تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شرح على مرقاة الأصليين في نظم ورقات إمام الحرمين]

ـ[محمد عمارة]ــــــــ[03 - 10 - 10, 12:12 م]ـ

الحمد لله كثيرا و الصلاة و السلام على عبده و رسوله محمد و آله الطيبين الطاهرين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد

فقد شرفني الله عز و جل بحضور دورة الشيخ الفاضل الكريم أحمد مزيد البوني الشنقيطي حفظه الله تعالى على مرقاة الأصليين في نظم ورقات إمام الحرمين , و كنت قمت بتفريغها تفريغا غير حرفي و قمت بالجمع بين شرحه حفظه الله تعالى و شرح الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين على نظم العمريطي و كتبتهما في كراسة عندي , و عزمت على نشرها على حلقات و استأذنت الشيخ في ذلك فأذن لي بشرط أن أراجعها معه و لكن تأخر هذا كثيرا و تأخرت في نشر ما قمت بتفريغه و جمعه لضعف الهمة و الله المستعان فرأيت أن أكتبها هنا ليستفيد منها إخواني و يراجعها أساتذتي و مشايخي فاستفيد بالتصحيح و يستفيد إخواني كذلك , و سأقوم بكتابتها على حلقات بإذن الله تعالى , و ستكون الحلقات بحسب الهمة و الفتور و لكني سأحاول غالبا أن أجعل كل حلقة في مشاركة مستقلة قدر الإمكان , و أسأل الله عز و جل أن يعينني و ييسر لي إخراج كامل النظم كما يحب ربنا و يرضى سبحانه , و أسأله بأسمائه الحسنى و صفاته العلى أن يغفر لشيخي الشيخ أحمد مزيد الذي استفدت منه كثيرا و لله الحمد و المنة , و أسأل الله تعالى أن ينتفع بها إخواني و أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم و أن ينفع بها كما نفع بأصلها , و الحمد لله رب العالمين

ـ[محمد عمارة]ــــــــ[03 - 10 - 10, 12:14 م]ـ

المقدمة

لدوحة الشرع تفريع و تأصيل و المجملات تجليها التفاصيل

و للنصوص انحصار و النوازل لا تحصى و ليس لحكم الله تبديل

و عم بالورقات النفع و اغترفت من بحرها الزاخر الغر البهاليل

جمع الإمام الجويني قدوة الحرمين و هو في خامس القرون أكليل

و هاك قافية من درها انتظمت لا يشتكى قصر منها و لا طول

و النثر عزت له بالنظم تأدية لكنه فيه تقريب و تسهيل

في البيت الأول براعة استهلال حيث شبه الشرع بالشجرة العظيمة التي هي الدوحة فكما للشجرة أصول و فروع فكذلك الشرع الحنيف له فروع و أصول و كذلك تحدث عن المجمل و المفصل في البيت الأول من نظمه حفظه الله تعالى و قال أن الكليات المجملة إذا فصلت تبين و اتضحت

و قال حفظه الله تعالى أن النصوص الشرعية منحصرة و النوازل التي تنزل بالناس متجددة و غير منحصرة فلابد للنصوص من آلية معينة تجعل فيها القابلية لهذا التجدد حتى لا يخرج الناس عن شرع ربهم سبحانه و تعالى فوضعت لذلك القواعد و الكليات التي تندرج تحتها جزئيات كثيرة غير محصورة ليسد بها هذا الثغر الناشئ من تجدد النوازل فكلما استجدت نازلة أدرجها المجتهد تحت أصلها و القواعد العامة المناسبة لها.

ثم بين الناظم حفظه الله تعالى لماذا اختار الورقات تحديد فقال لعموم النفع بهاو قبول الناس لها فهي مع صغر حجمها كالبحر الزاخر يجمع في طياته الكثير من المعاني و الأحكام و القواعد و تواتر العلماء على شرحها و الإفادة منها و اغترفوا من هذا البحر الزاخر فهم السادة الكرام بيض الوجوه حملة سنة النبي صلى الله عليه و سلم

و بين أن الورقات جمعها الإمام أبو المعالي الجويني رحمه الله تعالى و عاش رحمه الله في القرن الخامس الهجري و قام بالتدريس في الحرمين و كذلك الإمامة و كان الناس يقتدون به و كان لهم قدوة كالإكليل الذي يحلى بالزينة و يوضع على الرأس

و قال خذ قافية منتظمة في سلك واحد متزينة مجموعة بعدما كانت متفرقة فأصبحت كالعقد المزين لطالب العلم و هي قافية ليست بالقصيرة المخلة و لا بالطويلة المملة

و قد اقتبس هذا البيت من قصيدة تنسب لكعب بن زهير.

و بين حفظه الله تعالى لماذا قام بنظمها خاصة و أن أصلها المنثور مشهور و نافع فأجاب حفظه الله تعالى على ذلك بأن النظم أيسر في الحفظ و أضبط للمتن و يعلق بالنفوس و لا يقع فيه التصحيف لارتباطه بالوزن و القافية و يصعب نسيان الشعر و يسهل استرجاعه كذلك.

و الحمد لله رب العالمين

يتبع

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير