قال شيخ الإسلام ابن تيمية (قال القاضي: الإجماع حجة مقطوع عليها يجبالمصير إليها ويحرم مخالفتها ولا يجوز أن تجمع الأمة على الخطأ وقد نص احمد على هذافي رواية عبد الله وأبى الحارث في الصحابة إذا اختلفوا لم يخرج عن أقاويلهم أرأيتإن اجمعوا له أن يخرجوا من أقاويلهم؟ هذا قول خبث قول أهل البدع لاينبغي لأحد أنيخرج من أقاويل الصحابة إذا اختلفوا) المستدرك على مجموع الفتاوى (2/ 113) أصولالفقه
وقال الإمام محمد بن عبد الهادي –رحمه الله-في الصارم المنكي في الرد علىالسبكي (ولا يجوز إحداث تأويل في آية أو سنة لم يكن على عهد السلف ولاعرفوه ولابينوهللأمة فان هذا يتضمن أنهم جهلوا الحق في هذا وضلوا عنه واهتدى إليه هذا المعترضالمستأجر فكيف إذا كان التأويل يخالف تأويلهم ويناقضه) أه
وقال الإمام ابن –رجب الحنبلي –رحمه الله (فأما الأئمة وفقهاء أهل الحديث فإنهم يتبعون الحديث الصحيح إذاكان معمولا به عند الصحابة ومن بعدهم أو عند طائفة منهم فأما ما اتفق السلف علىتركه فلا يجوز العمل به لأنهم ما تركوه إلا على علم أنه لا يعمل به ,قال أميرالمؤمنين عمر بن عبد العزيز –رحمه الله-خذوا من الرأي ما يوافق من كان قبلكم فإنهمكانوا اعلم منكم ... ) من رسالة فضل علم السف على علم الخلف لابن رجب
وقال الإمامالآجري –رحمه الله-في سياق كلامه على صاحب العلم النافع (فإذا أوردت عليه مسألة قداختلف فيها أهل العلم اجتهد فيها فما كان أشبه بالكتاب والسنة والإجماع ولم يخرج بهمن قول الصحابة وقول الفقهاء بعدهم قال به إذا كان موافقا لقول بعض الصحابة وقولالفقهاء المسلمين حتى يخرج عن قولهم لم يقل به واتهم رأيه ووجب عليه أن يسأل من هواعلم منه أو مثله حتى ينكشف له الحق ويسأل مولاه أن يوفقه لاصابة الخير والحق) منكتاب أخلاق العلماء للآجري
و الإمام الألباني يقسم المسائل إلى اصلين عظيمين:
1 - المسائل المستجدة التي يسميها بعض الفقهاء بالنوازل فهذهقال في حقها العلامة الألباني لابد للعالم حقا أن يفتي بما عنده من علم بنصوصالكتاب والسنة والقواعد العلمية التي منها ينطلق المفتي
2 - هي المسائل التي يقطع بأنها كانت واقعة في زمن السلف والتي لابد أن يكون للسلف في مثلها رأي وجواب فهذهقال في حقها العلامة الألباني (فهنا يجب على المسلم أن يتورع أن يبادر إلى تقديم رأيه بمثل تلك المسألة إلا أن يكون له فيها سلف بهذا القيد او التفصيل يمكن أنيعتبر كلمة الإمام احمد هي في الحقيقة قيد لكثير من طلاب العلم اليوم الذين يركبونرؤوسهم ويتسرعون في إصدار فتاوى كما يصرح بعضهم قائلا مستهترا بأقوال من سبقوه همرجال ونحن رجال ,لكن أين أنت وأين هم ثم ذكر الشيخ بيتا شعريا –وهذا من الغرور الذيأصاب كثير من طلاب العلم اليوم لان بعضهم كما ذكرت آنفا يصرحون بهذا الكلام هم رجالونحن رجال وبعضهم لسان حالهم هو هذا وقد يكون هذا الذي يدعي أو يقول هذا الكلام لميؤت في العلم ولا قليلا فإنما عنده نتف من هنا وهناك .. ) شريط653/ 1
5/ الاحتجاج على أهل البدع وأبطال بدعهم فالعمدة في ذلك في أغلب البدع هو عدم نقل الفعل أو القول عن الصحابة والسلف والمحتج على أبطال البدع قائل بأنه لا قول لأحد من الصحابة بما استنكره من قول أو عبادة وهو مايسمى بالسنة التركية؛ وهي درع حصين يتدرع بها السني في رد سيوف أهل البدع وأسهمهم إذا هجموا بها على السنة وأهلها. وهذا مستند على أن أقوالهم معلومة باقية وآثار الصحابة والسلف لا تغيب عن جميع الأمة وإن كان بعضها قد يغيب عن آحاد العلماء كشأن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجمعها أحد من العلماء فلا يغيب عنه منها شيء.
6/ إن بمعرفة هذا الأصل والالتزام به والسير عليه يزول الخلاف وتتمالهداية والائتلاف, قال شيخ الإسلام ابن تيمية (فمتابعة الآثار فيها الاعتدالوالائتلاف والتوسط الذي هو أفضل الأمور) القواعد النورانيةص49
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1) وقع في الأربعين النووية هذا الحديث بلفظ" وإن تأمر عليكم عبد" قال الألباني – رحمه الله – في تعليقه على هذا الحديث من الإرواء: تنبيه: لم أر في جميع هذه الطرق اللفظ الذي في الكتاب " وإن تأمر " وكلهم قالوا " وإن عبداً حبشياً " وله شاهد من حديث أنس مرفوعاً " اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة" أخرجه البخاري ا. هـ الإرواء (8/ 109) الحديث رقم 2455.
(3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref2) انظر جامع العلوم والحكم الحديث الثامن والعشرين، وجامع بيان العلم وفضله (2/ 1165).