تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عقد الإمامة هو اختيار الإمام من أهل الحل والعقد. كما قرره السلف والعلماء ومنهم الجويني وابن القيم رحمهما الله ... وهذا أصل

وإذا غلب الحاكم ... ودانت له البلاد والعباد فالحمدلله الأمر مسبوق إليه ..

حتى قال العلماء في ذلك أن تولية العهد لها أصل كذلك ثابت مستنده الإجماع ...

فيكون الأمر -وهو العهد- من رجل واحد هو الإمام!

فائدة مجموعة من كلام للجويني والنووي وتقي الدين-شيخ الإسلام- وابن القيم رحمهم الله (مراجع)

فهي- الإمامة- تثبت بالاختيار ... وبالولاية ... ولا نص صحيح صريح على الإمامة كما تدعية الشيعة ومن شايعهم ... نعم هناك إشارات ورفع للنهوض بمستوى الاجتهاد في الأمة (نقل مقعّد من بحث خاص)

وللإمام أن يعيّن ... بل ويفتي إن قدر وملك أدوات الاجتهاد ولو لأمر جزئي .. وإلا استعان بمن يفتي من العلماء الأجلاء ...

وحتى اختياره فبمقاييس وحسابات من حيث الجملة ترجع للشرع ولأهله من العلماء ...

وهذا ... أمر مستحب ... (استحبه السلف) أي الصحابة - فماثبت عنهم فهو مستحب- والمستحب الذي أخذناه من علمائنا الكرام عن هذاالأمر:

(كان الناس في هذه البلاد على منهج سليم في أمر الفتوى حيث يرجعون إلى العلماء المؤهلين والمعتمدين للإفتاء على وجه منضبط وكانت الأمور تسير على خير وجه بحيث لا يتدخل أحد في غيراختصاصه بل كل يقف عند حده.

ولكن في الوقت الأخير حصلت تجاوزات فيهذا الأمر فصار كل يفتي ولو لم تسند إليه الفتوى أو لم يكن عنده أهلية للفتوى وممازاد الأمر خطورة تدخل بعض الصحف في الكلام في الأحكام الشرعية والتطاول على أهل العلم ورجال الحسبة مما أربك الناس وأحرج صدور الغيورين حتى إن بعض الصحفيين إذا لم توافق الفتوى هواه يصفها بالشذوذ ولو كانت حقاً ويصف من أفتى بها بالمتشدد أوالتكفيري) قاله العالم العامل بعلمه صالح الفوزان وفقه الله.

فالإمام والحاكم الشرعي -مثل ماهو معمول به في المملكة العربية السعودية- قد تولّى وحكم بالشرع ودان له أهل الحل والعقد , وعيّن ولي عهد؛ لسد الذرائع إلى الفتنة ولتحفظ البلادوحدتها ... وهذه مسألة مرتبطة بالموضوع.

وكان ولي الأمر -في بلادنا- هو المفتي فقد جاء في كتب أئمة الدعوة عن الإمام سعود بن عبد العزيز (1161 - 1229هـ) أنه كان إماماً في الحكم وفي علوم الشرع ... فله معرفة في الحديث والفقه ... وله درس في بيته كل يوم بعد صلاة المغرب إلى العشاء .. كما ذكرهابن بشر في عنوان المجد1/ 167 - 169رحم الله الجميع.

كيف لا؟ وشيخه من! شيخه الإمام المجدّد محمد بن عبدالوهاب (ت1206هـ) رحمه الله.

ولا بأس أن يضع ولي الأمر من يدين الله بعلمه -هو أومن يراه من أهل العلم- للفتوى ولضمان عدم اللعب بأعراض الناس وعقولهم ودمائهم .. لا سيما مع تناقص الزمان واستصعاب إيلاد المجتهد

وله التقييد فيما لم ينص على حكمه من الوقائع, ويكون ضمن مجال السياسةالشرعية.

وقد تكلم العلماء في مسألة أعم وأعظم منهذه ... قال الشاطبي رحمه الله:

( ... وانظر فيما قاله الغزالي في الكتاب "المستظهري" (1) في الإمام الذي لم يستجمع شروط الإمامة، واحمل عليه نظائره) اهـ.

___

(1) قال [الغزالي] فيه [المستظهري] "ص 119 - 120" بعد أن ذكر شروط الإمامة:

" ..... فإن خلا الزمان عن قرشيمجتهد يستجمع جميع الشروط، وجب الاستمرار على الإمامة المعقودة إن قامت له الشوكة، وهذا حكم زماننا، وإن قدر- ضربا للمثل- حضور قرشي مجتهد مستجمع للورع والكفايةوجميع شرائط الإمامة، واحتاج المسلمون في خلع الأول إلى تعرض لإثارة فتن واضطرابأمور، لم يجز لهم خلعه والاستبدال به، بل تجب عليهم الطاعة له والحكم بنفوذ ولايته وصحة إمامته، إنا نعلم بأن العلم مزية روعيت في الإمامة تحسينا للأمر وتحصيلا لمزيدالمصلحة في الاستقلال بالنظر والاستغناء عن التقليد، وإن الثمرة المطلوبة من الإمامة تطفئة الفتن الثائرة في تفرق الآراء المتنافرة، فكيف يستجيز العاقل تحريك الفتنة وتشويش نظام الأمور وتفويت أصل المصلحة في الحال تشوفا إلى مزيد دقيقة في الفرق بين النظر والتقليد.

وعند هذا ينبغي أن يقيس الإنسان ما ينال الخلق بسبب عدول الإمام عن النظر إلى تقليد الأئمة بما ينالهم لو تعرضوا لخلعه واستبداله أوحكموا إمامته غير منعقدة، وإذا أحسن إيراد هذه المقالة، علم أن التفاوت بين اتباع الشرع نظرا واتباعه تقليدا قريب هين، وأنه لا يجوز أن تخرم بسببه قواعد الإمامة ... " إلخ ما قال.

الموافقات للشاطبي [2/ 30] والتعليق لمشهورسلمان.


فقضية التصرف على الرعية أمرهامنوط بالمصلحة الشرعية ... ليكون التصرف صحيحاً بل ومفيداً ... فهي من الأمور العامة التي تناط بالمصلحة ولو حتى حين يرى ... فتعتبر القاعدة في أشياء لاتصادم نصّا ولا تهدر حقا لمجتهد ولا تلبّد عقلاً ولا توقّف ذهناً؛ لمن أراد الخير ونفع الناس وتدريسهم ... وتعليمهم أمر دينهم ودنياهم ....
والله الهادي إلى سواء السبيل
اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ونعوذ بك من الشرّ كله عاجله وآجله
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا فنعجز ولا إلى غيرك فنضيع
حسبنا الله لا إله إلا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم

------

بارك الله فيك أخي الشيخ سعد ووفقك لرضاه والجنة آمين

وكما أرسلت سابقا: ليهنك الفقه

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير