الخطأ الثالث أنك وقعت في مظلمة جديدة في حق الرجل وهي انك جزأت كلامه واقتطعت منه ما يوافق هواك دون بقيته تماما كالرجل الذي اعتقد رأيا في مسألة اجتهادية في صحيح البخاري وكان صاحب دار نشر فطبع صحيح البخاري ناقصا حتي لا يعلم الناس بالاحاديث التي تخالف رأيه فعاتبه بعض العلماء في ذلك فقال اردت الدفاع عن القول الحق!!!
تماما كما فعلت انت الان فقول الصحابي اقول مرارا وتكرارا اما ان يكون مرفوعا او في حكم المرفوع فهذا حجة باتفاق واما ان يكون في المسائل التكليفية الاجتهادية فقوله ليس بحجة
فقول الصحابة علي نوعين
الاول المرفوع وما في حكمه وهو حجة
والثاني المسائل الاجتهادية وقوله فيها ليس بحجة
وانت اخذت القول الثاني واسست عليه انكار حجية قول الصحابي مطلقا وقلت لا يقبله منفردا او وافقه غيره
واكرر هذا قول الجديع وأنقله لك من كتابه بنصه (خلاصَةُ القولِ في حجيَّةِ مذهبِ الصَّحابيِّ:
1 - أعلاهُ قوَّةً ما كان من قبيلِ (الإجماعِ السُّكوتي). وتبيَّن في الإجماعِ أنَّه ليسَ بحُجَّةٍ، فما كان دونهُ من مذاهب الصَّحابةِ أولى أن لا يكونَ حُجَّةً، وإنَّما منزلةُ تلك الأقوالِ أنَّها في أعلى درجاتِ أقوالِ المجتهدينَ، لأنَّ المجتهدينَ من الصَّحابةِ فوقَ من جاءَ من بعدِهِم، فمُراعاةُ اجتهادَاتِهِم مع نَدْرَةِ الخطإِ فيها مُقارنةً بمن بعدَهُم أولى، وهذا الَّذي جرى عليهِ عملُ عامَّةِ أهل العِلمِ بعدَهُم، من قالَ: هيَ حجَّةٌ، ومن قالَ: ليسَتْ بحُجَّةٍ.
2 - استثناء:
وأمَّا تفسيرُهُم للنُّصوصِ من الكتابِ والسُّنَّة من جهةِ ماتدلُّ عليه ألفاظُها في استعمالِ اللِّسانِ؛ فهوَ حُجَّةٌ، وهو أعلى وأقوَى ممَّا يُذكرُ عن آحادِ أئمَّةِ اللُّغةِ بعدَهُم، لأنَّهُم كما لا يخفَى أهلُ اللِّسانِ، فكيفَ وقدِ انضمَّ إلى ذلكَ معرفَتُهُم بمُرادِ الشَّارعِ فيما يستعملُه من تلكَ الألفاظِ؟ وهذا غيرُ الآراءِ في المسألةِ الفِقيَّةِ الَّتي تُستفادُ بالرَّأي والنَّظرِ.
** هذا القسم الثاني رقم 2 هو ما لم تذكره حتي توهم القراء انه يرفض حجية قول الصحابي جملة انظر يا صاحبي كيف أني نقلت كلام ابو حازم الكاتب كاملا لئلا أوهم القارئ وأنت نقلت نصف كلام الجديع ولا حول ولا قوة الا بالله ولا اتهمك كما تتهمني ولكن اقول لعلك لم تقف عليه
فليكن لك من هذا الموقف عبرة في امانة النقل
الخطأ الرابع قلت ان كلامي متناقض لاني قلت لراجح والله أعلم أن قول الصحابي الواحد إذا لم يتنشر لا يكون ملزماً لأمور ... وقد قلت قبله ورأي الشيخ لا يخرج عن اقوال الائمة الاعلام
والترجيح متعلق بقول الصحابي اذا لم ينتشر
وقولي بعدم مخالفة الاعلام متعلق بقوله اذا انتشر ولم يخالف
وسبب توهمك التناقض ظنك ان المسألة في صورة واحدة من قول الصحابي وانما الخلاف في اصل المسالة
والخلاصة
ان قول الصحابي اولا ان كان مرفوعا او في حكم المرفوع فهو حجة قال العلامة عبد الله بن يوسف الجديع وأمَّا تفسيرُهُم للنُّصوصِ من الكتابِ والسُّنَّة من جهةِ ماتدلُّ عليه ألفاظُها في استعمالِ اللِّسانِ؛ فهوَ حُجَّةٌ، وهو أعلى وأقوَى ممَّا يُذكرُ عن آحادِ أئمَّةِ اللُّغةِ بعدَهُم، لأنَّهُم كما لا يخفَى أهلُ اللِّسانِ، فكيفَ وقدِ انضمَّ إلى ذلكَ معرفَتُهُم بمُرادِ الشَّارعِ فيما يستعملُه من تلكَ الألفاظِ؟ وهذا غيرُ الآراءِ في المسألةِ الفِقيَّةِ الَّتي تُستفادُ بالرَّأي والنَّظرِ.
ثانيا ان كان قولا لصحابي وانتشر ولم يخالف فليس بحجة وهذا مخالف لقول الجمهور ولكن عليه ائمة كبار هم الشافعي في قول وغالب الشافعية والمتأخرين من الحنفية والمالكية وابن حزم ولهذا نقلت عن الاخ ابو حازم قوله عند الجمهور
ويؤيده قول العلامة الجديع (الوجه الأول: أن يكون المذهب انتشر بين الصحابة فلم ينكره أحد منهم فهذا حجة عند جمهور العلماء جرى عليه العمل عند الحنفية والمالكية والشافعي في مذهبه الجديد والحنابلة.
وهو في الحقيقة من قبيل الإجماع السكوتي وتقدم أن الأقوى فيه أنه ليس بحجة).
وارجوا ان يكون فهم صاحبنا معني قول الجمهور وكيف ان مخالفته من الائمة الاعلام ممكنة
ثالثا ان قول الصحابي اذا لم ينتشر لا يحتج به كذلك لامور ذكرتها في السابق وبه ينتفي التعارض المزعوم
وارجوا ان يتعظ الاخوة من هذا المثال فلا يقعوا في العصبية المقيتة التي تصد عن الحق
وكتب الشيخ عبد الله بن يوسف أرفع من أن يقيمها أمثالنا وترجيحاته ليست اراء انتقائية افرزها تقليد مذهب او تأثر بشيخ وانما هي نتيجة موازنات اصولية مقارنة والمثالين اللذين تعبنا فيهما في الاقوال والمناقشات والردود هما في النهاية خير شاهد علي هذا اذ وصلنا الي ما وصل اليه وتبين انه لا يتخير خبط عشواء وانما هو عمق النظر ودقة التحرير
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[07 - 06 - 10, 12:58 ص]ـ
الأخ أبو جبل
أنا لن أدخل معك في مهاترات ليس لها نهاية
فمعرفك هذا له أكثر من ثلاث سنوات ليس فيه أي نقاش إلا في هذا الموضوع.
ويكفي أن أعيد مرة أخرى ما قاله الجديع وما تقوله أنت:
الجديع يقول: (الوجه الأول: أن يكون المذهب انتشر بين الصحابة فلم ينكره أحد منهم فهذا حجة عند جمهور العلماء جرى عليه العمل عند الحنفية والمالكية والشافعي في مذهبه الجديد والحنابلة.
وهو في الحقيقة من قبيل الإجماع السكوتي وتقدم أن الأقوى فيه أنه ليس بحجة).
وأنت تقول: (ورأي الشيخ لا يخرج عن اقوال الائمة الاعلام)
فهل هذا يسمى بحث علمي؟!!
¥