تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو الوليد المقتدي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 03:04 م]ـ

نعم يا أخي ولكن تحرير السؤال يبين درجة السائل من العلم والتثبت من مراده.

أولاً يا أخي الشافعي لم يصنف الرسالة على أنها كتاب حاو لأصول الفقه. بل كتبها كما هي رسالة.

ولو عاش الشافعي لأملى عليها كتاباً.

أما ما ذكرت من ذهاب رونق أصول الفقه فإن هذا سببه أن أمة محمد بعد انصرام القرن الثالث الهجري دخلت في فتنة علماء الضلالة إلى اليوم.

وقال الأشعري عند موته: لعن الله المعتزلة موهوا ومخرقوا على المسلمين. اهـ.

وأمر آخر أيضاً وهو قول الله تعالى {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ... } والآيتان التان بعدها.

لكن الحقائق موجودة لمن تفكر فيها وتأملها وسهر عليها.

وعلم الأصول لا يدرك بقراءة الكتب.

ومن ظن أنه إذا قرأ كتب الأصول وطبقها يكون مجتهداً فقد أتي من مأمنه ومن مأمنه يؤتى الحذر.

فإني لا أزعم أني بلغت رتبة الاجتهاد ولكني سبرت طريقه ووقفت عند مسالكه واستخبرت عنها خبيراً.

لا يكون الاجتهاد حتى تذهب إلى كل علم استمد منه أصول الفقه فتضبطه على أهله وتضبط التخريج عليه ثم بعد ذلك تخرّج مما ضبطته أحكام الشريعة.

ولهذا قلت لك بقي عليك أن تتأمل الدوران من جميع وجوهه حتى لا يموّه عليك الحق.

ثم الاعتماد ليس على الدراسات الحديثة التي أكثر أصحابها لم يستقرئوا مدروساتهم.

وإن كان يعتمَد عليها بعض الاعتماد.

بل الاعتماد الكلي على التثبت مما درسته وتعلمته بالرجوع فيه إلى مستمداته من العلوم.

فقد تجنى بعض الأصوليين على العقل فحاكم الأصول إلى المنطق اليوناني.

وتجنى بعض الأصوليين فحاكم الأصول التي مرجعها إلى اللغة حاكمها إلى فهمه هو وربما هو لم يتبحر في استعمالات العرب.

وبعض الأصوليين تجنى على الأصول فحاكمها إلى مذهبه الفقهي.

فلا تأتيك الأصول مصفّاة حتى تتوثق من منطقك فتعرضه على القرآن فإن القرآن فيه المنطق كله.

ثم تتبحر في لغة العرب بعلومها وبالذات علم المعاني وعلم البيان.

ثم في التطبيق تتوثق من عمل الصحابة.

بعد ذلك كله.

بقيت عليك الدرجة الثانية وهي أن أصول الفقه إنما هي علوم القرآن ومصطلح الحديث ومعاني الألفاظ.

فينبغي لك أن تتبحر في هذه ولا تقنع بكلام الأصوليين.

بعد ذلك كله فأنت مجتهد مقيّد. والله أعلم.

كلام من ذهب حقاً جزاك الله خيراً

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير