ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[10 - 06 - 08, 08:09 م]ـ
4 - اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ.
أ-" لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْض "ذكر لكمال الملكية بعد كمال الوجود، وقد وطأت صفة القيوم لذكر متعلقها .. كما تم التصريح الآن بتوحيد الربوبية بعد الإشارة إليه في صفة "القيوم "وأكدت -من جهة الحجاج -الدعوى الأولى: فالله وحده مستحق للعبادة لكمال صفاته وانفراده بالملكية.
ب-ثني في الآية سرد أنواع التوحيد الثلاثة وفق ترتيب واحد:
-اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُو ... توحيد العبادة
-الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ... توحيد الأسماء والصفات.
-لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ... توحيد الربوبية ..
ثم أعادتها على النحو التالي:
-توحيد الألوهية:
مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ... أسلوب الحصر مرة ثانية والتنصيص على الشفاعة لأنها المفهوم الخطير الذي أفسد توحيد القوم:
{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} يونس18
فقد جعلوا الشفاعة علة للشرك ..
{قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} الزمر44
جمع الشفاعة لله هو التوحيد نفسه وتخصيص حصة منها لغير الله إدخال للشريك ووقوع في الشرك .. واقترانها بملكية السماء والأرض – هنا كما في آية الكرسي- ربط للألوهية والربوبية.
-توحيد الأسماء والصفات:
"يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ" .. إثبات لصفة العلم.
-توحيد الربوبية:
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ..
ج- اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ.
من المدهش أن نلاحظ أن مطلع الآية إرصاد لما ستكون عليه مواضيع ما بعد آية الكرسي:
الآية ذكرت توحيد العبادة ثم صفة الحياة ثم الملكية .. ولو استعرضنا المواضيع التي ستفصلها سورة البقرة بعد آية العرش لوجدنا تناسبا عجيبا:
-ذكر التوحيد والبراءة من الشرك
-ذكر الحياة والموت،ونزع الحياة وإعادتها في ثلاث قصص.
-ذكر ما يناسب الملكية من الدعوة إلى الإنفاق والتصدق وغيره ..
بلا فصل،فما أن ينتهي الموضوع الأول حتى يشرع في الثاني
وهذه الآيات في ثلاث مجموعات بحسب الموضوع:
آيات التوحيد:
لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {256} اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {257}
آيات الحياة والإحياء:
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {258} أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ
¥