[فتاوي (بالياء) أفصح من فتاوى (بالألف)]
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 01 - 04, 07:39 ص]ـ
[فتاوي (بالياء) أفصح من فتاوى (بالألف)]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد يخفى على بعض الناس أنه يجوز أن يقال: فتاوي بالياء، وفتاوى بالألف ويظن أنه بالألف وجها واحدا وهذا خطأ …
قال العلامة ابن هشام في كتابه أوضح المسالك 4/ 108:
وإذا كان مفاعل منقوصا فقد تبدل كسرته فتحه؛ فتنقلب ياؤه الفا؛ فلا ينون، ك (عذارى) و (مدارى)، والغالب أن تبقى كسرته؛ فإذا خلا من (أل)، والإضافة أجري في الرفع والجر مجرى قاض وسار في حذف يائه وثبوت تنوينه، {لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، وفي النصب مجرى دراهم في سلامة آخره وظهور فتحته نحو: {سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ}.اهـ.
هكذا عبر هنا بقوله: والغالب أن تبقى كسرته ..
وقال الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله في كتابه المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل 2/ 919:
تعرف كتب الفتاوي بذلك، بكسر الواو وهو أفصح، وبفتح الواو وهو صحيح. اهـ.
والله أعلم.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[19 - 01 - 04, 08:07 ص]ـ
أحسنتم،،، بارك الله فيكم:
والتعبير بكلمة " فُتْيَا " أفصَحُ من التعبيرِ بكلمَتَيْ " فَتْوَى " و " فُتْوَى "، لكثرةِ شيوعها في اللسانِ العربي، ولأن الأَصْلَ في لامِهَا اليَاءُ، فهذِهِ المادَّةُ أكثَرُ ما تُستعمَلُ على " فَ تَ يَ "، وتستعمل أحياناً على " فَ تَ وَ "، قال ابن سِيْدَه:" وإنَّما قَضَيْنَا على أَلِفِ أفْتَى بالياءِ، لكثرةِ فَتَيَ، وقِلَّةِ فَتَوَ ".
يقالُ: أفتيتُه فُتْيَاً، إذا أجبتُه عن مسألة. وتفاتَوا إلى فلانٍ، إذا تحاكَمُوا إِليه، واستَفتَوهُ، قال الطِرِمَّاحُ:
أَنِخْ بفِنَاءِ أشْدَقَ مِنْ عَدِيٍّ وَ مِنْ جَرْمٍ وَهُمْ أَهْلُ التَّفَاتِيْ
أي: هم أهلُ التحاكم والإستفتاء.
وانظر غير مأمور: العين (5/ 187)، و"الفتيا " للأشقر (11).
قال الخليل في" العين ": " وما جاء من فُعْلَى من بناتِ الواوِ يُحَوَّلُ إلى الياءِ، نحوَ: الدنيا؛ من دنوتُ وأشباهه" العين (5/ 187).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 03 - 05, 11:06 م]ـ
أبا عبد الله
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 01 - 06, 08:10 م]ـ
كلاهما صواب (فتاوى) و (فتاوي)
وقد ذهب بعض العلماء لخطأ الكسر؛
كما في [خير الكلام في التقصي عن أخطاء العوام] قال:
((يكسرون الواو من الدعاوِي والصواب فتحها كفَتاوَى))
وقال أبو البقاء الكفوي في [الكليات]:
... والدعوى على وزن (فعلى) اسم منه وألفها للتأنيث فلا تنون يقال (دعوى باطلة أو صحيحة)
والجمع بفتح الواو لا غير كـ (فتوى) و (فتاوى).
وفي كون الأفصح (فتاوي) نظر؛
فأهل اللغة يمثلون بها كثيرا مفتوحة؛ فقد قالوا عن الإداوة: الجمع أداوَى كفتاوى
وقالوا: الدعوى جمعها دعاوَى كفتوى وفتاوى.
وقال الفيومي في المصباح:
وعلى هذا فالفتح والكسر في (الدعاوي) سواء ومثله الفتوى و الفتاوي والفتاوي
وقال في موضع آخر:
الجمع (الفتاوي) بكسر الواو على الأصل و قيل يجوز الفتح للتخفيف.
قلت: لعل مأخذ الشيخ بكر من هذا الموضع، والله أعلم.
ـ[وليد النجدي]ــــــــ[01 - 02 - 06, 01:02 ص]ـ
بوركتم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 11 - 06, 06:12 م]ـ
وعلى لغة الكسر جرى السيوطي في (الحاوي)
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[17 - 12 - 06, 01:11 ص]ـ
حفظكم الله واقرؤوا هذا البحث للفيومي الشامي في المصباح المنير ط/ العلمية 1/ 195:
:
"و (دَعْوَى) فلان كذا أي قوله و (ادَّعَيْتُ) الشيء تمنيته و (ادَّعَيْتُهُ) طلبته لنفسي والاسم (الدَّعْوَى) قال ابن فارس (الدَّعْوَةُ) المرة وبعض العرب يؤنثها بالألف فيقول (الدَّعْوَى) وقد يتضمن (الادِّعَاءُ) معنى الإخبار فتدخل الباء جوازا يقال فلان (يَدَّعِي) بكرم فعاله أي يخبر بذلك عن نفسه و جمع (الدَّعْوَى) (الدَّعَاوَِي) بكسر الواو وفتحها قال بعضهم الفتح أولى لأن العرب آثرت التخفيف ففتحت وحافظت على ألف التأنيث التي بني عليها المفرد وبه يشعر كلام أبي العباس أحمد بن ولاد ولفظه وما كان على فعلى بالضم أو الفتح أو الكسر فجمعه الغالب الأكثر فعالى بالفتح وقد يكسرون اللام في كثير منه وقال بعضهم الكسر أولى وهو المفهوم من كلام سيبويه لأنه ثبت أن ما بعد ألف الجمع لا يكون إلا مكسورا وما فتح منه فمسموع لا يقاس عليه لأنه خارج عن القياس قال ابن جني قالوا حبلى وحبالى بفتح اللام والأصل حبال بالكسر مثل (دعوى) ودعاو وقال ابن السكيت قالوا يتامى والأصل يتائم فقلب ثم فتح للتخفيف وقال ابن السراج وإن كانت فعلى بكسر الفاء ليس لها أفعل مثل ذفرى إذا كسرت حذفت الزيادة التي للتأنيث ثم بنيت على فعال وتبدل من الياء المحذوفة ألف أيضا فيقال ذفار وذفارى وفعلى بالفتح مثل فعلى سواء في هذا الباب أي لاشتراكهما في الاسمية وكون كلّ واحدة ليس لها أفعل وعلى هذا فالفتح والكسر في (الدَّعَاوِي) سواء ومثله الفتوى و الفتاوي والفتاوي ثم قال ابن السراج قال يعني سيبويه قولهم ذفار يدلك على أنهم جمعوا هذا الباب على فعال إذ جاء على الأصل ثم قلبوا الياء ألفا أي للتخفيف لأن الألف أخفّ من الياء ولعدم اللبس لفقد فعالل بفتح اللام وقال الأزهري قال اليزيدي يقال لي في هذا الأمر (دَعْوَى) و (دَعَاوِى) أي مطالب وهي مضبوطة في بعض النسخ بفتح الواو وكسرها معا وفي حديث لو أعطي الناس بدعاويهم هذا منقول وهو جارٍ على الأصول خال عن التأويل بعيد عن التصحيف فيجب المصير إليه "
وفقكم الله.
=============================
¥