قال أبو بكر الطرطوشي (الغضب عند المناظرة منساة للحجة)
13
تفحص الكلام قبل إرساله
ينبغي على المناظر أن يدقق في الكلام الذي يريد أن يلقيه على مناظره، فيتفهم معانيه ويثبت في ذلك غاية التثبت من غير استعجال قبل إرساله، ويتفحص الكلام ومدى مطابقته للمسألة المتناظر فيها، ومايرد عليه من اللوازم، وما قد تلزمه به الحجة أو يثبت به تناقضه.
14
إنصاف مناظرك
المناظرة لا تنفع إلا مع الإنصاف، فالظلم يمنع من الاستماع و النظر و التفحص لكلام المناظر، ولاينصر الحق بمثل هذه الطريقة.
و الإنصاف دليل على حسن القصد وتلمس القصد وطلبه ولو على لسان مخالفك.
قال البقاعي (من العادة الجارية السكون إلى الإنصاف، و الرجوع إلى الحق و الإعتراف)
15
مراعاة كلام المناظر
ينبغي على المناظر أن يتأمل كلام مناظره ويحسن الإنصات إليه، ويتدبر غاية التدبر، حتى يدرك أدلة مخالفه وحججه ومدارك قوله، ويبين له بذلك فساد كلامه إن كانت مقولته خاطئة، أو صواب كلامه إن كانت مقولته حقا.
قال أبو الوليد الباجي (ويحسن الاستماع إلى كلامه، فأنه ربما بان له في كلامه مارآه له على فساده؛ فيكون له عونا على نظره)
16
ترك المداخلة و المصادرة
إذا شرع الطرفان في المنتاظرة، وبدأ أحد الطرفين بذكر حججه، فالواجب على الآخر الإنصات وعدم المداخلة على المتكلم حتى يأتي على آخر كلامه.
قال أبو الوليد الباجي (لايداخله في نوبته ويصبر له حتى يفرغ من كلامه، فإن المداخلة تذهب بالفائدة وتدعو إلى الوحشة)
17
الحرص على ود الصاحب
المناظرة تهيج دواعي الغضب، وقد تفسد ذات البين لأن في العبد طغيان للعلو، ولذلك ترى العقلاء يتدفعونها مع أصحابهم و أصدقائهم.
قال يونس الصدفي (ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته في يوما في مسألة ثم افترقنا، فإخذ بيدي ثم قال: باأبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانا و إن لم نتفق في المسألة)
18
الحذر من الشناعة على المخالف
البعض يسلم هذه الطريقة المذمومة حيلة إة إيهاما للحضور ببطلان حجج مناظره، فتراه لايذكر بطلان حججه بالإدلة و البيان، و إنما يعول على التهويل و السجع، و اللغط و الخصام.
قال الباجي (التشنيع عليه في جداله، فإن ذلك يفعله الضعفاء ومن لا إنصاف عنده)
19
بين المؤاخذة المسامحة
قال إمام الحرمين الجويني (ولا تسامح الخصم إلا في موضع يعلم يقينا ان المسامحة فيه لا تضرك، لانه طالما قيل: المسامحة في المتاظرة شؤم)
20
الإعراض عن العجب
مقصود المناظرة طلب الحق، وهداية الخلق إليه، ومن فسد قصده يطلبها للمفاخرة و المباهاة، وفي العبد طغيان العلو، و المناظرة تحرك دواعي المخيلة و العجب.
21
الاحتراز في السؤال
سؤال المخالف لايخلو إما أن يكون استرشادا، و إما أن يكون استدراجا للخصم.
قال الباجي (وينبغي للسائل ان يحترز في سؤاله عن كلام تلزمه به الحجة في أثناء المناظرة، فكثيرا مايطلق السائل سؤاله ثم يرجع عما أطلق قيقبح به)
هذا ونسأل الواحد الأحد أن يوفقنا لكثير مما ذكرنا، و أن نلتزم بصفة العلماء في الجدل و المناظرة.
و الله المستعان
أخوكم
فيصل بن المبارك أبو حزم
ـ[سامح رضا]ــــــــ[08 - 08 - 09, 10:03 م]ـ
بارك الله فيكم
جمع طيب
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[11 - 08 - 09, 07:30 م]ـ
- وفيكم يبارك الله أخي سامح