قول يقول: بوجوب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويختلفون هل يجهر في الفاتحة وحدها أو فيها وفي بقية السور؟
وقول يقول: بعدم وجوب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم لا في الفاتحة ولا في غيرها، وأن الأول هو مذهب الشافعية-رحمهم الله-.
والثاني هو مذهب جمهور العلماء-رحمهم الله- والقائلون بعدم وجوب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.
استدلوا بالأحاديث الصحيحة التي وردت عن النبي- - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - وبينت هديه-عليه الصلاة والسلام- وأنه كان يستفتح القراءة بالحمدلله رب العالمين وأنه كان لايجهر ببسم الله الرحن الرحيم.
أما الدليل الأول فحديث أنس بن مالك-1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأرضاه- وقد رواه الشيخان في الصحيح قال: " صليت وراء النبي- - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - وأبي بكر، وعمر، وعثمان فكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين، وفي رواية لايجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم، وفي رواية " لايذكرون بسم الله الرحمن الرحيم.
فقال جمهور العلماء: إن هذا الصحابي الجليل الذي صحب النبي- - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - عشر سنين وقل أن يفارقه-عليه الصلاة والسلام- لا حضراً ولا سفراً ومع ذلك يثبت أن النبي- - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -لم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، فدل هذا الحديث الصحيح دلالةً واضحةً على أن البسملة ليست بآية في الفاتحة وأن الجهر بها ليس بواجب على المصلي وقالوا وأكدوا ذلك بهدي أبي بكر وعمر وعثمان، وعلي-1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأرضاه- كما في رواية الموطأ والتي زاد فيها علي-1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأرضاه-، وجاءت روايات أخر عن علي ثابتة صحيحة تدل على أنه كان يبتدئ القراءة بالحمدلله رب العالمين قالوا: ولو كانت البسملة آية من الفاتحة أو يجب الجهر بها لجهر النبي- - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -، ولأمر أمته بذلك، وكذلك الخلفاء الراشدون المهديون من بعده-صلوات الله وسلامه عليه-.
واستدلوا بحديث أبي هريرة-1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأرضاه- قال يقول النبي- - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -قال الله-تعالى-: ((قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ماسأل فإذا قال الحمدلله رب العالمين قال الله حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحبم قال اثنى علي عبدي وإذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي ... إلى آخر الحديث)).
ووجه الدلالة من هذا الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره أن النبي- - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - لم يذكر البسملة ولو كانت البسملة آية من الفاتحة لذكرت في الحديث، فدل على أن الصلاة وهي الفاتحة منقسمة على هذا الوجه بالتمام، وإذا ثبت أن تمامها لاتعلق فيه بالسملة وأنها ليست بآية فلا يجب الجهر بها ولا تكون البسملة آية منها قالوا: ولذلك لا يجب على المسلم أن يجهر بها ولاتكون آية من الفاتحة، فمن مجموع هذه الأحاديث عن النبي- - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - حكمنا بأن البسملة ليست بآية من الفاتحة.
وأكدوا ذلك بأنها لو كانت آية من الفاتحة لكفر منكرها، وقد أجمع العلماء-رحمهم الله- على أن من أنكر كون البسملة آية من الفاتحة ليس بكافر، وبناءً على ذلك فإنها ليست بآية من الفاتحة ولا يجب الجهر بها في الصلاة.
أما الإمام الشافعي-رحمه الله- ومن وافقه فقد استدلوا على وجوب الجهر بفاتحة الكتاب بما روت أم سلمة عن النبي- - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - حينما سئلت عن قراءته-صلوات الله وسلامه عليه- قالت: كانت قراءته مداً يقول: بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين الحديث.
ووجه الدلالة من هذا الحديث: أن أم سلمة كما جاء في الرواية الأخرى أخبرت أن قراءة النبي- - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - كانت مقطعة مفصلة آية آية، قالوا: فنصت على البسملة قبل قراءة الفاتحة، فدل على أن النبي- - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - كان يقرأ البسملة قبل الفاتحة وهي آية منها.
¥