تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - قروي - نسبة إلى القيروان- اهتموا بتمحيص الروايات وتصحيح النقول وضبط المفردات، ولم يهتموا كثيرا بالاستدلال لبعد بيئتهم عن الجدل والحجاج، ولغلبة المذهب المالكي على هذه الديار.

2 - وعراقي لم يهتموا بألفاظ المدونة وإنما حاذوها ونسجوا على ترتيبها، واهتموا بالاستدلال والتأصيل لغلبة الحجاج والجدل على أهل العراق.

غير أن من جاء بعدهم رأى نفسه قاصرا عن تلك المنزلة فاكتفى بالروايات الجاهزة، ولم يكن هذا خصيصة المالكية فحسب، بل إن هذا الأمر استشرى في جميع المذاهب الإسلامية، لما دخل الفقه الإسلامي طور الركود- على حد تعبير العلامة الحجوي رحمه الله -، وخلد الناس إلى التقليد وشاعت المختصرات، وظهرت دعوى غلق باب الاجتهاد، هذا الواقع غدته أمور كثيرة أهمها:

- ارتباط المذاهب بالحياة السياسية، فلم يكن يحظى عند الأمراء إلا فقهاء المذاهب، وقد نال المغرب حظه من هذا الصراع بين ثلاثة مذاهب: المالكي يدعمه الأمويون بالأندلس، والحنفي يدعمه بنو العباس بالمشرق إلى الجزائر، والجعفري يدعمه بنو عبيد.

- العكوف على المختصرات، لارتباط المناصب القضاء والإمامة والفتيا بالفقه المذهبي.

- دعوى غلق باب الاجتهاد إما سدا للباب على المتسلقين، أو للتحاسد المستشري بين أهل العلم، أو حفظا لحوزة الدولة من المناوئين، لأن لكل شوكة سياسية دعوة دينية تتدثر بها لتحقق مآربها بها مستمدة مشروعية وجودها منه، إضافة إلى ضعف الهمم.

و الاختصار رام أمورا عديدة منها:

- تسهيل حفظ الفروع الفقهية على الطلبة بالتخفيف من الأدلة.

- إعداد مدونات يسهل الرجوع إليها للقاضي والمفتي، فهذه المختصرات أشبه ما تكون بالمدونات القانونية في زماننا.

- صيرورة هذه المختصرات هي الفقه، ولا يكون الفقيه فقيها حتى يوغل في الاختصار.

والذي حدث أن الفروع التي كتبت مختصرة وكان مبناها على الأحاديث الضعيفة، وعلى المصلحة، والاستحسان، والذرائع، والعرف، وغيرها من الأصول غير الثابتة تغيرت فلم تعد صالحة للعصور التالية، لأن الأمر يحتاج إلى النظر في الأصول مرة أخرى لننتج فقها جديدا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مع اعتبار هذه المتغيرات المصلحة وغيرها مما ذكرنا، وهذا هو المقصود بالتجديد عند علماء الأمة الربانيين، وإلا حكم على الفقه والشريعة بالجمود، وهذا ما حصل فإلى الله المشتكى.

للموضوع بقية. وحسبي إثارة النقاش في هذه المداخلة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير