تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[البدعة وأحكامها عند العلامة عبد الحميد ابن باديس الجزائري رحمه الله تعالى]

ـ[العاصمي الجزائري]ــــــــ[13 - 03 - 10, 05:42 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوتي الكرام: هذا بحث ماتع لشيخنا الفاضل أبي عبد الله محمد حاج عيسى الجزائري حول البدعة وأحكامها عند العلامة ابن باديس أسمخ لنفسي بوضعه بين يديكم عسى أن يجيب عن بعض التساؤلات التي تثار هنا وهناك عن حقيقة موقف الامام رحمه الله من مثل هذه المسائل فانبرى له شيخنا الحبيب- زاده الله توفيقا - فجلى عن وجهه الناصع غبار السنين وعرضه على المهتمين في أبهى صورة سماء صافية ليس دونها غمام فلتتفضلوه مشكورين ...

[البدعة وأحكامها عند العلامة عبد الحميد ابن باديس الجزائري رحمه الله تعالى]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فهذه نصوص للعلامة ابن باديس رحمه الله في بيان البدعة وأنواعها وذمها والرد على شبهات المتمسكين بها رتبناها وأضفنا اليها العناوين التي تدل على مضمونها نسأل الله أن ينفع بها

حقيقة البدعة

قال في الآثار (5/ 154) ((البدعة كل ما احدث على أنه عبادة وقربة ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فعله وكل بدعة ضلالة))

وقال رحمه الله (1/ 224) ((من أبين المخالفة عن أمره صلى الله عليه وسلم وأقبحها الزيادة في العبادة التي يتعبد الله بها على ما مضى من سنته فيها واحداث محدثات على وجه العبادة في مواطن مرت عليه ولم يتعبد بمثل ذلك فيها وكلا هذين زيادة واحداث مذموم يكون مرتكبه كمن يرى أنه اهتدى الى طاعة لم يهتد اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبق الى فضيلة قصر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها وكفى بهذا وحده فتنة وبلاء ودع ما يجر اليه من بلايا أخرى))

أنواع البدع

أولا: البدع الحقيقية

قال رحمه الله في الآثار (87/ 1) ((من الناس من يخترع أعمالا من عند نفسه ويتقرب بها الى الله مثل ما اخترع المشركون عبادة الاوثان بدعائها والذبح عليها والخضوع لديها وانتظار قضاء الحوائج منها وهم يعلمون أنها مخلوقة مملوكة له وانما يعبدونها-كما قالوا-لتقربهم الى الله زلفى .... وكما اخترع طوائف من المسلمين الرقص والزمر والطواف حول القبور والنذر لها والذبح عندها ونداء أصحابها وتقبيل أحجارها ونصب التوابيت عليها وحرق البخور عندها وصب العطور عليها فكل هذه اختراعات فاسدة ليست من سعي الآخرة الذي كان يسعاه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده فساعيها موزور غير مشكور))

و قال في الآثار (5/ 155) ((الأوضاع الطرقية بدعة لم يعرفها السلف ومبناها كلها على الغلو في الشيخ والتحيز لأتباعه الشيخ وخدمة دار الشيخ وأولاد الشيخ الى ما هنالك من استغلال واذلال واعانة لأهل الاذلال و الاستغلال ومن تجميد للعقول واماتة للهمم وقتل للشعور وغير ذلك من الشرور))

ثانيا: البدع الاضافية (تقييد العبادة)

قال في الآثار (2/ 57) ((ان ما ورد من العبادة مقيدا بقيده يلتزم قيده وما ورد منها مطلقا يلتزم اطلاقه فالآتي بالعبادة المقيدة دون قيدها مخالف لأمر الشرع ووضعه والآتي بالعبادة المطلقة ملتزما فيها ما جعله بالتزامه كالقيد مخالف كذلك لأمر الشرع ووضعه وهو أصل في جميع العبادات))

ومنه قال رحمه الله عن تقييد زيارة القبور في وقت معين (3/ 235) ((وكذلك التوامها في وقت مخصوص بشكل مخصوص كما تلتزم الطاعات التي فرضها الشارع وجعل لها أوقاتا فان هذا ليس مما يتسع له صدر الدين ولا مما كان في عهد السلف الصالحين ولاسيما مع التكلف الذي كثر من يرتكبه بالزام وبغير الزام))

أحكام البدعة

أولا: البدعة غير مقبولة

قال رحمه الله في الآثار (1/ 370) ((مرجع الاسلام في أصوله وفروعه الى القرآن وهو وحي من الله والى السنة النبوية وهي وحي أيضا لقوله تعالى ((وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى)) وكل دليل من أدلة الشريعة فانه يرجع الى هذين الأصلين ولا يقبل الا اذا قبلاه ودلا عليه وكل شئ ينسب الى الاسلام ولا أصل له فيهما فهو مردود على قائله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ((من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد))))

ثانيا: البدعة كلها ضلالة وصاحبها آثم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير