[الحروف المقطعة في أوائل بعض السور من المحكم لا من المتشابه ..]
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[28 - 05 - 08, 09:13 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
خاض الناس في الحروف المقطعة قديما وحديثا بالحق وبالباطل ...
وقد استقر في أفهام الناس أن هذه الحروف من المتشابه وضربوها مثلا لإمكان الله تعالى أن يخاطبنا بما لا معنى فيه ...
وقد تفرق المبطلون إلى فريقين كبيرين:
-من لا يرى فيها أي معنى فهي حشو أو ألحقت بالقرآن وليست منه كما ذهب بعض المستشرقين حين زعموا أن تلك الحروف هي رموز لاسماء الصحابة ميزوا بها نسخهم عن نسخ غيرهم .. فلما جمع القرآن اعتقدوا أنها منه فأدرجت فيه-الإدراج هنا بالمعنى الحديثي-!!!
-وفريق آخر بالغ حتى تفوهوا بما لا يعقل .. فقد زعم بعض الصوفية مثلا أن أسرار العالم كله قد تكون في حرف واحد .. فقالوا -مما قالوه- أن الأسرار كلها في الكتب المنزلة،وأسرار الكتب المنزلة في القرآن، وأسرار القرآن في الفاتحة (لو وقفوا هنا لكان له وجه لكنهم زادوا .. ) وأسرار الفاتحة في البسملة،وأسرار البسملة في "بسم "
وأسرار بسم في "الباء"!!!!
كيف تكون أسرار الجبروت والملكوت كلها في الباء التي يتلفظ بها في جزء من الثانية!!
التحقيق في هذه الحروف أنها محكمة لا متشابهة ... ومن ادعى وصفها بالمتشابه إما أن يكون مستعملا مصطلح التشابه في غير معناه أو معتقدا في هذه الحروف ما لا مسوغ له .. وتفصيله:
أن القوم لم يفرقوا بين "المعنى" و"الوظيفة"،أو بين "الدلالة" و"الحكمة" ... فتكلموا عن المتشابه لما لم يتبينوا الوظيفة أوأشكلت عليهم الحكمة ... لكن عدم معرفة الحكمة لا يجعل الشيء متشابها ..
وإلا ستكون الشريعة في معظمها متشابهة: هل نعلم الحكمة من السجود على السبع وليس على الخمس وهل نعلم الحكمة من إفراد الركوع وتثنية السجود؟ وهل نعلم الحكمة من الطواف بعدد مخصوص في وقت معلوم؟ وهل نعلم الحكمة من قضاء الصوم وعدم قضاء الصلاة بالنسبة للحائض؟
.. وغيرها ...
والمسائل التعبدية يضبطونها عادة بعدم العلم بالحكمة أو العلة .. ومع ذلك لم يقولوا إنها متشابهة ..
هل للحروف المقطعة من معنى؟
نعم إن لها معنى محكما واضحا: إنه الدلالة على الأصوات المعبر عنها بالحروف .. ألم:هي ثلاثة حروف ألف-لام-ميم .. وهذه الحروف معلومة عند الناس حتى الأطفال في معاهدهم الدراسية الأولى. كهيعص هي خمسة حروف الكاف والهاء والياء والعين والصاد.
بل إن" ألم" في مطلع البقرة أوضح من "ألم"في مطلع سورة الشرح .. فهنا قد يقال: هل الاستفهام حقيقي على ظاهره أم خارج عن ظاهره ... فإن كان الثاني فهل يدل على الإنكار أو التقرير أو الامتنان أو غير ذلك ... بينما " ألم" في مطلع البقرة لا تثير هذه الإشكالات فهي حروف ثلاثة فقط ...
فكيف يقال بعد هذا إنها من المتشابه ...
لعل مقصودهم انهم لم يتبينوا الوظيفة الخطابية .. وبالفعل فقد كثرت التفسيرات والتوجيهات فمن قائل إن الغرص منها هو المحاججة والتحدي ومن قائل إن الغرض هو البيان بالقسم ومن قائل إن الغرض هو التنبيه على مادة القرآن (وغيرها من الأقوال تجدها في تفاسير الناس .... ) لكن هذا الاختلاف لا يجعل منها متشابهات .. فمهما قيل أو سيقال ستظل هذه المقطعات دالة بالمطابقة على بعض الحروف العربية ... الالف والميم والسين والقاف والهاء ....
باختصار: هذه الحروف دلالتها على الأصوات المخصوصة ظاهرة، فهي محكمة من هذه الجهة .. والحكمة منها لا يعلمها إلا الله فهي متشابهة من هذه الجهة ويمكن الاجتهاد والترجيح بين الأقوال .. مع اعتبارها قبل كل شيء حروفا من حروف اللغة العربية .. وعدم اعتبارها كذلك تحريف قبيح لا يجوز مثله.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[30 - 05 - 08, 12:24 ص]ـ
أخي الحبيب استمع -بارك الله تعالى فيك-
http://www.tahhansite.com/pages/B.htm