[وظيفة شاغرة: مدقق أصولي!!]
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[01 - 12 - 10, 06:13 ص]ـ
[وظيفة شاغرة: مدقق أصولي!!]
نستحث الهمم في هذا الموضوع على عصف ذهني جاد لخلق مناطق مأهولة بالعقلاء والمنطقيين للنظر بعين الشفقة للأصوليين! هؤلاء القوم المغلوب على أمرهم!!
للأسف هذه الطبقة الفقيرة لم تسعفهم التقنية الحديثة على تهيئة وظائف لائقة بمكانتهم العلمية نتيجة عدم ملاءمة هذا العلم للبنوك وكافة الخطوط الاقتصادية فلا توجد هناك لجنة أصولية!
أما الإعلام مجتمع الحظ والإثارة فلا يحظى الأصوليون لديه بأدنى التفاتة فلا توجد فتوى أصولية تدغدغ مشاعر الحس الإعلامي المرهف، الذي يرنو إلى الحقيقة في أنصع صورها بقلب سليم! يا عيني على القلب السليم!!
وخلاصة الفكرة: كما يوجد هناك فقيه يصدر فتوى، ومدقق لغوي يصحح الكتابة واللغة لدى المؤلفين غير المتخصخصين، فإننا بحاجة إلى مدقق أصولي يكون "فلتر"، و"غربال" في المصنفات العصرية، وتقتصر وظيفته على مهمة واحدة فقط لا أكثر، ألا وهي ترتيب المقدمات والنتائج!
فلا تصلح نتيجة إلا بأكثر من مقدمة، والنتيجة تقع بعد المقدمات، وقد تكون المقدمات صحيحة والنتيجة غلط؛ لأنه يشترط في المقدمات أن يكون تركيبها لازماً للنتيجة، وقد تكون النتيجة صحيحة والمقدمات غلط لأنها مفككة أو خارج موضع النزاع.
يا جماعة، هل هي حقيقة غائبة: إن غالبية المصنفات العصرية تفتقد للترتيب المنطقي البدهي، تفتقد للصناعة البحثية، تفتقد للمعايير المسلمة.
إن من لا يحسن ترتيب المقدمات والنتائج كيف يتصدى للتصنيف؟
إن من لا يفقه أبجديات التصنيف وآداب التأليف كيف يورط نفسه وخلق الله في العبث بالحقائق والعلوم.
ثم يثقل العلم وأهله بغثاثة متلفات دماغه!
إن مصنفات السابقين حتى المتأخرة منها والمندرجة في عصور الانحطاط والتقليد كانت منضبطة في أسس الترتيب العلمي، فلا تجد مصنِّفاً إلا وهو يصول ويجول في دوائر محكمة، وكمثال على هذا تأمل ما يذكرونه من الشروط والأركان في سائر أبواب الفقه تجد دقة في الصناعة، وإذا اختلفوا تجد كل فريق يبرر طريقته، ويذكر ما يرجحها.
أما اليوم فهجيرى هؤلاء: إن هذه قضايا منطقية محرمة، وفلسفية وافدة، وكلامية مولدة، وحق أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال!
نعم، لكن أنتم المتكلمون الجدد!! لكن أين الجريد والنعال!!!
أما المدقق الأصولي فنصيحتنا له - بشفقة وحسرى وألم- أن ينفذ بجلده، ويرضى بقسمته؛ قبل أن يصلبوه ثم ... !!
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله، وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم!!
فإن الحمقى ثلاثة:
1) حميق.
2) وحماق.
3) وحامق.
وأحمق منهم حمقون، وهو رجلٌ سلَّف عقله لأحمق!