تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قوله تعالي ((والله خلقكم وما تعملون)) والصواب في ((ما)) انها موصولة]

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[17 - 09 - 02, 02:41 م]ـ

اختلف العلماء في قوله تعالى ((وما تعملون)) هل هي مصدريه فيكون المعنى خلقكم وعملكم .....

أم هي موصولة ويكون المعنى والذي تعملون .... فيكون المقصود خلقكم وما تعبدون من اصنام وغيره .....

والراجح انها موصولة ... لان السياق يقتضي ذلك فأن ابراهيم عليه السلام انما يقرر فساد عملهم في انهم يعبدون ما هو مخلوق مثلهم وتأمل في اول الايه يخبرك عن اخرها فأن في اول الايه قول ابراهيم ((أتعبدون ما تنحتون)) فالخطاب متوجه لما يعبدون مما صنعته ايديهم.

هذا الظاهر , وقد ذكر الخلاف ابن كثير رحمه الله ورجح انها مصدرية واستدل بحديث حذيفه في البخاري ((إن الله خالق كل صانع وصنعته)) وورد من حديث ابي هريرة وغيره .....

والحديث دالا علىان اعمال العباد وافعالهم مخلوقة من الله وهذا هو معتقد اهل السنة والجماعه ولا شك في ذلك ولا ريب .... فأن الله قد خلق الارداة والقصد فكل عمل نتج منهما فهو منسوب الى من خلقهما جل وعلى وهذا ما نص عليه ابن القيم في نونيتة وذكره السعدى في شرح الواسطيه وسألت عنه الشيخ صالح ال الشيخ حفظه الله فنص عليه بلفظه ... أعنى خلق افعال العباد ....

هذا الظاهر ان ((ما)) هنا موصولة وان كان قد رجح ذلك الزمخشري اللغوي في تفسيره لكنه يريد بذلك نصر مذهبه الاعتزالي ... وعندنا في ذلك الغنيه من الاحاديث الصريحه في ذلك.

واكثر اهل العلم مال الى انها مصدريه واكثرهم انما قصدوا قطع الطريق على اهل الاعتزال والمقام محتمل .... وقد قال البخاري رحمه الله في خلق افعال العباد ((قال أبو عبد الله فأما أفعال العباد فقد حدثنا علي بن عبد الله حدثنا مروان بن معاوية حدثنا أبو مالك عن ربعي بن حراش عن حذيفة رضى الله تعالى عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يصنع كل صانع وصنعته وتلا بعضهم عند ذلك قوله: والله خلقكم وما تعملون فأخبر أن الصناعات وأهلها مخلوقة)) اهـ.

وقال القرطبي رحمه الله ((والأحسن أن تكون "ما" مع الفعل مصدرا، والتقدير والله خلقكم وعملكم وهذا مذهب أهل السنة: أن الأفعال خلق لله عز وجل واكتساب للعباد. وفي هذا إبطال مذاهب القدرية والجبرية. وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله خالق كل صانع وصنعته) ذكره الثعلبي)) اهـ

ويغنى عن ذلك الاحاديث الصحيحة وقول الله تعالي ((أنا كل شئ خلقناه بقدر)) وهي تفيد العموم قال ابن حجر رحمه الله تعالي

(((إنا كل شيء خلقناه بقدر) فإن هذه الآية نص في أن الله خالق كل شيء ومقدره وهو أنص من قوله تعالى (خالق كل شيء) وقوله تعالى (والله خلقكم وما تعملون) واشتهر على ألسنة السلف والخلف أن هذه الآية نزلت في القدرية.

وأخرج مسلم من حديث أبي هريرة " جاء مشركو قريش يخاصمون النبي صلى الله عليه وسلم في القدر فنزلت")). اهـ

فالظاهر الذي يدل عليه السياق ان ((ما)) موصولة .. بمعنى الذي فيكون الخطاب: اتعبدون ما تنحت ايديكم والله خلقكم وأياها .... أو والله خلقكم وما صنعتموه ثم اتخذتموه الها من دون خالقكم وخالقه .....

وبحمدالله وبعد ان ظهر هذا لي وجدت كلاما قيما لابن القيم في ترجيح هذا قال رحمه الله ((أما استشهاد بعضهم بقوله تعالى والله خلقكم وما تعملون بحمل ما على المصدر أي خلقكم وأعمالكم فالظاهر خلاف هذا وأنها موصولة أي خلقكم وخلق الأصنام التي تعملونها فهو يدل على خلق أعمالهم من جهة اللزوم فإن الصنم اسم للآلهة التي حل فيها العمل المخصوص فإذا كان مخلوقا لله كان خلقه متناولا لمادته وصورته)) اهـ.

وقال رحمه الله ((فإن كانت ما مصدرية كما قدره بعضهم فالإستدلال ظاهر وليس بقوى إذ لا تناسب بين إنكاره عليهم عبادة ما ينحتونه بأيديهم وبين إخبارهم بأن الله خالق أعمالهم من عبادة تلك الألهة ونحتها وغير ذلك فالأولى أن تكون ما موصولة أي والله خلقكم وخلق آلهتكم التي عملتموها بأيديكم فهي مخلوقة له)) اهـ

هذا ما تقرر عندي والله تعالى اعلم.

ـ[السيف المجلى]ــــــــ[17 - 09 - 02, 02:57 م]ـ

أحسنت وأجدت وأفدت

وفقك الله وسددك

وماذا عن قول الله تعالى (وربك يخلق مايشاء ويختار ما كان لهم الخيرة)

فهل ما الثانية نافية أم موصولة كما تقول المعتزلة

وما هو توجيه كلام ابن عطية في التفسير حول قوله (12/ 181) (ويحتمل أن يريد ويختار الله الأديان والشرائع وليس لهم الخيرة في أن يميلوا إلى الأصنام ونحوها في العبادة 0000) وهل هذا منه موافقة للمعنزلة!

كما ذكر ابن تيمية عن منهج ابن عطية في التفسير أنه يدس منهج المعتزلة في كلامه

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 09 - 02, 04:49 م]ـ

أحسن الله إليك أخي المتسّك بالحق.

تغيب ثم تأتي بالفوائد ... بارك الله فيك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير