تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تصحيح غلطة شائعة في معنى كلمة رجل]

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 06 - 03, 03:29 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد قال الله سبحانه تعالى {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ .. } (108) سورة التوبة.

وقال عز وجل {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ .. } (37) سورة النور.

وقال سبحانه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ .. } (23) سورة الأحزاب.

استنبط بعض الناس من هذه الآيات أن الرجولة صفة حميدة يوصف بها من كان ذو دين، وخلق، ومرؤة، من الذكور (1)، ومن كان سافلا، أو ناقص المرؤة، أو الدين؛ قالوا: لا تقل رجلا بل هو ذكر!

وهذا الاستنباط مع شهرته، وتلقي كثير من الناس له إلا أنه استنباط باطل!

وهذا الدليل: قال الرب تبارك وتعالى {وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ} (48) سورة الأعراف.

فسماهم رجالا وهم في النار.

وقال تعالى: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء} (81) سورة الأعراف.

وقال عز وجل: {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء} (55) سورة النمل.

وقال تعالى: {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ} (29) سورة العنكبوت.

فسماهم رجالا وهم يُفعل بهم .. !!.

وقال تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (6) سورة الجن.

فسمى كفرة الإنس، والجن رجالا.

وفي لسان العرب 11/ 265: الرجل: معروف: الذكر من نوع الإنسان خلاف المرأة.

والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وآله، وسلم.


(1) ومن ذلك أشعار كثيرة ـ عامية ـ في المرجلة، والمرلجل، والرجولة و ..

ـ[أبو بسطام المسكين]ــــــــ[23 - 06 - 03, 04:13 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء يا شيخ عبد الرحمن

ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[24 - 06 - 03, 12:01 ص]ـ
فإن قال قائل: لأي علة سمي الرجل رجلاً، والمرأة امرأة، والموصل
الموصل، ودعد دعداً؟؟
قلنا: لعلل علمتها العرب وجهلناها أو بعضها فلم تزل عن العرب حكمة العلم بما لحقنا من غموض العلة وصعوبة الاستخراج علينا. أ.هـ.

قاله السيوطي في المزهر في علوم اللغة (1/ 400).

وبالتالي هناك من الأسماء كلها لعلة خصت العرب ما خصت منها من العلل ما نعلمه ومنها ما نجهله ..
منها مثلا ..
مكة سميت مكة لجذب الناس إليها.
والبصرة سميت البصرة للحجارة البيض الرخوة بها.
والكوفة سميت الكوفة لازدحام الناس بها من قولهم تكوف الرمل تكوفا إذا ركب بعضه بعضا.
والإنسان سمي إنساناً لنسيانه.
والبهيمة سميت بهيمة لأنها أبهمت عن العقل والتمييز، مثل قولهم أمر مبهم إذا كان لا يعرف بابه.

فعلة الأسماء تكون معروفة وأحياناً تكون غامضة .. من تلك الغامضة: الرجل كما سبق.

وراجع نفس المصدر.

والله المستعان

ـ[دريد]ــــــــ[18 - 07 - 03, 06:23 ص]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن السديس شكرا على هذه الافاده القيمه وقدذكرت أن من معاني كلمة رجل هو الذكر من نوع الانسان خلاف المراه ,وذلك كما جاء في لسان العرب. وقد جاء في القرآن الكريم (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن) الآيه ...
اذا كلمة رجل غير مختصه بالذكور من بني الانسان بل تشمل الجن أيضا أليس كذلك؟

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 03 - 05, 11:11 م]ـ
اذا كلمة رجل غير مختصه بالذكور من بني الانسان بل تشمل الجن أيضا أليس كذلك؟
بلى.

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[21 - 03 - 05, 01:18 م]ـ
ولكن أخي عبد الرحمن اشتهر القول عن الرجولة بالمدح كما قال ابو العتاهية:
وكم من رجال في العيون وما هم ... بالعقل ان كشفتهم برجال
اليس هذا مما يدعونا للفصل بين دلالة لفظ رجل بمعنى الجنس اوالحال؟

ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 06 - 07, 11:10 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم.

سبحان الله ..... كنت أتأمل في سبب تسمية الرجل بـ (الرجل).

فبحثت في قوقل عن السبب فوجدته يحيل إلى الملتقى ..... بارك الله في الملتقى وأهله.

ولعلي أضيف ماتيسر .... مع أنه قد سبق ذكره:

ذكر "ابن الأنباري" في كتاب "الأضداد في اللغة" أن أسماء الشخصيات العربية وأسماء الحيوان والنبات والأماكن ارتبطت بمعانيها، ناقلاً عن "ابن الأعرابي" أن الأسماء كلها، لعلّةٍ خصت العرب ما خصت منها، من العلل ما نعلمه منها وما نجهله، ويسند الكلام إلى أبي بكر الصديق، أن مكة سميت مكة لجذب الناس إليها.
والبصرة سميت البصرة للحجارة البيض الرخوة بها، والكوفة سميت الكوفة لازدحام الناس بها من قولهم: قد تكوَّف الرمل تكوّفاً إذا ركب بعضه بعضاً.

والإنسان سُمّي إنساناً لنسيانه، والبهيمة سميت بهيمة لأنها أُبهمت عن العقل والتمييز، من قولهم: أمر مبهم، إذا كان لا يعرف بابه، ويقال للشجاع: بُهْمَة لأنَّ مُقاتله لا يدري من أيّ وجه يوقع الحيلة عليه.

فإن قال لنا قائل: لأيّ علة سمي الرجل رجلاً، والمرأة امرأة، والموصلُ الموصلَ، ودعدٌ دعداً، قلنا لعلل علمتها العرب وجهلناها أو بعضها ".
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير