وردّ الالتفاتِ للمعاني = في مقتضَى السُّنَّةِ والقرآنِ
وهم أولوا الظَّاهرِ فالقياسُ = مُرتَّبٌ لهم عليه الباسُ
فمقصدُ الشَّارعِ عند هؤلاَ = فيما من اللفظِ الصَّريحِ يُجْتلاَ
وفِرْقَةٌ مالوا إلى المعاني = تَتَبُّعًا لكل شانٍ شانِ
فلا اعتبارَ عندهم بالظَّاهِرِ = والنَّص معْ معنى له منافِرِ
وهم أولوا الرأيِ ففي القياسِ = تعمَّقوا من دون جُلِّ النَّاسِ
فمقصد الشارع عندهم يُرى = فيما من المعنى لهم تصَوَّرَا
وجلُّهم مالوا إلى التوسُّطِ = عن حالتَيْ مُفَرِّطٍ أو مُفْرِطِ
فاعتبروا في ذلك الامْرَيْنِ = وأعملوا فيه كلا الوَجْهَيْنِ
جارينَ في الامرِ على نظامِ = به يُرى المشروعُ ذا التئامِ
وذا الذي قد أَمَّهُ الاَئِمَّهْ = وأوضحوا سبيلَهُ للأمَّهْ
وأنَّهُ الذي عليه المُعتمَدْ = فيما يُرى العلمُ بما الشرع قَصَدْ
وقَصْدُهُ يُعرَفُ من مسالك = أعلامُها واضحةٌ للسَّالك
أوَّلُها مُجَرَّدُ الاوامرْ = أو النواهي بابتداءٍ ظاهِرْ
ومَعَ تصريحٍ بذاك مغني = تحرُّزًا من تابعٍ وضِمني
والمسلكُ الثاني اعتبارُ العللِ = في الامر والنهي بحيث ينجلي
فإن تكُ العلَّةُ ممَّا عُلِمَا = بما لدى علم الأصول يُمِّمَا
اتُّبعتْ فحيث ما قد وجدتْ = فمقتضى الأمر أو النهي ثَبَتْ
وحيثما تعيَّنَتْ فيُعلمُ = بأنَّ قَصْدَ الشَّرْعِ فيما تقهم
من فعل او تسبُّبٍ مطَّلَبِ = أو عدم الفعل أو التَّسَبُّبِ
وإن تكُ العلَّةُ لم تعلم ففي = ذا الحال لابدَّ من التوقُّفِ
عن أن نقول إن قصد الشارع = فيه كذا بلا دليلٍ قاطع
إمَّا بترك الجزمِ في التعدي = بأنَّه ليس له من قصدِ
إمَّا مع الجزمِ بِهِ والقطعِ = بأنَّهُ ليس مُرادَ الشَّرْعِ
وحيثما تعارضا للمجتهد = مثل الدليلينِ التوقف اعتٌمِدْ
ومع ذا فالفرقُ شرعًا آتِ = بين التعبُّداتِ والعاداتِ
لأنَّهُ غلَبَ في العبادَهْ = تَعَبُّدًا وعكسُهُ في العادَهْ
لذاك مالكٌ له توسُّعٌ = فيما إلى العاداتِ حكمًا يَرْجِعُ
فأصلُ الاستحسان فيها أعملهْ = مثل المصالح وأعني المُرسلَهْ
وذا بعكسِ ما له معهودُ = فيما به تعبُّدٌ موجودُ
وملحظُ النفي لدى العبادَهْ = أمكن الآخرُ حيث العادهْ
والميلُ للمعنى بما التعبُّدُ = من شأنِهِ للحنفي يُسندُ
والظاهرُ ميلُهُ بالعادي = في كل حالةٍ إلى العبادي
والنفيُ الاصليُّ والاستصحاب = من هاهنا لأصله استجلاب
والمسلكُ الثالث من تنويع = مقاصد الشارع في التشريعِ
فالشرعُ ذو مقاصد أصليَّهْ = في مقتضَى الحكم وتابِعيَّهْ
وفي العبادات وفي العاداتِ = تثبتُ بالأخبارِ والآياتِ
فتابعيٌّ نصَّ أو أشيرَا = إليه أو عن ذلك استشيرَا
فإنَّه مُثبت الاصليَّهْ = موكدٌ حكمتها الحُكميَّهْ
وما كذاك شأنه ولمْ يَرِدْ = نصٌ به فإنَّه شرعًا قَصَدْ
وما يُرى يُخالفُ الجميعا = عينًا فليس مقْصَدًا مشروعا
وغير عين فيه خلف قد ظهرْ = كالعقد للتحليل أو قصد الضررْ
وتقتضى المقاصد الفرغيَّهْ = من التكاليف التعبُّديَّهْ
بشرط أن يكون إذن الشرعِ = يؤذن باقتضائها للنفعِ
وليس منه القصدُ للتعبُّدِ = بقصد أخذ النفس بالتجرُّدِ
لكي يُرى خوارقُ العادات = وأن يشاهد المغيبات
فإن هذا لم يرد في الشرع = إذنٌ به فهو حَرٍ بالمنعِ
وليس ممَّا فيه مطلوبُ النَّظَرْ = فيما من المصنوع فيه معتبرْ
فما بدا في عالم الشهادهْ = كافٍ فلا يحتاجُ للزسادهْ
فإن يكن يُطلب ذاك بالدعا = فجائزٌ لمن إليه قد سعا
والرابعُ السكوتُ عن شرعِ العملْ =أو شرع تسبيبٍ بالحكم حصلْ
إما لأن لا شيء يقتضيه = ولا له داعٍ يستدعيه
وتحت هذا تدخلُ النوازلُ = بعد الرسولِ وهو قسم شاملُ
لكل ما أجمع بعده السلف = عليه أو أجمع بعده الخلف
كالكَتب للعلمِ وجمع المصحف = وما يرى سبيل ذاك يقتفي
فذاك لا إشكال في قبوله = إذ فرعه جار على أصوله
والمقصد الشرعي فيه غرفا = بما من الجهات قبل وصفا
وإن يكن سكوته عن ذلكَ = ومقتضيه قائمٌ هنالكَ
ولم يقرَّر فيه حكمٌ زائدُ = على الذي كان به يُعاودُ
فذا سكوت الشرع كالنَّص على = أن قصده في الامر أن لن يبدلا
لا بزيادة ولا نقصانِ = وذاك أثر واضح البرهانِ
مثل سجود الشكر عند مالك = لو كان لم تلف له من تارك
ومثله توفرُ الدواعي = عليه من ناقل أو من داعِ
وأنه أصلٌ مفيدٌ في النَّظرْ = عليه إسقاط الزكاة في الخضرْ
وبعضهم ردَّ على التفصيل = لمقتضاه العقد للتحليل
كتاب الأدلة الشرعية
(والحمد لله رب العالمين)
ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[03 - 01 - 10, 12:15 ص]ـ
عفوًا ... ما تمَّ تفريغه لحد الآن من جانبي ليس نصف الكتاب كما ذكرت في المشاركة السابقة، وإنما المقدمات الثلاث عشر، وكتاب المقاصد كله، وكنت قد توهمتُ أني فرّغت كتاب الأحكام وليس كذلك.
بالعدّ هو 1080 بيتًا تم تفريغه من جملة حوالي 3000 بيتًا يعني أكثر من ثلث المنظومة (36%).
ـ[أبو منار ضياء]ــــــــ[03 - 01 - 10, 07:11 م]ـ
لقد قال الشيخ الفاضل خلدون كلمته ونقش لنا جهدا وفضلا
فاسعموا يا أهل الملتقى
أن العمل الذي قام به " عمل الكبار " وهو في سطور أعالي الكبار
" وعمل من تربى على حب إخوانه والبذل للعلم والعلماء " وهو قدوة لذلك
فأنت يا شيخ خلدون بهذا العمل
تلجم الألسنة على أن تقول أي شيء
لكنني أعلم أنك من خيار طلبة العلم وأنك من خيار من يمتثل هدي النبي صلى الله عليه وسلم ـ نحسبك كذلك ـ
وإن رسولنا الكريم أخبرنا بأن من صنع لنا شيئا، ولم نقدر على مكافئته أن يكون المكافئة بقولنا " جزاك الله خيرا " " فجزاك الله خيرا
ولك حق علينا الدعاء في ظهر الغيب
تقبل الله لك كل طاعة وأكرمك بكل بخير ورحم والديك
ونحن في انتظار المزيد
ودمتم بيسر وعافية
¥