تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال رحمه الله في الآثار (3/ 275) ((ان الذي ابتدع مثل هذه البدعة التي هي تقرب فيما لم يكن قربة كأنه يرى أن طاعة الله تنقث هذه الشريعة فهو يستدركها وأن محمدا صلى الله عليه وسلم خفيت عليه قربة هو اهتدى اليها أو لم تخف عليه ولكنه كتمها وهذه كلها مهلكات لصاحبها فلا يكون ما أوقعه فيها من ابتداع تلك التييحسبها قربة الا محرما وقد قال مالك فيما سمعه منه ابن الماجشون ((من ابتدع في الاسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لأن الله يقول ((اليوم أكملت لكم دينكم)) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا)) وهذا من جهة النظر المؤيد بكلام مالك وأما من جهة الأثر فقد جاء في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته ((أما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)) وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من دعا الى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهمشيئا ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا)) ووجه الدليل من الحديثين أنه سمى في الحديث الأول البدعة شرا وضلالا فعم ولم يخص وأثبت الاثم لمرتكب الضلالة والداعي اليها والاثم لا يكون الا في الحرام فيكون النظر هكذا كل بدعة ضلالة وكل ضلالة يؤثم صاحبها فكل بدعة يؤثم صاحبها وكل ما يؤثم عليه فهو حرام فكل بدعة حرام))

ثالثا: المبتدع لا يستحق أن يقتدى به

قال رحمه الله في الآثار (320/ 1) ((فالذين أحدثوا في الدين مالم يعرفه السلف الصالح لم يقتدوا بمن قبلهم فليسوا أهلا لأن يقتدي بهم من بعدهم فكل من اخترع في الدين ما لم يعرفه السلف الصالح فهو ساقط عن رتبة الامامة))

شبهات أهل البدع

أولا: قولهم أين الدليل على البدعية؟

قال رحمه الله (295/ 3) ((الاستدلال بترك النبي صلى الله عليه وسلم أصل عظيم في الدين والعمل النبوي دائر بين الفعل والترك ولهذا تكلم علماء الأصول على تركه كما تكلموا على فعله وقد ذكرنا جملة من كلامهم فيما قدمنا غير أن تقرير هذا الأصل الذي يهدم بدعا كثيرة من فعل ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم مما يتأكد مزيد تثبيته وبيانه اذ بالغفلة عنه ارتكبت بدع وزيدت زيادات ليست مما زيدت عليه في شئ))

وقال رحمه الله في حكم قراءة القرآن على الموتى عند الاحتضار وعند الدفن وبعده (3/ 273) ((واذا كان ترك القراءة هو السنة فالقراءة قطعا بدعة اذ ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم من القربات ففعله سنة وما تركه مما يحسب قربة مع وجود سببه فتركه هو السنة وفعله قطعا بدعة

والقراءة في هذه المواطن الثلاثة التي حسب أنها قربة قد وجد سببها في زمنه فمات الناس وشيع جنائزهم وحضر دفنهم ولم يفعل هذا الذي حسب اليوم قربة ومن المستحيل شرعا أن يترك قربة مع وجود سببها بين يديه ثم يهتدي اليها من يجئ من بعده ويسبق هو الى قربة فاتت محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح من أمته ولا يكون الاقدام على احداث شئ للتقرب به مع ترك النبي صلى الله عليه وسلم له مع وجود سببه الا افتئاتا عليه وتشريعا من بعده وادعاء ضمنيا للتفوق عليه في معرفة ما يتقرب به والحرص عليه والهداية اليه فلن يكون فعل ما تركه والحالة ما ذكر من المباحات أبدا بل لا يكون الا من البدع والمنكرات))

ثانيا: الاستدلال بحديث السنة الحسنة

قال (1/ 386) ((علمنا أن المراد بمن سن سنة حسنة هو من ابتدأ طريقا من الخير في أعمال البر والاحسان وما ينفع الناس في شؤون الحياة ولا يشمل ذلك ما يحدثه المحدثون من البدع في العبادات من الزيادات والاختراعات اذ الزيادة على ما وضعه الشرع من العبادات افتئات عليه واستنقاص له وهذه هي البدعة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم ((كل بدعة ضلالة))))

ثالثا: قولهم نيتنا حسنة

قال (2/ 65 - 66) ((وكثيرا ما يرتكبون البدع كدعاء المخلوقات وكالحج الى الأضرحة وايقاد الشموع عليها والنذر لها وضرب الدف في بيوت الله وغير هذا من أنواع البدع والمنكرات ويتوكئون في ذلك كله على ((انما الأعمال بالنيات))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير