تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فطرق هذا الحديث كلها مرسلة ضعيفة إلا ما جاء عند البيهقي في الكبرى (4/ 48) قال: ورواه سويد بن سعيد عن يزيد بن زريع عن شعبة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس موصولا. وفيه سويد بن سعيد الحدثاني وهو ضعيف لا يحتج به إذا تفرد ولا سيما إذا خالف (انظر الإرواء (3/ 186)) , وفي سنده أيضا قتادة وهو كثير التدليس والإرسال ولم يصرح, قال أحمد بن حنبل: أحاديث قتادة عن سعيد بن المسيب ما أدري كيف هي قد أدخل بينه وبين سعيد نحوا من عشرة رجال لا يعرفون (انظر جامع التحصيل للعلائي).

إلا أن بعض الأئمة قد صححوا الاحتجاج به منهم ابن الملقن (البدر 5/ 283) والزيلعي (نصب الراية 1/ 232) والنووي (الخلاصة 2/ 986) وابن كثير (البداية 4/ 106) , وكان الشافعي يصحح مراسيل سعيد بن المسيب لقوتها عنده.

3 - وأما حديث أبي هريرة فرويناه من وجوه أحسنها ما حدثناه عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا عبد الحميد بن أحمد الوراق قال حدثنا الخضر بن داود قال حدثنا أبو بكر الأثرم قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على قبر.

وأخبرنا إبراهيم بن شاكر قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان قال حدثنا سعيد بن عثمان الأعناقي وحدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد قال حدثني أبي قال حدثنا عثمان بن جرير قالا حدثنا أحمد بن عبد الله بن صالح قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة قال: كانت امرأة تقم المسجد فماتت فدفنت ليلا ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فهلا أعلمتموني؟ فقالوا: ماتت ليلا, فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى المقبرة فصلى على قبرها ثم قال إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن صلاتي عليها نور. قال حماد لا أدري الكلام الآخر عن أبي هريرة هو أم لا؟.

وأخبرنا أحمد بن سعيد بن بشر وأحمد بن عبد الله بن محمد قالا أخبرنا مسلمة بن قاسم بن إبراهيم قال حدثنا جعفر بن محمد بن محمد الأصبهاني قال حدثنا يونس بن حبيب بن عبد القاهر قال حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا حماد بن زيد وأبو عامر الجزار عن ثابت البناني عن أبي رافع عن أبي هريرة أن رجلا أسود أو امرأة سوداء كانت تنقي المسجد من الأذى ثم ماتت فدفنت ولم يؤذن النبي عليه السلام فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال دلوني على قبرها فانطلق إلى القبر فأتى على القبور فقال إن هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة وإن الله ينورها بصلاتي عليها ثم أتى القبر فصلى عليها, فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله إن أبي أو أخي مات وقد دفن فصل عليه يا رسول الله, فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الأنصاري.

قلت: هذا الحديث متفق عليه, لكن قد اختلفت الروايات في تمييز الميت أهو رجل أم امرأة؟

أولا: من ذكر الرواية على وجه الشك: أحمد في مسنده (رقم 8280) ومسلم في صحيحه (رقم 1588) وأبو داود (رقم 2788) وإسحاق في مسنده (رقم 35) وأبو نعيم في مستخرجه (رقم 2142) كلهم من طرق عن حماد بن زيد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة به.

ثانيا: من ذكر الرواية على وجه الشك لكن مع ترجيح أحد الجنسين على الآخر: البخاري في صحيحه (رقم 440) من طريق أحمد بن واقد عن حماد به. قال أبو رافع أو ثابت –أحد رواته-: "ولا أراه إلا امرأة" كما قال ابن حجر في الفتح.

ثالثا: من ذكر الرواية بالجزم من غير شك بلفظ (المرأة): ابن خزيمة في صحيحه (رقم 1299) وابن ماجه في سننه (رقم 1516) والبيهقي في الكبرى (رقم 7264) من طرق عن حماد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة "أن امرأة سوداء ماتت". وهذه الرواية ترجحها رواية العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به, التي أحرجها ابن الحطاب السلفي في مشيخته (رقم 23) وغيره.

رابعا: من ذكر الرواية بالجزم من غير شك بلفظ (الرجل): ابن حبان (رقم 3086) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير