تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سأحصل على جائزة ((نوبل)) في أصول الفقه، وستندمون!!]

ـ[أبو زياد محمد آل يعقوب]ــــــــ[28 - 07 - 10, 03:32 ص]ـ

الحمد لله الذي مهد أصول شريعته بكتابه العلي، وأيد قواعدها بسنة نبيه العربي، وشيد أركانها بالاجماع المعصوم من الشيطان الغوي، وأعلى منارها بالاقتباس من القياس الجلي و الخفي، وأوضح طرائقها بالاجتهاد في الاعتماد على السبب القوي، وشرع للقاصر عن مرتبتها استفتاء من هو بها قائم ملي

وصلاته وسلامه على سيدنا محمد المبعوث إلى القريب والبعيد الشريف والدني

وعلى آله وصحبه أولي كل فضل سمي وقدر علي (1)

وبعد:

فقد عنونت هذا الموضوع بقولي: سأحصل على جائزة نوبل في أصول الفقه، وستندمون!!

وقد تَعْجَب أخي القارئ من هذا العنوان كما أنه قد يحملك على الضحك ولكن كما يقال إذا عرف السبب بطل العجب

فقد قلت ذلك بعد حوار دار بيني وبين إخواني من طلبة العلم الذين نسأل الله أن يبارك فيهم وأن يرزقنا وإياهم حسن الفهم

وكان الحوار يدور حول دراسة أصول الفقه وما يرونه هم فيَّ أني منشغل بدراسة علوم لا تنفع أو تضيع الوقت وتفسد منهج الطالب وعقيدته!! وخرج من بعضهم كلام غاية في الحسن وآخر غاية في الفساد والقبح! وبعضهم نصح وبعضهم سخر وتهكم يا أبا زياد حكم دارس هذه العلوم عند الشافعي الضرب بالنعال! فما كان مني بعد أن رفضوا السماع والنقاش إلا أن قلت لهم تهكما بسخريتهم لا بهم!:

سأحصل على جائزة نوبل في أصول الفقه، وستندمون!!

ثم أنهيت الحوار وقد كان أخونا الفاضل المفضال أبو مالك علي المنشاوي حفظه الله ونفع به ذا موقف متفاهم فأقول له من بعيد أو من قريب - على سواء - نصرك الله كما نصرتني - ظالما كنتُ أو مظلوما -!

إن المرء ليعجب من حال بعض الإخوة قد سُجن في أضيق السجون! في فكرة قد انحبس فيها يظنوها صوابا ويظل ينافح عنها ويناضل ويضلل من خالفه ويتجاهل! ولو أنه سمح لنفسه أن ينظر في قول مخالفه وأدلته فلعل وعسى أن يكون الحق معه! ولكن سبحان ربي لا أدري ما يمنعه؟!

نشأ بعض الطلبة على الزهد في علم الأصول والتنفير منه ومن دارسيه والمشتغلين به وبعضهم اخذ يعيب على دارسه وكأنه يعيب على زنديق ملحد!!!

عجبت لهذا الزمان وأهله ليس فيه أحد من ألسنة الناس يسلمُ!

والحق ان علم أصول الفقه علم جليل القدر عظيم النفع يحتاج إليه الفقيه والمتفقه والمحدث والمفسر لا يستغني عنه ذوو النظر ولا ينكر فضله أهل الأثر يتمكن بواسطته من نصب الأدلة السمعية على مدلولاتها ومعرفة كيفية استنباط الأحكام الشرعية منها فهو من أعم العلوم نفعاً ومن أشرفها مكانة قدرا وهو من أهم الوسائل التي ثبتت قواعد الدين ودعمتها وردت على شبه الملحدين والمضللين وأبطلتها فكان للمخلصين نبراساً وهادياً وللمبتدعة على بدعهم راداً وقاضياً

هو أساس علم الفقه وركنه الذي عليه يرتكز وإليه يستند فلا فقيه بلا أصول إذ أصول الفقه: أُسُسه وما ينبني عليه كما أن أصل البناء أساسه

فمن درس الفقه بلا أصول فمثله كمن بنا بلا أساس ومن بنا بلا أساس فمثله كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون!

وقول خاتم المرسلين: " من يريد الله به خيرا يفقه في الدين " يدلك أخي على عظيم شرف علم الفقه وبالتالي على عظيم شرف علم أصول الفقه لأنه السبيل للتفقه في دين رب العالمين وكلما زادت معرفتك بالأصول كلما زاد إتقانك للفروع وكلما ثبتت أصولك كلما علت فروعك فلابد أن تكون أصولك ثابة ثبوت الجبل حتى تكون فروعك شامخة شموخ الجبل! وما رأيت كلاما من ذا أجمل " من جهل الأصول حرم الوصول " فوالله إنه لأحلى من الرضاب المعسول!

حقا إن من جهل شيئا عاداه! وما أُتي هذا إلا من جهله؛ ومن لم يعرف قيمة شيء فكيف يُقدِّره حق قدره؟!

من أجل ذلك قال علماء الأصول قديماً: يجبُ على كلِّ طالب علمٍ أن يعلم ما الغرضُ منه؟ وما هو؟ ومن أين؟ وفيم؟ وكيف يستطيعُ تحصيله؟

فالأول: فائدته، والثاني: حقيقته ومبادئه، والثالث: مادته التي يُستمد منها، والرابع: موضوعه ومباحثه، والخامس: وسائل تعلّمه

وأنا مع ذلك لا أنكر ما دخل في علم أصول الفقه مما عكر صفوه وشاب نقاءه من المباحث الكلامية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير