تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فاذا كانت الصور المدركة بخصائصها الهندسية عبر الحواس تأخذ في أذهاننا أشكالا معينة يبقى السؤال المطروح هل هذه الأشكال قائمة في عضو مادي أو في صورة ميتافيزقية مجردة عن المادة؟ خصوصا اذا علمنا أن الذرات بعوالمها المطلقة اللا متناهية هي في حركية وتجدد مستمرين ومعها خلايا الانسان وذلك في أقل من أجزاء من المليون في الثانية باسترسال دائم.

وكل مظاهر الكون بخصائصه الفريدة والمرتبطة بالمادة يستقرأها العقل بقرائنها وقياساتها وأبعادها المختلفة بتجدد دائم غير منقطع فيميز ويوازن ويحكم ويدرك.

وكما بين العلم أن الخط الفاصل للوجود المادي هو الكواركات وبعد هذه النقطة الفاصلة لا يمكن التعبير عن كل الأشياء الموجودة الا باعتبارها أنها طاقة، ويبقى التصور النظري بعد هذه الحدود بحاجة الى اثباث، لكن المثير حقا هو هذه الظواهر اللا محدودة والمتغيرة وهي في حقيقتها تفاعلات عميقة تحدث في محيط الذرة ومجالاتها فتجعل مواصفات معينة ودقيقة ولولاها ما رأينا هذه النظم المودعة في الكون بهذه الدقة وهذه المواصفات التي لا تنتهي الى حد.

والعقل مطلقا -في سموه - كما ذكرت له المحل الأرفع الخالي من كل الشوائب والارهاصات متتبع لهذه المجريات يعتريه احساس عميق بوجوده الحقيقي في مكان حقيقي وهذا يدل على أنه القيمة الحقيقية في الوجود بغض النظر عن عمليات الدماغ بكل أجزاءه وصوره

وهذه القيمة الحقيقية لا تفارقه في كل المراحل الارتقائية المعرفية

وهي ليست مجرد مكتسبة بل ضرورية ولازمة لأنها لا تهدم.

ولا يعكر صفو العقل الا أوهام الحواس والخيالات لذا فالمعرفة القلبية هي المعرفة العقلية في سموها وارتقاءها بتصفية نوازعها وهي معادلة برهانية ايجابية لا تخطئ في تمييزها بين الحق والباطل ولها فاعلية مؤثرة.

ولعل التجربة التي عاشتها تلك السيدة التي أخبرها الأطباء بعد الكشف عن مرضها الخطير بعد

فحوص دقيقة مخبرية وأخبروها عن قرب موتها فالتجأت الى باريها فأشفاها الله شفاءا تاما

وبينت الفحوص ذلك فحار الأطباء، فماذا يمكن القول وماذا حدث على المستوى المادي وماذا يقول أصحاب النظريات الحسية؟

فهذه التجربة بينت أننا نحمل في أعماقنا-المحل الأرفع- أو الروح ما يفعل المادة والخلايا والتي هي في تفاعل وتجدد دائم فتنقيها وتطهرها وتشفيها وتسمو بها الى الصفاء والنور باتباعها السبل الصحيحة.

ومنها الأبحاث المتعلقة بميكانيكا الكم وهو من فروع علم الفيزياء وهذا العلم يبحث في أدق جزئيات الذرة، علما أن هذه الأبحاث بنفقاتها الهائلة تهدر حقوقا ملحة وتفقد التوازن والعدالة على المستوى الكوني.

وهو سبحانه لا يعزب عنه شيئا من مثقال ذرة ولا أدنى من ذلك وأصغر.

والله هو الهادي الى الرشد، فالاسلام هو دين الحق

والرحمة للعالمين وكل من في الأرض يجب أن تبلغه رسالة

الاسلام بعلومه المكينة والمهيمنة، وحقه الصادع، ومقاصده الرحيمة

ومبادئه السامية التي فيها الخير والصلاح والعدل للأفراد والناس والمجتمعات.

والمنهج الأصولي يبني في منهجيته الأدوات التي نستعملها لفهم خطاب الوحي والواقع لذا أرى أنه من الضروري عليه أن يستوعب الأبعاد القيمية والخلقية والعلمية

لأن الغاية من الدين تهذيب الخلق بمداركه ومكنوناته، وأنسنة الانسان فلا يخطئ أو يزل ويكون المنهج بذلك قد ترقى في مباحث أوسع وضوابط بدل التعمق في مباحث قد تفضي الى التظنن، و من الأسس الدامغة التي تتراءى من الاستقراءات المحكمة هناك التباين والاختلاف والتمايز والتعدد والاختلاف وهي سنة ماضية لها غايات اثراء الحياة البشرية على بينة من الحق من خلال التفاعل والتعاون، وتقريب شقة الخلاف بين المجتهدين لاثراء الثراث وفق المشارب المختلفة والتمييز بين الثابث والمتغير، والجمع بين أصول الحكم وجوامع العلم.

عمرالريسوني من آل البيت الشريف

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير