولا يفهم من "أفعلُ من شئتَ": لا تفعلْ، ولا يُفهم من "لا تفعلْ إن شئتَ" فافعل. اهـ
يلاحظ أني إنما تعرضت للإملاء وعلامات الترقيم، إلا الكلمتين اللتين باللون الأحمر، فإن السياق يقتضي ما أثبتته. والله أعلم.
لكن مقصودي التنبيه على سوء استخدام علامات الترقيم الذي أفسد العبارة. فابن حزم يريد أن يقول إن صيغة النهي "لا تفعل" لا يفهم منها الكراهية التي يصح أن يقال فيها: "إن شئت فافعل". انظروا كيف ضاع هذا المعنى حين ضبطه المحقق هكذا:
ولا يُفهم من "لا تفعلْ إن شئتَ" فافعل.
وأرجوا، إن كان أحد يملك نسخة أخرى للكتاب - مخطوطة أو مطبوعة - أن يراجع الكلمتين اللتين أرى أنهما خطأ في المطبوع.
دمتم بخير ...
ـ[د. سعيد بن فاضل الولغاني]ــــــــ[03 - 07 - 09, 02:49 ص]ـ
أخيْ الكَريم؛
جَزَاكَ الله خيراً على هَذا المَوضُع؛ وفي الحَقِيقة أنني قد قَرأتُ كِتاب النبذ بِتَحقيق الحَلاق - غَفَرَ اللهُ لَهُ - مَرتين (!)، ولَم ألحَظ ما لَحَظتَ (!).