تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[(اعمل بالحديث ... ) تقيد بـ (إياك أن تتكلم في مسألة ... )]

ـ[أبو زياد محمد آل يعقوب]ــــــــ[19 - 11 - 10, 04:14 م]ـ

http://1.1.1.5/bmi/img296.imageshack.us/img296/8479/7094ha0.gif

إن من درر كلام السلف - رحمة الله عليهم - قول الإمام الشافعي - عليه الرحمة -: " اعمل بالحديث ولو لم يعمل به أحد قبلك " وهذا الكلام الذي يكتب بمداد من ذهب قد يفهم على غير مورده إذا ما جرد عن قول سلفي آخر وهو قول الإمام احمد - رحمه الله - " إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام "، والناظر في هذين الحرفين عن الإمامين الجليلين (الشافعي , وأحمد) من الوهلة الأولى قد يحسب بينهما نوع من التعارض إلا أن من أنعم الله عليه بالبصيرة المبصرة ينتفي في نظره هذا التعارض _ الموهوم _، بل يظهر له بجلاء ووضوح أن كلمة الإمام المبجل أحمد بن حنبل - رحمه الله - تذهب بما قد يلتبس على بعضهم من كلمة الإمام محمد الشافعي - رحمه الله - إذ تقيد مطلقها وتبين مجملها.

فنحن أهل السنة والجماعة والمقصود بالجماعة: الاجتماع قال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} ومن هنا يُعلم أن الإصابة الشرعية معتبرة بشرطين:

الأول: الفقه، وهو الشطر الأول مما نحن منتسبون إليه (السنة)

الثاني: الاتباع أو الاقتداء، وهو الشطر الثاني (الجماعة)

وهذا يستلزم نتجية شرعية لابد من فقهها وهي: أن ثمة تلازما بين السنة والاجتماع وبين الفقه والاتباع، فمن اختص بفقه - لا سيما في المسائل العامة التي تكلم فيها السلف - ليس عليه أثر صريح من كلام السلف: فهو مردود عليه مهما بالغ في التدليل على صحة ما جاء به

ولذلك فإن كلمة الإمام الشافعي - رحمه الله - ينبغي ان تصرف إلى باب الكشف لا الإنشاء، فلا تأخذ على إطلاقها لما يترتب عليه العمل بها كشفا وإنشاء!

أما الكشف فلا إشكال فيه.

أما الإنشاء فإنه يترتب عليه:

- تضليل من سلف ممن لم يقل بهذا القول لأن الحق واحد لا يتعدد وإذا اعتقدتَ أن الصواب معك في هذه القول الذي لم يعرق ولم يقل به أحد قبلك فأنت بذلك ترمي من سبقك بالضلال عن الحق الذي هُديتَ إليه! ويدخل في ذلك كل من سلف من الصحابة والتابعين وهذا من أبطل الباطل وما يلزم منه الباطل كان باطلا

- كما يترتب عليه خرق إجماعهم فإن إعراضَهم جميعاً عن هذا القول - مع وجود هذه المسألة في زمنهم - يعهد إجماعا منهم على عدم اعتباره

لذلك فالسلامة - والسلامة لا يعدلها شيء - العمل بتلك المقولة في باب الكشف عن الأحكام الشرعية لا إطلاق القول بها فيأتي كل من ملك لسانا بحديث لم يفهمه غيره على ما فهمه فيقول: أنا أعمل بالحديث ولو لم يعمل به أحد قبلي!

كلا هذه ليست عشّك فادرجي!

هذه خاطرة خطرت لي أثناء العمل لذلك أحببت ان أقيدها وأعرضها عليكم نقاشا

والله الموفق والمستعان


مجالس الأصوليين ( http://osolyon.com/vb)
مجالس تسعى لخدمة علم الأصول وتنقيته من الدخيل عليه والارتقاء بطلابه
اول موقع سلفي متخصص في أصول الفقه

ـ[وليد]ــــــــ[19 - 11 - 10, 08:41 م]ـ
جزاك الله تعالى الخير

ـ[أبو زياد محمد آل يعقوب]ــــــــ[19 - 11 - 10, 11:47 م]ـ
اللهم آمين وإياك يا حبيب

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير