تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم قال ابن عبد البر: وقد روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على قبر من ثلاثة أوجه سوى هذه الستة الأوجه المذكورة وكلها حسان منها حديث لزيد بن ثابت الأنصاري والحصين بن وحوح وأبي أمامة بن ثعلبة الأنصاري فالله أعلم أيها أراد أحمد بن حنبل.

1 - أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد قال حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك البغدادي قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا هشيم قال أخبرني عثمان بن حكيم عن خارجة بن زيد بن ثابت عن عمه يزيد بن ثابت قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما وردنا البقيع إذا هو بقبر جديد فسأل عنه فقيل فلانة فعرفها فقال أفلا آذنتموني قالوا يا رسول الله كنت قائلا نائما فكرهنا أن نؤذنك فقال لا تفعلوا لا يموتنّ فيكم ميت ما كنت بين أظهركم إلا آذنتموني به فإن صلاتي عليه له رحمة قال ثم أتى القبر فصفنا خلفه فكبر أربعا.

قلت: الحديث أخرجه أحمد (رقم 18633, 19452) والنسائي (رقم 2160) وابن ماجه (رقم 1528) وابن أبي شيبة (رقم 11329, 12054) وعبد الرزاق (11217, 11932) والطبراني في الكبير (رقم 628) والبيهقي (رقم 6809) من طرق عن عثمان بن حكيم عن خارجة بن زيد بن ثابت عن عمه يزيد بن ثابت به.

قال البخاري: إن صح قول موسى بن عقبة أن يزيد بن ثابت قتل يوم اليمامة فإن خارجة بن زيد لم يدرك عمه. [التهذيب للحافظ 2/ 48].

إلا أن للحديث شواهد تقويه مع ثقة وجلالة وإمامة خارجة فهو أحد الفقهاء السبعة, لهذا صحح بعض الأئمة إسناده مع مظنة الانقطاع والله أعلم.

فائدة: قد رد ابن حبان دعوى الخصوصية في صحيحه عند ذكره هذا الحديث (5/ 35) فقال: "قد يتوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن الصلاة على القبر غير جائزة للّفظة التي في خبر أبي هريرة؛ فإن الله ينورها عليهم رحمة بصلاتي, واللفظة التي في خبر يزيد بن ثابت فإن صلاتي عليهم رحمة, وليست العلة ما يتوهم المتوهمون فيه أن إباحة هذه السنة للمصطفى صلى الله عليه وسلم خاص دون أمته, إذ لو كان ذلك لزجرهم صلى الله عليه وسلم عن أن يصطفوا خلفه ويصلوا معه على القبر ففي ترك إنكاره صلى الله عليه وسلم على من صلى على القبر أبين البيان لمن وفقه الله للرشاد والسداد أنه فعل مباح له ولأمته معا, دون أن يكون ذلك الفعل له دون أمته".

2 - وأخبرنا عبيد بن محمد قال حدثنا عبد الله بن مسرور قال حدثنا عيسى بن مسكين قال حدثنا محمد بن سنجر قال حدثنا أحمد بن حباب قال حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا سعيد بن عثمان البلوي عن عروة بن سعيد الأنصاري عن أبيه عن الحصين بن وحوح أن طلحة بن البراء مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده في الشتاء في برد وغيم فلما انصرف قال لأهله إني ما أرى طلحة إلا وقد حدث به الموت فآذنوني به حتى أشهده وأصلي عليه وعجلوا به فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله فلم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم بني سالم حتى توفي وجن عليه الليل فكان مما قال طلحة ادفنوني وألحقوني بربي ولا تدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإني أخاف عليه اليهود أن يصاب بشيء, فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم حين أصبح فجاء حتى وقف على قبره في قطار بالعصبة فصف وصف الناس معه ثم رفع يديه وقال اللهم ألق طلحة تَضحك إليه ويَضحك إليك ثم انصرف.

قلت: الحديث ضعيف أخرجه أبو داود (رقم 3159) والبيهقي (رقم 6412, 6859) وابن عمرو الشيباني في الآحاد والمثاني (رقم 2139) والطبراني في الأوسط (رقم 8168) والكبير (رقم 3554) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 453) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (رقم 2018) من طرق عن عيسى بن يونس عن سعيد بن عثمان البلوي عن عروة بن سعيد الأنصاري عن أبيه عن حصين بن وحوح به, وفيه عروة بن سعيد عن أبيه وهما مجهولان, ثم ليس في الحديث إلا مجرد الدعاء للمقبور.

قال الطبراني عند هذا الحديث: لا يروى هذا الحديث عن حصين بن وحوح إلا بهذا الإسناد تفرد به عيسى بن يونس.

قلت: لم يتفرد به عيسى فقد أخرجه ابن السكن كما في الإصابة (عند ترجمة طلحة بن البراء) من طريق عبد ربه بن صالح عن عروة بن رويم عن أبي مسكين عن طلحة به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير