تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من لها من أهل الأصول]

ـ[ظافر الخطيب]ــــــــ[02 - 12 - 09, 08:26 م]ـ

مالفرق بين خلاف الأولى وخلاف السنة؟ أرجو التوضيح بالدليل والتمثيل وذكر المراجع أن امكن

ـ[النقاء]ــــــــ[02 - 12 - 09, 10:48 م]ـ

أستاذي لو ذكرت لنا عبارات تشتمل على هذين المصطلحين، مع ذكر مراجعها، فإنه سيقرب المنال ويعجل بمطلوبك.

بوركتم

ـ[أبو أسامه]ــــــــ[02 - 12 - 09, 10:57 م]ـ

..

أنا أفيدك بالنقل؛ من شرح الروضة للدكتور / مسلم الدوسري - حفظه الله - حيث قال:

.. الجمهور اقتصروا على هذه الأقسام الخمسة والحنفية اقتصروا على هذه الأقسام السبعة، إلا أن بعض الأصوليين قد ذكر أقساماً وأنواعا أخرى سوى هذه الأقسام، فنجد مثلاً ابن السبكي في كتابه (جمع الجوامع) قد أضاف إلى أقسام الحكم التكليفي نوعا أو قسما آخر سماه (خلاف الأولى)، وهو في الحقيقة يرجع إلى القسم المعروف بالمكروه.

ونجد أيضا أن هناك من أضاف قسما آخر وسماه (العفو) ونسب ذلك إلى بعض الشافعية ...

وقال الدكتور مسلم الدوسري في موضع آخر:

* مسألة: الفرق بين المكروه وخلاف الأولى.

نلحظ على ألسنة كثير من الفقهاء في مؤلفاتهم وفتاويهم أنهم كثيرًا ما يعبرون بقولهم هذا الأمر خلاف الأولى، فتجدهم مثلاً يقولون في ترك صلاه الضحى عندما يسألون عن صلاه الضحى فيقولون تركها خلاف الأولى، ويفرقون بينها وبين المكروه - بمعنى لم يقولوا ترك صلاه الضحى مكروه وإنما قالوا بخلاف الأولى، إلا إن الأصوليين لم يبحثوا هذا الفرق، وإنما اعتبروا خلاف الأولى مرادفا للمكروه أو نوعا من أنواعه.

من أوائل من تكلم عن الفرق بين خلاف الأولى والمكروه هو ابن السبكي في كتابه جمع الجوامع، فقد فرق بين المكروه وخلاف الأولى، وجعل خلاف الأولى نوعا سادسا من أنواع الحكم التكليفي، وقال إن الحكم التكليفي واجب ومندوب ومباح ومكروه وخلاف الأولى ومحرم، فجعل خلاف الأولى نوعا سادسا من أنواع الحكم التكليفي، وقال إنه ينبغي أن يكون تقسيم الجمهور بهذه الصورة، حقيقة الخلاف في اعتبار خلاف الأولى في هذه المسألة لابد أن نوضح في هذا أن الفقهاء لهم أيضا تعريف أو إشارات إلى تعريف خلاف الأولى، ومن خلال هذا يمكن أن نصل إلى: هل هناك فرق بين خلاف الأولى والمكروه.

الفقهاء يعرفون خلاف الأولى بأنه بما ليس فيه صيغة نهي مقصودة، وبهذا يفرقون بينه وبين المكروه، فيقولون إن المكروه ما كان فيه صيغة نهي مقصودة.

وفي هذا السياق يقول الزركشي في كتابه بحر المحيط (وفرَّق معظم الفقهاء بين خلاف الأولى وبين المكروه أن ما ورد فيه نهي مقصود يقال فيه مكروه وَ ما لم يرد فيه نهي مقصود يقال فيه خلاف الأولى ولا يقال مكروه)، وأيضا يقول – رحمه الله – (وأن الفقهاء يعدون خلاف الأولى واسطة بين الكراهة والإباحة، يعني أمر متوسط بين الكراهة والإباحة).

ويقول إمام الحرمين في هذا (التعرض للفصل بينهما - يقصد بين المكروه وخلاف الأولى - مما أحدثه المتأخرون، ثم ذكر تعريفهم له وقال المراد بالنهي المقصود أن يكون مصرحا به، كقول الشارع لا تفعلوا كذا ونهيتكم عن كذا، بخلاف ما إذا أمر بمستحب فإن تركه لا يكون مكروها يعني - يكون في خلاف الأولى).

فبناء على هذا يتلخّصُ لنا أنَّ مَنْ فرَّق بين المكروه وخلاف الأولى فرَّق من جهة أن المكروه كل ما ورد فيه صيغة نهي مقصودة فهذا نعبر عنه بالمكروه مثل: ورد صيغة نهي في الطلاق (أبغض الحلال إلى الله الطلاق) فنقول إنه مكروه، ومثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ القرآن تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} قلنا إن هذا صرف من التحريم إلى الكراهة، فعلى هذا نقول مكروه ولا نقول بخلاف الأولى، لأن السؤال عما لم يرد بشأنه نص من الشرع هذا نقول مكروه ولا نقول خلاف الأولى. وتكون صيغة النهي المقصودة هذه غير جازمة، لأنه لو كانت جازمة كان محرمًا.

وما لم يرد بشأنه صيغة نهي مقصودة فإنه يكون من قبيل خلاف الأولى، والمقصود بهذا الشيء من الأمور الذي فعله خير من تركه، فلو تركه الإنسان فإنه يكون مذموما تركه في هذه الحالة، وحينئذ لم يرد في شأنه صيغة نهي مقصودة فنقول إن تركه خلاف الأولى مثلا صلاة الضحى تركها لم يرد بشأنها صيغة نهي مقصودة، يعني لم يرد نص ينهى عن صلاه الضحى وإنما ورد نص بفعلها، لكن لم يرد نص بعدم أو نهي عن تركها .....

نشير هنا إلى أن الدافع إلى أن الفقهاء عندما جعلوا مسألة خلاف الأولى نوعا خاص يغاير المكروه دعا لذلك بحثهم التفصيلي للأحكام الفقهية، لأن الفقهاء يعتنون بالبحث التفصيلي للأحكام الفقهية، بخلاف الأصوليين فإنهم لم يحتاجوا إلى البحث التفصيلي للأحكام الفقهية إنما يحتاجون إلى البحوث الإجمالية للأحكام الفقهية، فلذلك لم يعتنوا بالتفريق بين خلاف الأولى والمكروه وهذا هو السبب لاعتناء الفقهاء وعدم اعتناء الأصوليين بهذا الأمر، إضافة إلى هذا: أن التفريق بين خلاف الأولى والمكروه تفريق اصطلاحي، والعلماء جَرَوا على أنه لا مشاحة في الاصطلاح .... (انتهى كلامه - حفظه الله -).

....

أتمنى أنّي قد أفدتك.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير