تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

دلالة التضمن يشترط فيها أن تكون فى المعانى المركبة أما المعانى البسيطة هذا لا يتأتى فيها دلالة تضمن لأن اللفظ إذا اطلق وأريد به بعض معناه هذا لا يتأتى فى المعنى البسيط وإنما فى المعنى المركب ولذلك قال أى جزء معناه أى جزء المعنى الموضوع له، قد يستعمل اللفظ الذى وضعة العرب لمعنى عام مركب فى بعض مدلولة يسمى دلالة تضمن، جزئه أى جزء المعنى الذى وافق اللفظ كدلالة الإنسان على الحيوان ما هو الإنسان الحيوان تفهم منه الحيوان فقط والإنسان معناه مركب حيوان وناطق فإذا دل الإنسان على الحيوان فقط فهى دلالة تضمن وإذا دل على الناطق فقط فهى دلالة تضمن، ومن هنا جعل ابن القيم رحمه الله تعالى هذه قاعدة معمول به فى أسماء الله تعالى، الرحمن قال هذا مدلوله مركب ذاتٌ وصفة يعنى ذات موصوفة بصفة الرحمة العليم دال على ذات وصفة وكل الأسماء على هذا المنوال حينئذ إذا دل أو استعمل الرحمن مراد به الذات والصفة معاً فهى دلالة مطابقة لأن اللفظ هنا طابق المعنى وهو مركب من شيئين ذات ومعنى وصفة إذا استعمل الرحمن مراد به الذات فقط حينئذ تكون هذه دلالة تضمن إذا استعمل الرحمن مراداً به المعنى الذى هو صفة الرحمة فقط ولم يرد به الذات حينئذ تكون دلالة تضمن لماذا؟ لأن اللفظ هنا استعمل فى فى بعض المعنى جزء المعنى الذى وضع له إذن هذه قاعدة مستعلمة فيما ذكر تضمنا هذا.

[تضمناً] عطف على دلالة المطابقة ودلالة المطابقة معمولاً [ليدعونه] إذن اختلف العامل.

دلالة التزام هى عدم دلالة اللفظ على معنى كامل ولا على البعض المعنى وإنما هو شئ خارج عن مدلول اللفظ لم يوضع له فى لسان العرب هذا المعنى 1.20وإنما لشئ خارج عنه.

(فهو التزام) هنا الشارح ذهب بعيداً، رأى أن الفاء هذه واقعة فى جواب شرط حينئذ لابد من التقدير جعلها فى جواب أما وليس الأمر كذلك بل نحكم على الفاء بأنها زائدة لإجل الوزن ويبقى الكلام متصلاً بما سبق، والظاهر أن نقول ودلالة اللفظ كما قال الشراح هنا، لأن إذا قلنا وأما فصلنا الكلام ومر بنا أن جعل الكلام فى سياق واحد أولى من فصله.

(وأما دلالة اللفظ على ما) أى المعنى اللازم الذى لزم معناه يعنى معنى اللفظ لكن اللفظ لم يوضع له، إذن اللازم هو معنى لكنه ليس المعنى الذى وضع له اللفظ (فهو التزام) أى استلزام المعنى الذى وضع له فى لسان العرب (له) أى لذلك المعنى الخارج، فعندنا معنيان الأول معنى وضع له اللفظ هذا لا علاقة له بدلالة الإلتزام دلالة اللفظ على المعنى كله أو على بعضه دلالة وضعية على الصحيح فى النوعين دلالة اللفظ على معنى لازم لهذا المعنى الذى وضع له فى لسان العرب هذا الذى يسمى دلالة التزام، إذن اللازم هو الخارج والملزوم هو المعنى الذى وضع له اللفظ حينئذ هناك فرق بين اللازم والملزوم، فالملزوم هو المعنى الذى وضعت العرب هذا اللفظ لهذا المعنى يسمى ملزوماً لا علاقة له بدلالة الإلتزام وأما اللازم فهو الخارج قال الشارح (لإستلزام المعنى) أى استلزامه له عندنا ضميران الضمير الأول المعنى الذى وضع له اللفظ فى لسان العرب (له) لذلك المعنى الخارج الذى هو اللازم استلزامه أى الملزوم له للازم، وضع اللفظ للأول أم للثانى؟ للأول إذن الضمير فى استلزامه يعود للملزوم يعنى المعنى الذى وضع له اللفظ فى لسان العرب، مثالة كدلالة الأربعة على الزوجية معلوم أنها وضعت للعدد المعلوم كونه زوجاً هذا خارجاً عنه يعنى يقبل القسمة على الإثنين حينئذ دلالة اللفظ إذا سمعت أربعة تعلم أنها زوج أى لها فرد، دلالة العدد على الفردية أو على الزوجية نقول هذا من دلالة الملزوم على الازم أى دلالة إلتزام، فلفظ الأربعة لم يوضع للزوجية وإنما وضع لمسمى هو واحد والإثنان والثلاث والإربعة مجموع هذه الأعداد يسمى أربعة لكن كونه دالاً على الزوجية نقول هذا الشئ فهم من خارج المعنى الذى وضع له فى لسان العرب وهو معنى لكنه لم يوضع له فى لسان العرب إنما دل عليه المعنى الذى وضع له اللفظ فى لسان العرب إذن دلالة الأربعة على الزوجية، الأربعة ملزوم والزوجية لازم ودلالة الإلتزام هو الزوجية، ودلالة العمى على البصر، ما هو العمى؟ سلب البصر، هل يمكن تصور العمى دون أن يفهم معنى البصر؟ لا يمكن، إذن العمى لفظ العمى معناه سلب البصر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير